| ||||||||||||||||||
![]() ![]() |
| |||||||||||||||||
ادارة المنتدي ادارة المنتدي مسئول التصميمات ![]() ![]() رقم العضو : 1 الجنس : ![]() تاريخ التسجيل : 02/10/2010 تاريخ الميلاد : 11/09/1992 عدد المساهمات : 804 نقاط : 2768495 السٌّمعَة : 16 العمر : 25 ![]() |
|
![]() |
![]() ![]() | |
سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان الأنبا بيشوى 4- سر المعمودية المعمودية شرط للخلاص إن المعمودية هامة لنا كمسيحيين، وقد اعتبرها السيد المسيح شرطاً أساسياً لدخول ومعاينة ملكوت السماوات، وقد أوصى تلاميذه قبل صعوده للسماوات قائلاً "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" ( مت28: 19 ) أى يتم التعميد على اسم الثالوث؛ الإله الواحد المثلث الأقانيم . وكذلك قال "من آمن واعتمد خلص" ( مر16: 16 ) . فكما جعل السيد المسيح الإيمان شرطاً لنيل الخلاص، كذلك جعل المعمودية أيضاً شرطاً للخلاص . لذلك لم يقل "من آمن خلص"، بل قال "من آمن واعتمد خلص" . معمودية واحدة تتم المعمودية بثلاث غطسات وهى فى نفس الوقت معمودية واحدة . نقول فى قانون الإيمان }ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا{ وكان الختان للذكور فى العهد القديم رمزاً للمعمودية .. وكما أنه لا يمكن أن يختتن الإنسان مرتين، هكذا أيضاً المعمودية لا تُعاد مثلما قال معلمنا بولس الرسول إلى العبرانيين "لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتى؛ وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضاً للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه" ( عب6: 4-6 ) لا يمكن تجديدهم للتوبة، بمعنى لا يمكن إعادة معموديتهم، فهناك وسائل أخرى للتوبة غير المعمودية .. معمودية التوبة التى للقديس يوحنا المعمدان تختلف عن معمودية السيد المسيح التى ننال بها التوبة وغفران الخطايا، وبها ننال أيضاً أشياء أخرى سوف نتحدث عنها مثل الولادة الجديدة من الله .. هناك بعض المبتدعين يعمدون بغطسة واحدة . وهذه المعمودية مرفوضة ولا تقبلها الكنيسة على الإطلاق .. والشخص المعمَّد بهذه الطريقة ينبغى أن يعمَّد بالطريقة الصحيحة الثلاثية كما أوضحنا . وكذلك يجب أن تكون المعمودية مقترنة بالاعتراف الحقيقى بالإيمان الأرثوذكسى المستقيم التى تتم بثلاث غطسات على اسم الثالوث الإله الواحد المثلث الأقانيم .. كما قال معلمنا بولس الرسول إن المعمودية هى معمودية واحدة "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" ( أف4: 5 ) . فالرب واحد؛ الذى هو الآب والابن والروح القدس الإله الواحد .. والإيمان واحد؛ الذى هو الإيمان الأرثوذكسى المستقيم .. والمعمودية واحدة؛ التى نقولها فى قانون الإيمان }ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا . وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين{ . سوف نورد الآن قصة من تاريخ الكنيسة تؤكد أن المعمودية هى معمودية واحدة لا تتكرر : يُذكر أنه فى عهد البابا بطرس خاتم الشهداء، أن أرادت زوجة أحد الوزراء فى أنطاكية أن تعمد ابنيها فى مصر . فأتت إلى مصر وبينما هى فى الطريق هاج البحر جداً، وكادت السفينة أن تغرق، فخافت الأم على ولديها أن يموتا غرقاً بدون عماد, فقامت بنفسها بعمادهما وهى فى السفينة على اسم الآب والابن والروح القدس - كانت من الممكن أن تعمدهم بأى ماء، أو حتى من لعاب فمها، أو بأى دم إذ أنها جرحت نفسها ورشمتهما بدمها- وعند وصولهم إلى الإسكندرية؛ وكان ذلك فى يوم أحد التناصير، وكان قداسة البابا بطرس خاتم الشهداء ( البطريرك السابع عشر ) هو الذى يقوم بالعماد فى الكنيسة، وعندما قام قداسته بعمادهما؛ لاحظ أنه فى كل مرة ينزل فيها أحد الطفلين إلى جرن المعمودية؛ يتجمد الماء . فتعجب قداسة البابا البطريرك؛ وسأل الأم عن قصتها ! فحكت له الأم ما حدث فى الطريق، وكيف قامت بعماد طفليها خوفاً عليهما من الغرق . فقال لها إن المعمودية لا تتكرر، ولم يعمدهما مرة أخرى . بل اكتفى برشمهما بسر المسحة المقدسة زيت الميرون المقدس . وهذه القصة توضح لنا أهمية وعظمة هذا السر، وأنها معمودية واحدة لا تتكرر .. الكنيسة مدرسة للإيمان تُعلِّم الكنيسة الإيمان المسيحى للشعب فى أساسياته .. فبرشم علامة الصليب، تُعلِّمنا الكنيسة أن الصليب هو قوة الله للخلاص . وأنه باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد . وأن السيد المسيح قد نزل من السماء وتجسد على الأرض ونقلنا من أصحاب اليسار إلى أصحاب اليمين . وبالمعمودية تُعلِّمنا الكنيسة أن الله واحد مثلث الأقانيم لأن المعمودية واحدة بثلاث غطسات .. لذلك فإن المعمودية الواحدة على اسم الآب والابن والروح القدس . وفى المعمودية ينطق الأب الكاهن الاسم الجديد للمعمد . فيقول عمدتك يا فلان… باسم الآب فى أول غطسة، والابن فى ثانى غطسة، والروح القدس فى ثالث غطسة .. فدائماً نقول {باسم الآب والابن والروح القدس} فالعماد على اسم الثالوث هو حسب النص الآتى "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" ( مت28: 19 ) . ويكون الاسم الجديد الذى يُقال فى وقت التغطيس، هو اسمه الذى يعيش به حياته بعد ذلك .. كما أنه من الممكن أن يُعمَّد باسمه الأصلى ويستمر كذلك . ففى أثناء الصلوات والرشومات؛ الرشم بزيت الغاليلاون قبل المعمودية، والرشم بالميرون بعد المعمودية .. كل رشم يكون على شكل صليب . فالكنيسة تُعلِّم أولادها أن الخلاص هو بالصليب وبالمعمودية التى على اسم الآب والابن والروح القدس .. ومعروف أن الذى صُلب على الصليب هو الابن المتجسد من أجل خلاصنا، كلمة الله المتجسد .. إذاً من خلال طقس المعمودية والاعتراف الذى يُقال بالإيمان، يُلقّن الشعب بكل مستوياته الإيمان المسيحى . وهكذا يعيش الإنسان طوال حياته يتذكر أن المعمودية ثلاث غطسات فى معمودية واحدة . لأن هذا هو إيمانه بالثالوث . أهمية المعمودية للأطفال إن المعمودية هامة جداً بالنسبة للأطفال الصغار، وذلك خوفاً من عدم دخولهم ملكوت السماوات إذا لم يتم عمادهم قبل وفاتهم . فالطفل الذكر يتم عماده بعد أربعين يوماً، والبنت بعد ثمانين يوماً . إلا إذا تعرضت حياة هذا الطفل للخطر، ففى هذه الحالة تسمح الكنيسة بعماد هذا الطفل قبل الوقت المحدد وتكمل الأم المدة الباقية حسب الطقس . وأحياناً فى حالة الخطر الشديد يكتفى برشم الطفل المعمد على رأسه بالماء ثلاثة رشومات : باسم الآب والابن والروح القدس كل رشم باسم أحد الأقانيم الثلاثة؛ عند عدم وجود وقت لإعداد جرن المعمودية، أو إذا كانت حالة الطفل الصحية لا تسمح بالتغطيس فى الماء كأن يكون موضوعاً فى الحضّانة؛ وبذلك نستودعه فى يد الله الأمينة . بل وتسمح الكنيسة استثناءً بتعميده من قِبل أى إنسان أرثوذكسى؛ إذا لم يتواجد أى أب كاهن فى هذا الوقت، لكن لابد أن يتعمَّد بثلاث غطسات فى الماء ويقول له [ أعمدَّك يا فلان باسم الآب والابن والروح القدس ] .. وإذا لم يمُت هذا الطفل بعد ذلك، تحمله أسرته إلى الكنيسة ويقوم الأب الكاهن أو الأب الأسقف برشمه بزيت الميرون المقدس فقط، ويصلى عليه صلوات مِسحة الروح القدس، ولكن لا تعاد المعمودية لهذا الطفل على الإطلاق .. وتكون هذه حالات خاصة جداً .. رموز المعمودية فى العهد القديم أولاً : فلك نوح والطوفان أمر الله نوح أن يبنى فلكاً . وذلك بسبب حدوث طوفان على وجه الأرض "فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامى لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض . اصنع لنفسك فلكاً من خشب جُفرٍ .. " ( تك6: 13، 14 ) . لقد استغرق بناء الفلك ما يقرب من 120 سنة . وفى أثناء هذه الفترة كان باقى الشعب يستهزئ بنوح لأنه يقوم ببناء سفينة الفلك على الأرض اليابسة حيث لا يوجد ماء من حوله . ولكن نوح كان له الإيمان بأن الخلاص سيتم بواسطة الفلك . وبالفعل دبر الله الطوفان ولم ينجُ منه غير نوح وامرأته وأولاده الثلاث بزوجاتهم؛ أى ثمانى أنفس فقط هم الذين خلصوا . لقد كان الطوفان رمزاً للخلاص بالمعمودية وهو أمر لا يقبل المساومة عند الله . "وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض . وتكاثرت المياه ورفعت الفلك . فارتفع عن الأرض .. فمات كل ذى جسد كان يدب على الأرض" ( تك7: 17-21 ) . وأخذ نوح من الحيوانات الطاهرة سبعة أزواج لكى يقدم منها ذبائح للرب، ومن الحيوانات الغير طاهرة زوجاً واحداً لكى يجدد الحياة مرة أخرى على الأرض "ومن البهائم الطاهرة والبهائم التى ليست بطاهرة . ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض . دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكراً وأنثى كما أمر الله نوحاً" ( تك7: 8، 9 ) . لقد كانت جميع الحيوانات تطيع نوح لأن الروح القدس كان قد أعطاه –كنبىٍ- القوة والحكمة، وكيفية التصرف، كما أعطاه سلطاناً على هذه الكائنات . أما الأشرار الذين لم يقبلوا كرازة نوح فإنهم لم يخلصوا من الطوفان . وقد ربط معلمنا بطرس الرسول بين الفلك والمعمودية وقال : "فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء، الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية" ( 1بط3: 20، 21 ) . وعندما أراد نوح أن يعرف إن كانت الحياة قد بدأت تدب على الأرض مرة أخرى أم لا، أرسل حمامة فعادت ومعها غصن زيتون إشارة بأن الحياة قد بدأت تعود مرة أخرى على الأرض . فاستطاع نوح وأسرته بالإيمان أن يعبروا فى الطوفان دون أن يموتوا، فخرج من داخل الموت؛ حياة .. وهذه هى فلسفة المعمودية أو معنى المعمودية .. لذلك شرح قداسة البابا شنودة الثالث فى كتاب "اللاهوت المقارن" إن المعمودية لازمة للخلاص لأنها شركة فى موت المسيح .. لأنها إيمان بالموت كوسيلة للحياة .. واعتراف بأن أجرة الخطية هى موت؛ فالإنسان يدفن بالمعمودية لكى يبدأ حياة جديدة .. أى يُدفن الإنسان العتيق بالمعمودية، ويخرج الإنسان الجديد . uففلك نوح كان رمزاً لجسد يسوع المسيح . . وبتقديم جسد يسوع ذبيحة على الصليب؛ خلصنا نحن من طوفان بحر العالم، ومن الهلاك الأبدى . uوالحمامة التى دخلت الفلك من الطاقة، هى مثل الروح القدس الذى استقر بهيئة جسمية مثل حمامة على رأس السيد المسيح فى مياه نهر الأردن . uوغصن الزيتون يرمز إلى زيت الزيتون، وزيت الزيتون هو الذى يستخدم فى المسحة المقدسة فى الميرون .. يُرشم المعمد بزيت الميرون المقدس الذى فيه مسحة الروح القدس بعد العماد، وبذلك يكون ممسوحاً بالروح القدس، ولذلك يدعى "مسيحياً" .. فلقب "إنسان مسيحى" يقترن بفكرة إنه قد تعمد ومُسح بالمسحة المقدسة، وأيضاً نسبة إلى السيد المسيح الذى هو مسيح الرب الذى مُسح من أجل إتمام الفداء .. وبهذا نرى أن الطوفان يرمز للمعمودية، والحمامة حاملة غصن الزيتون ترمز إلى سر الميرون الذى يعقب المعمودية . ثانياً : عبور بنى إسرائيل البحر الأحمر تعقب فرعون بنى إسرائيل عند خروجهم من مصر، وقد أراد الله أن ينقذهم من العبودية . فقال لهم موسى "لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذى يصنعه لكم اليوم .. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" ( خر14: 13، 14 ) . وشق موسى البحر الأحمر بعصاه وأصبح الماء كسورٍ عن اليمين وعن اليسار، وعبر الشعب فى الوسط . لقد كان عبور الشعب هو اختبار لإيمانهم . فكان من الممكن أن يخافوا، أو يقولوا خير لنا أن نقع أسرى من أن نموت عندما ينطبق علينا الماء الواقف مثل السور العالى . لذلك كان هذا اختباراً لإيمانهم فى أن يقبلوا الموت بدخولهم إلى الماء لكى يحيوا عند خروجهم منه .. وهذه هى فلفسة المعمودية التى هى قبول الإنسان للموت ليستطيع أن يحيا . ويقول معلمنا بولس الرسول "فإنى لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا فى البحر . وجميعهم اعتمدوا لموسى فى السحابة وفى البحر" ( 1كو10: 1، 2 ) .. "اعتمدوا لموسى" بمعنى أنهم قبِلوا الأمر الإلهى على فم موسى النبى وآمنوا بإيمان موسى؛ أى أنهم قبِلوا كلام موسى بأن "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" .. و"اعتمدوا .. فى البحر" أى أن عبور البحر الأحمر كان رمزاً للمعمودية .. لذلك من الممكن أن يسمى هذا العبور "معمودية موسى"، مثلما نقول "معمودية يوحنا المعمدان" عندما كان يعمّد الجماهير للتوبة . أما معمودية السيد المسيح فهى المعمودية المسيحية التى تتم على اسم الآب والابن والروح القدس، والتى يدخل بها الإنسان إلى ملكوت السماوات إن عاش فى حياة القداسة باعتباره مولوداً من الله . فيعيش بقوة الولادة الجديدة وقوة الروح القدس، وبالثبات فى المسيح بممارسة التوبة والاعتراف والتناول من جسد الرب ودمه . ثالثاً : دخول يشوع أرض الميعاد عند دخول يشوع بن نون أرض الميعاد؛ أمره الله أن يجعل الكهنة يحملون تابوت العهد، وينفخون فى الأبواق . وعند لمس الكهنة مياه الأردن بأرجلهم تنشق المياه . وهذا ما حدث بالفعل .. وعند عبور آخر واحد من الشعب حيث خرج الكهنة من الماء؛ عاد الماء إلى مكانه . وقد أخذ يشوع من قاع النهر اثنى عشر حجراً على أسماء أسباط إسرائيل الاثنا عشر، وبنى مذبحاً للرب، وقدم ذبيحة ( انظر يش3، 4 ) .. ثم بدأ يشوع يختن الشعب فى الجلجال لأن الشعب لم يكن قد ختن طوال فترة وجوده فى البرية وفى أرض مصر . كلمة "جلجال" تعنى "يدحرج" أى أن الله قد دحرج عار عبودية فرعون عن شعبه فى أرض مصر، حينما لم يستطيعوا تنفيذ شريعة الختان . ونلاحظ هنا أن عبور نهر الأردن لكى يصلوا إلى أرض الميعاد قد اقترن بالختان، وبذلك ارتبط الختان بالمعمودية . سر انشقاق ماء نهر الأردن؛ هو نزول الكهنة فى الماء حاملين تابوت عهد الله . كما تتم المعمودية بواسطة كهنة العهد الجديد، والسيد المسيح الذى يُرمز إليه بتابوت العهد هو نفسه السبب فى إتمام الخلاص بالمعمودية . ولذلك قد نزل السيد المسيح نفسه إلى مياه نهر الأردن لكى يعتمد، ولكن قد انشقت السماء بدلاً من انشقاق مياه نهر الأردن . فالسيد المسيح قد شق لنا السماء لكى نصل إلى ملكوت السماوات، مثلما جعل مياه الأردن تنشق فى عهد يشوع بن نون لكى يصل الشعب إلى أرض الميعاد .. فكان عبور شعب إسرائيل لنهر الأردن رمزاً للمعمودية، وكان رمزاً أيضاً لعماد السيد المسيح شخصياً فى الأردن . فى العبور قديماً عبر شعب إسرائيل من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية للنهر، والسيد المسيح يجعلنا نعبر من الأرض إلى ملكوت السماوات . فكما نزل الكهنة مع تابوت عهد الله -الذى يرمز إلى السيد المسيح- إلى مياه نهر الأردن، كذلك نزل يوحنا المعمدان بن زكريا الكاهن -من الكهنوت الهارونى- مع السيد المسيح إلى نفس مياه نهر الأردن لكى يعمده .. ولكن هنا تابوت العهد الحقيقى هو السيد المسيح نفسه، والروح القدس هو الذى حل على هيئة حمامة .. فالسيد المسيح هو تابوت العهد . مدفونين معه بالمعمودية إن الإنسان بقبوله الموت يحيا . وهذه هى فلسفة المعمودية "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة" ( رو6: 4 ) . بقبول الأم دفن ابنها أمامها فى جرن المعمودية؛ تجعله يعبر من الموت إلى الحياة، ومن الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد . وبذلك يكون ابناً لله، وعضواً فى جسد السيد المسيح، ويتحد معه . فكما أن السيد المسيح كان فى القبر ثلاثة أيام كذلك تتم المعمودية بثلاث غطسات، هى بالطبع ثلاث غطسات على اسم الثالوث، لكن هذا إلى جوار أن المعمودية هى دفن وقيامة مع المسيح . وقد ارتبط دفن السيد المسيح وقيامته برقم ثلاثة . اليوم الأول واليوم الثامن قديماً كان الطفل يختن فى اليوم الثامن لولادته، أى اليوم الأول من الأسبوع الجديد .. عدد أيام الأسبوع سبعة، كلمة "أحد" تعنى "واحد" أى اليوم الأول فى الأسبوع، كلمة "اثنين" تعنى اليوم الثانى . وكلمة "ثلاثاء" أى اليوم الثالث .. وهكذا إلى أن نصل نهاية الأسبوع ثم نبدأ الأسبوع التالى بيوم الأحد .. إذاً يوم الأحد هو اليوم الأول للأسبوع الجديد، وفى نفس الوقت هو اليوم الثامن من بداية الأسبوع الأول . فكان الطفل فى القديم يختتن فى اليوم الثامن أو الأول فى الأسبوع الجديد ( أنظر لا12: 3 ) ، والسيد المسيح قد قام فى فجر الأحد أى أن قيامته كانت فى اليوم الثامن أو الأول من الأسبوع الجديد . بل أيضاً كان ختان السيد المسيح فى اليوم الثامن . وكذلك خلص فى الفلك ثمانى أنفس .. فرقم ثمانية مرتبط بالخلاص، مرتبط بالقيامة، يرمز للحياة الجديدة فى المسيح .. يرمز لتجديد الحياة مرة أخرى . لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فىَّ عندما يعمَّد الإنسان، يتحد مع المسيح فى قيامته من الأموات؛ يقول معلمنا بولس الرسول "إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته . عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطية كى لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية" ( رو6: 5، 6 ) . أى أن شركة الموت مع المسيح فى المعمودية هامة جداً وذلك لأن نتيجتها هى صلب الإنسان العتيق ويقول أيضاً معلمنا بولس الرسول "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية، ولكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا" ( رو6: 11 ) .. وأيضاً "ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخَلَّصون" ( أف2: 5 ) فالإنسان الميت لا يستطيع أن يخطئ .. "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" ( غل5: 24 ) . لقد اشترانا السيد المسيح بدمه فصرنا ملكاً له، لذلك قال معلمنا بولس الرسول "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا ( أى الإنسان العتيق ) بل المسيح يحيا فىَّ . فما أحياه الآن فى الجسد، فإنما أحياه فى الإيمان، إيمان ابن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى" ( غل2: 20 ) . فالإنسان العتيق قد دُفن وصُلب فى المعمودية، والذى يحيا الآن هو الإنسان الجديد الذى اشتراه المسيح، وهو بكامله مِلك للسيد المسيح، فقد أعطانا السيد المسيح حياته على الصليب، ووهب حياته لأجلنا لكى نحيا نحن بهذه الحياة الجديدة الموهوبة لنا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم . لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" ( 1كو6: 19، 20 ) .. "وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام" ( 2كو5: 15 ) . وفى المعمودية قد لبسنا المسيح كقول معلمنا بولس الرسول "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" ( غل3: 27 ) لبسنا بر المسيح، لبسنا الصورة الإلهية التى كنا قد فقدناها بالخطية الأولى .. المسيح يؤسس سر المعمودية الذى أسس سر المعمودية هو السيد المسيح بنفسه . فقد نزل إلى الماء، وسحق رأس التنين وأعطى للماء قوة الولادة الجديدة .. فبمعموديته شخصياً، قد رسم لنا سر المعمودية كطريق للخلاص .. وصوت الآب الذى جاء من السماوات قائلاً "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" ( مت3: 17 ) بمعنى أن المعمودية هى الطريق الذى به ننال البنوة لله والولادة الجديدة .. فإعلان الآب عن بنوة السيد المسيح له، قد اقترن بتأسيس سر المعمودية .. فقد رسم لنا السيد المسيح الطريق لكى نصل إلى الولادة الجديدة . بمعمودية السيد المسيح فى نهر الأردن قد ظهر الثالوث مثلما يقول الأطفال فى الترنيمة }الآب صوته إحنا سمعناه، والابن غطس فى المياه، والروح زى حمامة شفناه . ثالوث فى واحد هو الله{ .. ونعتبر أن عيد الغطاس هو عيد الظهور الإلهى لأنه لأول مرة يظهر الثالوث بهذا الوضوح بشهادة يوحنا المعمدان . فاعلية المعمودية بها يتم الخلاص، وبها يتم الميلاد الثانى من الماء والروح .. وبها غسل من الخطايا ومغفرة الخطايا .. وبها موت مع المسيح وقيامة معه .. وبها عملية تجديد .. وبها نلبس المسيح .. كما أنها انضمام لعضوية الكنيسة مثلماكان الختان هو انضمام لعضوية شعب الله . وقد ربط معلمنا بولس الرسول الختان بالمعمودية وقال "وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح . مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذى أقامه من الأموات" ( كو2: 11، 12 ) . وقد وضع السيد المسيح المعمودية شرطاً لدخول ملكوت السماوات فقال لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" ( يو3: 3 ) . وأيضاً قال "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" ( يو3: 5 ) . وأيضاً شرح القديس بولس الرسول أن الخلاص هو بالمعمودية فقال "لا بأعمال فى بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس" ( تى3: 5 ) إذن يتم الخلاص بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس وهذا هو ما يتم فى المعمودية . وبالنسبة لغفران الخطايا فقد قال معلمنا بطرس الرسول للجموع فى يوم الخمسين : "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" ( أع2: 38 ) . يتساءل البعض : هل المعمودية على اسم "المسيح" فقط كما ذُكر فى هذه الآية ؟ أم على اسم "الآب والابن والروح القدس" ؟ والإجابة؛ أن المعمودية التى على اسم "المسيح" هى التى أوصى بها السيد المسيح وقال : "عمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" ( مت28: 19 ) فلا يوجد تفرقة بين التسميتين .. فالمعمودية التى على اسم "المسيح" تتم بناءً على وصية السيد المسيح بأن تتم على اسم الثالوث "الآب والابن ( يسوع المسيح ) والروح القدس" فتكون المعمودية تلقائياً على اسم المسيح . قصة تدل على فاعلية المعمودية حدثت فى هذا الجيل قصة تُظهر لنا قوة وفاعلية المعمودية؛ إحدى الطبيبات من دمياط، وهى الآن راهبة بدير الأمير تادرس . تدربت شهرين بعد تخرجها خلال سنة الامتياز سنة 1981م بمعهد السرطان بفُم الخليج . وكان هناك طفل عمره حوالى اثنتى عشرة سنة، وكان مريضاً بسرطان الدم، وكانت نسبة السرطان فى بدء دخول الطفل 80% وبدأت النسبة تزداد حتى وصلت إلى 90%، ثم أثبتت التحاليل حدوث زيادة أكثر من ذلك . وكانت هذه الطبيبة فى ذلك الوقت خادمة فى كنيسة العذراء بجاردن سيتى . وبدأت هذه الطبيبة تحكى لأسرة الصبى المريض عن قوة وفاعلية المعمودية والتناول من الأسرار المقدسة إذ كانت هذه الأسرة بروتستانتية . وظلت تتحدث معهم حتى شعروا بالاشتياق لسر العماد المقدس، وقالت لهم لابد من عماد الولد ليستطيع التناول من جسد الرب ودمه لكى يشفيه الرب . فوافق كل أفراد الأسرة وقرروا أن يعتمدوا كلهم، وكان سن الصبى آنذاك 12 سنة . وأبلغت هذه الخادمة قداسة البابا شنودة الثالث بالأمر، وبالفعل قام قداسته بعماد هذه الأسرة جميعها بنفسه ثم تناولوا من الأسرار المقدسة . وقد صلى قداسة البابا لهذا الطفل المريض ثم بعد ذلك عاد الولد إلى معهد السرطان بفم الخليج وقد أُعيد إجراء التحاليل له مباشرةً بعد العماد؛ وكانت المفاجأة أن نتيجة التحاليل صفر% وذلك ببركة العماد المقدس، وبركة صلوات قداسة البابا شنودة الثالث، لأنه من المحال -حتى ولو بعد العلاج إن كان هناك إمكانية للشفاء- أن تنخفض نسبة التحاليل من أعلى من 90% إلى صفر% فجأة بدون أى تدرج، وكان بالمعهد فى هذا الوقت أطفالاً قد ماتوا بنفس هذا المرض .. هذا يعطينا فكرة عن البركة التى يعطيها الرب على يد قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته من خلال الإيمان بفاعلية سر المعمودية .. إيمان قداسة البابا شنودة الثالث .. إيمان الطبيبة .. إيمان الصبى .. إيمان الأسرة كلها . هذا يرينا أن المعمودية ليست فقط لشفاء الروح وشفاء الإنسان من الخطية، بل لشفاء الجسد أيضاً .. وهذا نراه فى قصة المولود أعمى عندما قال له السيد المسيح "اذهب اغتسل فى بركة سلوام ( رمز للمعمودية ) الذى تفسيره مرسل فمضى واغتسل وأتى بصيراً" ( يو9: 7 ) .. فالاستنارة الروحية كان يرمز لها شفاء العينين من العمى .. إذن تعطى المعمودية استنارة؛ وبهذه الاستنارة يستطيع الإنسان أن يرى الملكوت . لذلك تشدد الكنيسة فى تعميد الطفل صغيراً . وهذا يؤكد لنا إن كان هناك إنسان مريض بالفعل فإنه يُشفى بالعماد . بل ونحن نطلب وقت العماد أن يُبطِل الرب كل سِحر، وكل تعزيم، وكل رُقية، ويطرد كل الشياطين المتواجدة فى الماء أو فى المعمَّد . ولكن إذا مرض الإنسان بعد المعمودية لا يمكن رشمه بماء المعمودية لأن المعمودية لا تُعاد . ولكن يوجد سر آخر وهو سر مسحة المرضى، وهذا السِر هو لشفاء الإنسان المعمَّد . أما الإنسان الغير معمّد إذا آمن بالمسيح ونال سر المعمودية المقدس؛ فلا يلزمه سر مسحة المرضى لشفائه لأن سر العماد نفسه يكون شفاءً له .. وكذلك أيضاً عندما يأتى الإنسان للعماد يعترف بخطاياه أولاً أمام الأب الكاهن أو الأب الأسقف الذى سوف يقوم بعماده .. يصلى الأب الكاهن أو الأب الأسقف التحاليل أثناء صلوات المعمودية نفسها، وبذلك يكون سر الاعتراف متضَمناً داخل سر المعمودية . فلا يلزمه أن يمارس سر الاعتراف كسر قائم بذاته، ويستطيع أن ينال الأسرار المقدسة مباشرة بعد المعمودية بدون الاحتياج لممارسة سر الاعتراف حيث إن الاعتراف قد مورِس داخل سر المعمودية، فيتم بالمعمودية نفسها الاعتراف والحِل من الخطايا . لكن إذا أخطأ بعد العماد لابد من ممارسة سر الاعتراف كسر قائم بذاته وذلك لأخذ الحل والتصريح بالتناول . العماد عند البروتستانت لا يؤمن البروتستانت أن المعمودية لازمة للخلاص، بل يعتبرونها مجرد علامة للإيمان أو فريضة، ويعتبرون أن الخلاص هو بالإيمان وحده مستشهدين بالآية التى قالها معلمنا بولس الرسول لسجان فيلبى عندما أراد أن يقتل نفسه ظناً منه أن المسجونين قد هربوا "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" ( أع16: 31 ) ولكن هذه الآية كانت لها قصتها؛ حيث إن السجان كان يريد أن يقتل نفسه، فطلب منه معلمنا بولس الرسول أن يؤمن لكى ينجو من الخطر الذى يهدده؛ هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى؛ هذه القصة كانت لها تكملة، وهى أنه بعد أن آمن؛ قد اعتمد هو وكل أهل بيته كنتيجة لهذا الإيمان "واعتمد فى الحال هو والذين له أجمعون" ( أع16: 33 ) إذن كان لابد من المعمودية .. لم يكتفِ معلمنا بولس الرسول بإيمان السجان فقطكما يدّعون حيث لم يرِد فى الآية شئ عن المعمودية، بل ذُكِر فقط كلمة "آمن"، لذلك قد قام معلمنا بولس بعماد سجان فيلبى .. فالإيمان يفتح لنا الباب لأخذ البركات والخيرات السماوية . لذلك فإن الآية التى يستشهد البروتستانت بها لم تكن بالمعنى الذى يفسرونه أن معلمنا بولس الرسول طلب الإيمان فقط . لا نستطيع الاعتراف بمعمودية البروتستانت، لأن معلمنا بولس الرسول قد قال "رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة" ( أف4: 5 ) فالرب واحد الذى نؤمن به، وهو الإله الواحد المثلث الأقانيم .. على الرغم أن البروتستانت يؤمنون بالرب يسوع المسيح مثلنا، لكن إيمانهم بباقى الأسرار الكنسية وبأمور أخرى كثيرة تتعلق بالإيمان يختلف عن إيماننا فالإيمان هنا مختلف . وبذلك لا تنطبق آية "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" بالكامل .. لأنه كيف يؤمنون بمعمودية واحدة وهم لا يؤمنون بسر الكهنوت أصلاً، والكاهن هو المسموح له بالتعميد ؟ ! . وكيف تكون معمودية واحدة، وهى ليست على أساس الإيمان الواحد ؟ ! فلا يمكن أن تكون المعمودية واحدة إلا إذا كان الإيمان واحد .. فإيمانهم فى سر العماد نفسه، وإيمانهم فى المعمودية فى حد ذاتها، مختلف عن إيماننا .. فكيف يعتمد أحد وهو لا يؤمن أن المعمودية هى شرط ضرورى لخلاصه ؟ ! بل مجرد شئ شكلى، أو لإتمام فريضة، أو لمجرد إعلان الإيمان فقط .. فكيف ينال الولادة الجديدة، الميلاد الفوقانى بواسطة الماء والروح الذى قال عنه السيد المسيح "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" ( يو3: 5 ) ؟ ! ومن قصة الطفل المريض بسرطان الدم التى قد ذكرناها فى الصفحات السابقة؛ نرى أنه من خلال معمودية أرثوذكسية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ قد أعلن الله قدرته على شفاء المريض بعمل إعجازى ليس له مثيل .. فلم يُسمع مطلقاً عن إنسان مريض بسرطان الدم أن يشفى بهذه الصورة الفجائية إلاّ بمعجزة؛ سواء بسر مسحة المرضى أو بمعموديته . وهذا يدل على أن معمودية الطفل السابقة بالكنيسة البروتستانتية، لم تكن بحسب إرادة الله . المعمودية هى المدخل المعمودية هى المدخل لباقى أسرار الكنيسة، فهى الباب الذى يبدأ به الإنسان الدخول إلى الكنيسة .. وكنيستنا بها سبعة أسرار مقدسة : سر المعمودية، وسر الميرون، وسر الاعتراف، وسر التناول من جسد الرب ودمه، وسر مسحة المرضى، وسر الزيجة، وسر الكهنوت؛ فلا يمكن أن يمارس أى سر من هذه الأسرار الكنسية إلا عن طريق الدخول بالمعمودية التى تعطينا الحق أن ننال سر المسحة بالميرون .. وأن نمارس سر الاعتراف .. وأن نتناول من جسد الرب ودمه .. وننال سر مسحة المرضى .. وسر الزواج .. وسر الكهنوت .. من الممكن أن يُرسم الإنسان كاهناً بعد أن ينال سر الزواج لأنه قد سبق وأخذ الكهنوت المعنوى العام عن طريق المعمودية الذى يقدر به كل إنسان أن يقول "لتستقم صلاتى كالبخور قدامك، ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" ( مز140: 2 ) ( من مزامير صلاة النوم بالأجبية ) .. لكن هناك الكهنوت الخاص الذى يقول فيه بولس الرسول "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح، ووكلاء سرائر الله" ( 1كو4: 1 ) هذا هو الكهنوت الخاص الرسمى : خدام المسيح، ووكلاء أسرار الله . ثم يقول معلمنا بولس الرسول أيضاً عن نفسه "حتى أكون خادماً ليسوع المسيح لأجل الأمم مباشراً لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولاً مقدساً بالروح القدس" ( رو15: 16 ) .. ولأن المعمودية هى شرط دخول ملكوت السماوات، فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه ليكرزوا بقيامته من الأموات، أرسلهم لكى يعمِّدوا وقال لهم : "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" ( مت28: 19 ) .. "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها . من آمن واعتمد خَلَصَ .. " ( مر16: 15، 16 ) .. إذن لا يخدع أحد نفسه بأنه من الممكن أن يدخل ملكوت السماوات بدون سر المعمودية . حتى إذا كان طفلاً صغيراً وإلا كيف تُغفر الخطية الجدية إن لم تتم معمودية الأطفال ؟ ! لقد حدث خلاف بين القديس جيروم والقديس أوغسطينوس حول أصل النفس ( أى الروح الإنسانية ) ، وهل هى مولودة أم مخلوقة ؟ يقول القديس أوغسطينوس إنها مولودة مع الإنسان، ويقول القديس جيروم إنها مخلوقة .. قال القديس أوغسطينوس للقديس جيروم؛ إن كانت مخلوقة فهى لم ترث خطية آدم، فلماذا إذن نعمّد الأطفال ؟ ! لم يجد القديس جيروم إجابة على هذا السؤال .. [ من كتاب "اللاهوت المقارن" لقداسة البابا شنودة الثالث ] . المعمودية هى الاستنارة المعمودية هى الاستنارة لمعاينة ملكوت الله . ويؤكد قداسة البابا شنودة الثالث إيمان الكنيسة بأن الإنسان يرث الخطية الأصلية عند ولادته كطفل . لذلك لابد أن يُعمد الأطفال، فلا يستطيع الطفل أن يعاين ملكوت السماوات إن لم يولد من فوق؛ ولا حتى مجرد الرؤية، وهذا هو ما قاله السيد المسيح لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" ( يو3: 3 ) ، وعندما سأله نيقوديموس كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ ؟ شرح له السيد المسيح المقصود بالولادة هى : الولادة بالماء والروح "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" ( يو3: 5 ) . لأنه فى المعمودية ينال الإنسان الطبيعة الجديدة، فالأعين العمياء التى كانت للمولود أعمى قد تم فتحهما بالطبيعة الجديدة التى نالها .. لذلك تقرأ الكنيسة قصة المولود أعمى فى أحد التناصير .. فكل إنسان يولد أعمى ولا يقدر أن يرى ملكوت الله، أما بعد عماده تنفتح عيناه لأن المعمودية فيها استنارة .. فعندما قال السيد المسيح للمولود أعمى "اذهب اغتسل فى بركة سلوام ( التى ترمز للمعمودية ) .. مضى واغتسل وأتى بصيراً" ( يو9: 7 ) وكان هذا البصر رمزاً للاستنارة الروحية التى بها بدأ هذا الإنسان يشهد للسيد المسيح، وبهذه الاستنارة الروحية التى فى المعمودية يستطيع الإنسان أن يرى الملكوت . فإن كان الإنسان صغيراً أو كبيراً، ولو فرضاً دخل الملكوت، لن يعاين شيئاً، لا يستطيع أن يرى الأمور الروحية والمجد الإلهى المحيط بعرش الله بدون معمودية .. لذلك تتشدد الكنيسة جداً فى أهمية عماد الطفل وهو صغير لئلاّ يموت قبل أن يعمَّد . المعمودية هى اغتسال بالمعمودية يغتسل الجسد من القذر الذى حوله وتغتسل الروح أيضاً ويتنقى الإنسان من الداخل ومن الخارج . فإن كان الماء هو الوسط المنظور الذى نراه؛ لكن الروح القدس يعمل بصورة غير منظورة بدون أن نراه داخل المعمودية؛ يغسل النفس والروح من الخطية الجدية وكل الخطايا الفعلية التى صنعها الإنسان قبل عماده . وبذلك يكون الإنسان مولوداً من فوق، مولوداً من الله، ومعه السلطان أن ينتصر على إبليس بقوة الصليب المحيى .. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين ____________________________________________________________________________ |
![]() |
![]() ![]() | |
سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان الأنبا بيشوى 5- الرد على الأدفنتست السبتيين تأثير حركة البروتستانت بدأت حركة البروتستانت بواسطة مارتن لوثر فى القرن السادس عشر الميلادى وكان لها تأثيرها على المسيحية فى العالم . بدأ مارتن لوثر حركته كنوع من الإصلاح أمام سلطة الكنيسة الكاثوليكية وبعض تعاليمها وممارستها . ولكن بدلاً من أن يتجه إلى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، اتجه إلى إلغاء العديد من عقائد الكنيسة وأسرارها وسلطة الكنيسة فى التعليم .. فكان رد الفعل مضاد للسلطة البابوية ولعقيدة عصمة البابا التى قاومتها الحركة البروتستانتية . وكنتيجة لإطلاق حرية التعليم وللتحرر التام من التقليد الكنسى -على الرغم من أن التقليد الكنسى هو الذى حافظ على الكتاب المقدس- كانت النتيجة هى بدء ظهور طوائف بروتستانتية كثيرة ومتعددة مثل : المشيخيين، والرسوليين، والمعمدانيين، والميثوديست، والخمسينيين .. وهكذا يحتار الإنسان فى هوية البروتستانت .. ظهر أيضاً البلاميس الذين يسمون أنفسهم بالإخوة .. حتى أن عدد الكنائس البروتستانتية المستقلة فى العالم ربما يكون وصل حالياً إلى ستمائة ( 600 ) كنيسة . لكن تزداد الخطورة عندما تتفرع عنهم طوائف -البروتستانت أنفسهم يشعرون بأنها غير مسيحية- مثل شهود يهوه مثلا . ً . بدعة شهود يهوه وبدعة السبتيين تتلمذ شارل تاز راصل مؤسس بدعة شهود يهوه على بدعة أخرى وهى بدعة السبتيين التى ظهرت بصورة علانية فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م .. وبدأت حركة شهود يهوه سنة 1876م بواسطة شخص تتلمذ على السبتيين .. والسبتيين تتلمذوا أولاً على المعمدانيين وعلى الميثوديست البروتستانت .. لكن عدم وجود سلطة للتعليم فى الكنيسة، تجعل هناك إمكانية أن أحد المعمدانيين يدرِس بمفرده بفكره الخاص إلى أن يخرج برأى جديد يكوّن بواسطته طائفة جديدة مثلما حدث مع وليم ميللر مؤسس بدعة الأدفنتست السبتيين . جماعة شهود يهوه ينكرون ألوهية السيد المسيح وينكرون عقيدة الإله الواحد المثلث الأقانيم .. ويرفضون الاعتقاد بأن الابن والروح القدس مساوين للآب فى المجد والربوبية والملك، وأن كل واحد منهم له نفس الجوهر الواحد الذى للآب . اعتنق شهود يهوه كل عقائد السبتيين تقريباً وأضافوا إليها عقائد أخرى مثل إنكار ألوهية السيد المسيح وإنكار ألوهية الروح القدس . المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية برئاسة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث قرر رسمياً فى جلسته المنعقدة فى يوم السبت 17 يونيو سنة 1989م اعتبار أن طائفتى شهود يهوه والسبتيين هما طوائف غير مسيحية، لا نعترف بهما كمسيحيين، وحذّر المجمع المقدس من حضور اجتماعاتهما، أو دخولهما إلى بيوت الأقباط الأرثوذكس مثل سائر الهراطقة والمبتدعين .. عملت طائفة شهود يهوه ترجمة خاصة بها للكتاب المقدس اسمها "ترجمة العالم الحديث" نحن لا نعترف بصحة هذه الترجمة لأنهم حاولوا تحريف الكثير من العهد القديم والعهد الجديد .. ولذلك أيضاً حذّر المجمع المقدس من الاعتراف بهذه الترجمة الخاصة بطائفة شهود يهوه . سنحاول عرض بدعة السبتيين كمثال للنتائج التى من الممكن أن تتسبب فيها العقائد والمبادئ البروتستانتية . ونحذّر شعبنا من اعتناق المذهب البروتستانتى لأن السيد المسيح قال : "من ثمارهم تعرفونهم" ( مت7: 16 ،20 ) . التصدّى للبدعة الأريوسية عاشت كنيستنا أكثر من 1900 سنة ولم يخرج منها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون كنائس .. عندما نادى أريوس ببدعته وهو قس من الاسكندرية، تصدت له الكنيسة فى الاسكندرية وحكمت عليه عندما أنكر ألوهية السيد المسيح . ولما لجأ إلى قيصرية فى الشرق؛ ظلت كنيستنا تحاصر البدعة التى نادى بها وتكافح من أجل إنهائها تماماً .. وحكم عليه فى مجمع كنيسة الاسكندرية سنة 318م، ثم حُكم عليه فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325م وحُرِّمت تعاليمه، وظل القديس البابا أثناسيوس الرسولى بابا الاسكندرية بعدها يعمل بكل طاقته ويحتمل الكثير طوال مدة جلوسه على الكرسى، بما فى ذلك سنى النفى الطويلة التى قضاها بعيداً عن كرسيه . واستمر كفاح الكنائس التى اعتنقت مبادئ القديس أثناسيوس حتى تم حسم الأمر نهائياً بالنسبة للبدعة الأريوسية فى المجمع المسكونى الثانى سنة 381م .. كنيسة يقظة، كنيسة تحتمل الآلام بما فى ذلك الاستشهاد أو النفى أو السجن .. كنيسة تحافظ على "الإيمان المسلّم مرة للقديسين" ( يه1: 3 ) ولا تسمح أن يخرج من داخلها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون طوائف جديدة تبتدع فى الدين . للأسف ! استطاعت الإرساليات الأجنبية التى جاءت إلى مصر أن تجتذب البعض من الأقباط الأرثوذكس للانضمام إلى الطائفة البروتستانتية .. لكن لم تخرج الطائفة البروتستانتية ولم تولد فى مصر . أما بدعة السبتيين ومن بعدها بدعة شهود يهوه فقد ولدت من داخل الطوائف البروتستانتية الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية .. الأدفنتست - السبتيين السبتيين هم الأدفنتست .. كلمة "أدفنت Advent" أى "مجيء"، كلمة "أدفنتست Adventists" بمعنى "مجيئيين" .. اسمهم الرسمى "مجيئيو اليوم السابع Seventh Day Adventists " فهذا هو لقبهم الرسمى فى أمريكا وباقى بلاد العالم . بدأوا بدعتهم بإدعائهم بحضور السيد المسيح سنة 1843م فى مجيئه الثانى، ثم أجلوها إلى سنة 1844م . وعندما لم تتحقق هذه الأمور، بدأوا يخترعون معانى أخرى سنتكلم عنها بالتفصيل بعد ذلك .. أما بالنسبة لبدعة تقديس اليوم السابع؛ فهم اعتنقوا فكرة إحدى الكنائس المعمدانية "معمدانيو اليوم السابع" فى أمريكا التى يكون فيها السبت اليهودى هو يوم الرب بالنسبة لهم . لذلك لو دققنا النظر فى عقائد السبتيين ومن بعدهم شهود يهوه سنرى أنهم قريبين فى فكرهم جداً من الصدوقيين اليهود . السبتيين والصدوقيين اليهود شيعة الصدوقيين تنكر القيامة، ترفض الاعتقاد بالقيامة، ويعتقدون أن يوم الرب هو يوم السبت –لأنهم يهود- هذا هو وضع مشابه لشهود يهوه والسبتيين . لذلك فى إنجيل القديس متى يقول : "فى ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه .. " ( مت22: 23 ) سألوه إنه مات أحد وليس له أولاد وكان هو أحد سبعة إخوة تزوجوا بامرأته ففى القيامة لمن منهم تكون زوجة ( طبعاً من الممنوع أن يتزوج الشخص امرأة أخيه، ولكن بحسب شريعة موسى إذا تُوفى بدون أن يُنجب أولاداً كان يتخذها الأخ زوجة له ليقيم نسلاً لأخيه الميت .. كان هذا هو الاستثناء الوحيد .. وانتهت هذه الشريعة بمجيء السيد المسيح ) . قال لهم السيد المسيح "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله . لأنهم فى القيامة لا يزوِّجون ولا يتزوَّجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء" ( مت22: 29 ،30 ) كانوا يريدون أن يضعوا العقدة فى المنشار ويسألون السيد المسيح لمن منهم تكون زوجة فى القيامة، فقال لهم السيد المسيح أنتم تضلون لأنكم لا تعرفون الكتب بمعنى أنكم تستخدمون الكتب بطريقة خاطئة لخدمة أفكاركم الضالة .. أبناء القيامة لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء . "وأما من جهة قيامة الأموات؛ أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل : أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس الله إله أموات بل إله أحياء . فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه" ( مت22: 31-33 ) . ليس السبتيون فقط هم الذين يقاومون التعليم المسيحى بشأن خلود الروح، لكن حتى أيام السيد المسيح نفسه أتوا ليقاوموه ويحيروا الناس بأفكارهم الخطأ .. فرد عليهم السيد المسيح وعرفهم بأن الله يقول : أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء . إذاً لقد علّم السيد المسيح نفسه بخلود الروح الإنسانية وعدم موتها، بينما يعلِّم السبتيين وشهود يهوه بموت النفس البشرية وبأنها تموت مثلما يموت الجسد .. وبذلك ينكرون شفاعة القديسين والشهداء .. ويعتبرون أن الشفاعة هى أمور وثنية قد دخلت إلى عقيدة الكنيسة . ينكر البروتستانت شفاعة القديسين .. والسبتيين وشهود يهوه قالوا لا توجد شفاعة للقديسين، بل وزادوا على هذا وقالوا أن أرواح القديسين ماتت مع أجسادهم .. هذا يُظهر لنا كيف عندما يُفتح الباب لأى عقيدة خطأ من الممكن أن تكبر وتتزايد .. لذلك لابد أن نرد على العقائد الخطأ التى ينادون بها لئلا ينخدع الناس بتعليمهم . بالرغم من أننا لا نوافق على ما جرى فى العصور الوسطى من الكنيسة الكاثوليكية، لكننا لا نوافق أيضاً على رد الفعل المتطرف الذى قام به البروتستانت ضد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية .. كان من الأفضل لهم أن يلتحقوا بالكنائس الأرثوذكسية التى حافظت على التسليم الرسولى والتقليد الرسولى المسلّم مرة للقديسين "الإيمان المسلّم مرة للقديسين ( يه 1 ) " . 1 ) يعتقدون أن يسوع المسيح هو الملاك ميخائيل من يصدق هذه العقيدة إما أنه يعتبر أن السيد المسيح رب المجد هو مجرد رئيس ملائكة وليس هو ابن الله الوحيد، أو يعتبر أنه لا يوجد أحد نهائياً اسمه الملاك ميخائيل غير ابن الله الوحيد، وأن الملاك ميخائيل هو أحد ظهورات السيد المسيح . فى كلتا الحالتين هذه العقيدة خطأ ويرفضها الكتاب المقدس . 2 ) يعتقدون أن الروح تموت مع موت الجسد يعتقدون أن الروح تموت مع موت الجسد وأن الروح الإنسانية ليست خالدة ولكنها مثل روح الحيوانات أو روح البهيمة . 3 ) يعتقدون بعدم وجود دينونة أبدية للأشرار يعتقدون بعدم وجود دينونة أبدية بمعنى عذاب أبدى للأشرار لأن القيامة الدائمة بعد مجيء السيد المسيح الثانى ستكون للأبرار فقط وليس للأبرار والأشرار .. على الرغم من أن السيد المسيح تكلّم كثيراً جداً عن خروج الأبرار أو الصالحين للقيامة لحياة أبدية ( انظر مت 25 ) ، وذهاب الأشرار إلى جهنم الأبدية المعدة لإبليس وملائكته "ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" ( مت25: 41 ) وإنهم سوف يذهبون إلى دينونة أبدية .. أى أنهم لم يقبلوا كلام السيد المسيح نفسه . 4 ) يعتقدون أن الأبرار يعودون إلى الحياة روحاً وجسداً يعتقدون أن الأبرار يعودون إلى الحياة روحاً وجسداً بنعمة خاصة من الله .. بل وحتى السيد المسيح فى قيامته المجيدة من الأموات يقولون أنها بنعمة خاصة من الله إذ أعاد روحه التى ماتت بهذه النعمة الخاصة إلى الحياة . وتبدأ مفاهيمهم عن قيامة السيد المسيح تكون مفاهيم مهتزة، بل وعمله الفدائى أيضاً من الممكن أن يكون الاعتقاد فيه عقيدة مشوّشة . 5 ) يعتقدون أن السيد المسيح ورث الميل الطبيعى للخطية يعتقدون أن السيد المسيح ورث الميل الطبيعى للخطية، وأن إمكانية الخضوع للخطية كان موجوداً فيه ولكنه قاومه ولم يخطئ . أى أنه قاوم الميل للخطية وقاوم ضعفات الخطية التى أخذها عن طريق الطبيعة البشرية التى اتخذها من العذراء مريم .. بينما نحن نعتقد بناء على تعاليم الكتب المقدسة أن السيد المسيح أخذ طبيعة بشرية شابهنا فيها فى كل شئ باستثناء الخطية لأن الناسوت الذى تكوّن فى بطن العذراء هو بفعل الروح القدس مثلما قال الملاك "لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس" ( مت1: 20 ) ولا يمكن أن يكوّن الروح القدس شئ فيه خطية أو فيه ميل للخطية، ومن المحال أن الله الكلمة نفسه الذى اتحد بهذا الناسوت أو هذه الطبيعة البشرية التى أخذها من العذراء مريم أن يتحد بطبيعة فيها ميل للخطية .. فإن كان هناك إمكانية للخضوع للخطية، كان من الممكن أن يكون الفداء فى خطر ! فإذا كان من الممكن أن يخطئ المخلّص أو لا يخطئ، فإنه بالتالى كان من الممكن أن يتم الفداء أو لا يتم ! صعب جداً هذه المفاهيم الخاطئة ! بل ويعتبر هذا تدمير كامل لعقيدة الفداء فى المسيحية .. فهذا المفهوم هو تجديفاً على السيد المسيح الذى هو الله الكلمة المتجسد . 6 ) يعتقدون أن يوم السبت هو يوم الرب يقولون أن اليوم السابع فى الأسبوع الذى هو يوم السبت هو يوم الرب . 7 ) يعتقدون أن خطية الشيطان هى عدم حفظ وصية اليوم السابع ويقولون إن أكبر وأعظم خطية يمكن للإنسان أن يرتكبها هى كسر حفظ اليوم السابع الذى هو يوم السبت لأن هذا بالنسبة لهم هو يوم الرب ويوم العطلة والراحة ويوم العبادة .. هذا هو نوع من الرِّدة إلى التهوّد فى المسيحية أى ميل إلى العقيدة اليهودية . 8 ) يعتقدون أن المسيح انتقل من القدس إلى قدس الأقداس يعتقدون أيضاً أن المسيح انتقل من القدس إلى قدس الأقداس فى السماء وبهذا يكون قد طهّر المقدس السماوى أى قدس الأقداس فى السماء . هذه النقطة مرتبطة بالتواريخ التى حددوها .. سوف نورد رداً على هذا . 9 ) يعتقدون أن شفاعة القديسين عقيدة وثنية لا يؤمنون بشفاعة القديسين ويقولون إنها عقيدة وثنية . 10 ) يعتقدون أن ذبيحة القداس ذبيحة وثنية يقولون إن ذبيحة القداس الإلهى هى ذبيحة وثنية ويهاجمونها بمنتهى العنف . 11 ) يعتقدون بأن إيلين هوايت نبية ورسولة مثل رسل السيد المسيح يعتقدون أيضاً أن إيلين هوايت هى نبية أُعطيت إعلانات سماوية وتلقّت إلهام ووحى من الروح القدس، وأنها رسولة تُحسب مع رسل السيد المسيح الاثنى عشر، وأن كل ما تنبأت به وما كتبته يرقى إلى مستوى الكتب المقدسة والأسفار الإلهية، ويسمونها –حتى يومنا هذا-"نبية الأيام الأخيرة" وسنرى هل تصلح أن تكون نبية أم لا تصلح . وأخرجوا كتاباً بهذا العنوان "نبية الأيام الأخيرة" من تأليف قانص فارل وللأسف أن هذا الكتاب طُبع إلى اللغة العربية .. مكتوب فى آخره سِجل الكتب التى كتبتها إيلين هوايت وتُرجمت إلى العربية مثل كتاب "الصراع العظيم" وكتاب "مشتهى الأجيال"، وكتاب "خدمة الشفاء"، وكتاب "طريق الحياة"، وكتاب "الآباء والأنبياء"، وكتاب "أعمال الرسل" . ومكتوب فى نفس هذه الصفحة : وللحصول على هذه الكتب أعلاه؛ المراسلة والاستفسار يرجى الكتابة إلى .. ( ثم كتبوا العنوان ورقم صندوق البريد والحى ) . نشأة بدعة الأدفنتست بدأ بدعة الأدفنتست شخص اسمه ويليام ميللر وُلد فى ولاية مساتشوسيتس فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 15 فبراير سنة 1782م . كان من أسرة تنتمى إلى طائفة المعمدانيين -إحدى الطوائف البروتستانتية . تفرغ لمدة سنتين لدراسة الكتاب المقدس بدون إرشاد أو إشراف على دراسته من أى أحد وذلك من سنة 1816م إلى سنة 1818م ووصل فى دراسته لنتيجة : أن نهاية العالم ستكون فى سنة 1843م . استند فى دراسته إلى سفر دانيال النبى . إذ وردت آيتين فى هذا السفر، إحداهما فى الإصحاح الثامن الآية رقم 14 "فقال لى إلى ألفين وثلاث مئة صباحٍ ومساءٍ فيتبّرأ القدس"، والأخرى فى الإصحاح التاسع من سفر دانيال فى الآية 24 وتكملتها فى الآيات التى تليها "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة .. فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً .. ويثبّت عهداً مع كثيرين فى أسبوع واحد، وفى وسط الأسبوع يُبطلُ الذبيحة والتقدمة" ( دا9: 24-27 ) . يعتبر بعض المفسرين أن هذه الأسابيع هى أسابيع سنين، بمعنى بدلاً من أن يكون الأسبوع سبعة أيام يكون سبع سنوات، فيكون من خروج الأمر لتجديد أورشليم إلى هذه الأحداث المذكورة أربع مائة وتسعين ( 490 ) سنة .. فقام بحساب 490 سنة من سنة 457 قبل الميلاد وقال أن السيد المسيح صُلب وعمره 33 سنه . وفى ( دا8: 14 ) قيل "إلى ألفين وثلاث مئة صباحاً ومساءً فيتبرأ القدس" ( أى 2300سنة ) فلكى يكمل هذه ال 2300 سنة قال : عندما نحذف 490 سنة من 2300 تكون النتيجة1810، ثم جمع على هذا الرقم عمر السيد المسيح بالجسد عندما صُلب، أى ( 1810 + 33 ) = 1843 واعتبر أن هذا هو توقيت السنة التى سيأتى فيها السيد المسيح . واقتنع بهذه الفكرة وتناقش بها مع المحيطين به إلى أن أوعز إليه أحد أصدقاؤه أن يُعلِن ويُجاهر بهذا التعليم، وفعلاً جاهر به سنة 1831م . واعتُبِر أن هذا التوقيت هو بداية تكوين طائفة المجيئيين . فى ذلك الحين لم يكونوا قد اعتنقوا مذهب تقديس اليوم السابع، فقد جاء لهم هذا الاعتناق بعد ذلك .. ولما نادى بهذا التعليم أراد الكثيرون سماع وجهة نظره فتفرغ للوعظ وأصبح واعظ معمدانى متفرغ فى الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ يجول البلاد . وفعلاً ذهب فى الفترة من 1840-1842م فى منطقة بورتلاند بأمريكا وهناك استمعت عائلة روبرت جولد هارمون Robert Gould Harmon والد إيلين هوايت إلى وعظ وليم ميللر وقبلوا تعليمه وانفصلوا عن الكنيسة المسماه بالميثوديست ( وهى كنيسة مشهورة لازالت موجودة فى أمريكا وبلاد كثيرة من العالم خاصة البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية ) . إيلين هوايت انضمت عائلة "هارمون" إلى حركة المجيئيين، ومن ضمنهم إيلين هوايت التى ولدت فى قرية اسمها جورهام فى 26 نوفمبر 1827م فى ولاية ماين فى أمريكا على بعد اثنى عشر ميل من مدينة بورتلاند فى الجزء الشمالى الشرقى من الولايات المتحدة، وكانت أختاً توأماً لبنت ثانية اسمها إليزابث وبذلك اعتنقت إيلين هوايت فى سن الثانية عشر هذه البدعة التى نادى بها وليم ميللر . أما قصة إيلين هوايت فهى انه بعد التحاقها بالمدرسة بثلاث سنوات وهى فى عمر التاسعة أصابها فى طريقها من المدرسة إلى بيتها حجر ألقاه زملائها بالفصل، فأصيبت فى وجهها من الناحية اليسرى، فكسر أنفها وتشوه وجهها وأصيبت بغيبوبة مدة ثلاثة أسابيع وأصبح عندها أمراض فى الجهاز العصبى وتعقيدات جعلتها غير قادرة على الاستمرار فى الدراسة . ويبدو أنها أصيبت بنوع من الصرع نتيجة إصابة جهازها العصبى . وفى ذلك الحين كانت تعانى من تهديد لحياتها بسبب الأمراض التى أصابتها نتيجة الإصابة الشديدة . فى أواخر ديسمبر سنة 1844م ادعت إيلين إنها رأت رؤيا سماوية . ويبدو أنها كانت تحضر اجتماع صلاة لمجموعة من أتباع بدعة المجيئيين . ومن ذلك الحين وإلى نهاية حياتها اعتبرها المجيئيون ملهمة من الله وأنها رسولة ونبيه وتستلم رسائل سماوية وتعاليم فى الكنيسة كلها بصورة خطيرة جداً . فى كتاب "نبية الأيام الأخيرة" الذى أخرجه الأدفنتست يصفون حالتها أثناء الرؤى : فتقول السيدة مرثا أمادون التى حضرت عدة مرات تلك الرؤى }أنا ممن راقبوها كثيراً وهى فى الرؤيا وأعرف المجموعة التى تحضر معها فى العادة وجميعهم ذو قوة ملاحظة وإيمان بما تقوم به وكنت أتساءل كثيراً : لماذا لم يُعطَ وصفاً أكثر حيوية للمناظر التى حدثت ؟ كانت عيناها مفتوحتين فى الرؤيا . لم يكن هناك نَفَس، لكن حركات كتفيها وذراعيها ويديها كانت رشيقة تعبّر عما كانت تراه . كان مستحيلاً على أى شخص آخر أن يحرك يديها أو ذراعيها . وكثيراً ما كانت تنطق بالكلمات فرادى، وأحياناً بجُمَل تعبر لمن حولها عن طبيعة المنظر الذى تراه سواء سماوى أو أرضى} ( [1] ) . وآخر اسمه جورج بطلر من أتباع هذه الطائفة قد شاهدها فى مناسبات عديدة . فى سنة 1874م فيقول ( [2] ) : }أعطيت إيلين هوايت هذه الرؤى طيلة ثلاثين سنة تقريباً، وكانت تكثر تارة وتقل تارة أخرى، وشهدها الكثيرون . وفى الغالب كان الحاضرون من المؤمنين بها وغير المؤمنين على السواء . وهى تحدث عامة -ولكن ليس دائماً- فى مواسم الاهتمام الدينى الجادة حيث يكون روح الله حاضراً بشكل خاص{ . وقال أيضاً فى وصفه لها }يتوقف تنفسها تماماً وهى فى الرؤيا ولا يفلت من منخاريها أو شفتيها أى نفس وهى على هذا الحال . { وقال أيضاً }كثيراً ما تفقد قوتها مؤقتاً فتتكئ أو تجلس ولكن فيما عدا ذلك تكون واقفة . إنها تحرك ذراعيها برشاقة{ . وزوجها جايمز هوايت يعلق على رؤاها قائلاً }عند خروجها من الرؤيا سواء بالنهار أو بالليل فى غرفة جيدة الإنارة يكون كل شئ حالك الظلمة ( بالنسبة لها ) ثم تعود قدرتها على تمييز حتى ألمع الأشياء بالتدريج .. مهما كان قريباً من عينيها .. يقدر عدد الرؤى التى تلقتها أثناء ثلاثة وعشرين عاماً خلت بما يتراوح بين مائة ومائتين رؤيا . وقد أعطيت هذه الرؤى فى مختلف الظروف تقريباً ومع ذلك تحتفظ بتماثل عجيب{ ( [3] ) . دكتور بوردو أراد أن يتأكد فى بوكس بريدج Buck' s Bridge بنيويورك فى سنة 1857م ذهب لرؤية إيلين هوايت وهى تدعى أنها فى حالة رؤيا فيقول أنه }فى يوم 28 يونيو .. رأيت الأخت إيلين هوايت فى رؤيا لأول مرة وكنت آنذاك غير مؤمن بالرؤى . ولكن موقفاً من المواقف الكثيرة التى يمكن أن أذكرها أقنعنى بأن رؤاها من الله . فلكى أرضى عقلى بشأن عدم تنفسها ( وهى فى الرؤيا ) أولاً وضعت يدى على صدرها مدة كافية فتأكدت من عدم تنهد رئتيها تماماً كما لو كانت جثة هامدة . ثم أخذت يدى ووضعتها على فيها، وضغطت منخاريها بين إبهامى وسبابتى بحيث يستحيل عليها الشهيق أو الزفير، حتى ولو أرادت هى ذلك . فأمسكتُ بها هكذا بيدى قرابة العشر دقائق، وهذا يكفى لخنقها لو كانت فى حالتها الطبيعية . لكنها لم تتأثر بهذا على الإطلاق . ومنذ مشاهدتى هذه الظاهرة العجيبة لم أجنح ولو مرة واحدة بعد ذلك إلى الشك فى مصدر رؤاها الإلهى{ ( [4] ) . هذا الكلام من وجهة نظرهم يثبت أنها رؤية إلهية لكن من وجهة نظرنا هو كما قال الكتاب "لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" ( 2كو11: 14 ) وأنه من الممكن أن تحدث أمور خارقة للعادة ولا تكون من الله بل تكون من مصادر أخرى غير الله . على هذا الأساس أوصى السيد المسيح أن نحترز من الأنبياء الكذبة وقال "من ثمارهم تعرفونهم" ( مت7: 16 ) . فإذا كانت ثمارها مقبولة وجيدة يمكننا أن نعتبرها قديسة . وقد ترى القديسات رؤى أو أحلام لكن لا نعتبرها رسولة من الرسل . قد نعتبر حلمها فيه شئ من الإرشاد الإلهى لسبب أو آخر .. بمعنى إذا أراد البعض تحذير أحد من شئ معين؛ فقد يرى أحدهم حلماً ويحذره . لكن تعليم رسولى جديد مخالف لما تسلمناه وعن طريق فتاة أو امرأة فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق حسب تعليم الآباء الرسل . فقد قال بولس الرسول "لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل" ( 1تى2: 12 ) . حينما يكون التعليم إيماناً جديداً فهذه مسألة خطيرة . مثال لتعليمها الخاطئ فى كتابها "الهبات الروحية" Spiritual Gifts ادّعت إيلين هوايت أن السبب الرئيسى فى تدمير العالم بالطوفان كان بسبب التزاوج والإنجاب بين البشر والحيوانات وقالت إن الأنواع المختلطة التى نتجت عن تلك العلاقة لم يخلقها الله؛ هذه لم يأخذها نوح معه إلى الفلك لأنها خليط بين البشر والحيوانات ! من الواضح أن هذه أمور غير مقبولة لا روحياً ولا علمياً, وقد أثبت العلم الحديث استحالة التزاوج للإنجاب بين البشر والحيوانات وهذا أمر يعلمه الجميع . وقد سببت أخطاء إيلين هوايت التعليمية مشاكل كثيرة لجماعة السبتيين . فهل مثل هذه الإنسانة تصلح أن تكون نبية ؟ هذا ما قاله والاس سلاتيرى Wallace Slattery وهو عضو سابق فى جماعة السبتيين وانشق عليهم وألّف كتاب "مجيئيو اليوم السابع هل هم أنبياء مزيفين ؟ " الذى نشر سنة 1941وطبع أيضاً مرة أخرى فى سنة 1990م . وأورد تعليم إيلين هوايت بخصوص الإنجاب من الحيوانات فى صفحة 26 وما بعدها للتدليل على أنها علّمت كثير من التعاليم الخاطئة وغير المقبولة . المجيء الثانى Uنعود إلى وليم ميللر : انتظر الناس الذين صدّقوه طوال سنة 1843م مجيء السيد المسيح؛ وعندما لم يأتِ قال إن الحساب من شهر مارس 1843 إلى مارس 1844 وبالتحديد يوم 21 مارس 1844 . ولم يأتِ السيد المسيح أيضاً حتى هذا التاريخ . Uلكن تدخل أحد أتباعه صموئيل سنو Samuel Snow فى أغسطس من نفس السنة وأنقذ الموقف . وقال إن الحساب لم يكن صحيحاً وإن المسيح سيأتى فى يوم الكفارة العظيم فى الشهر السابع اليهودى من سنة 1844م وحدد اليوم أنه 22 أكتوبر .. فانتعش الأمل فى الناس من أن استنتاج وليم ميللر سوف يتحقق . وارتدى الناس ملابس بيضاء، وباعوا ممتلكاتهم، واستقالوا من وظائفهم، وتجمّعوا بتجمعات فى بلاد كثيرة وخرجوا إلى الجبال لاستقبال السيد المسيح فى مجيئه واستمروا منتظرين فى ذلك اليوم وتلك الليلة إلى أن انتهى اليوم تماماً ولم يأتِ السيد المسيح فسمّوه يوم الإحباط الكبير The Great Disappointment وفعلاً تراجع الكثيرون عن الاستمرار فى عضوية جماعة وليم ميللر . Uفى ذلك الحين بدأت إيلين هارمون ولم تكن قد تزوجت بعد وكانت فى السابعة عشر من عمرها . ففى يناير سنة 1845م ادعت أن الله قد أراها فى حلم أن المسيح سيأتى فى المستقبل الفورى . Uوحينما لم يتحقق هذا الوضع إدعى هيرمان إدسون Hirman Edson وهو أحد قيادات حركة المجيئيين : إن المسيح فى 22 أكتوبر 1844م انتقل من القدس السماوى إلى قدس الأقداس وبهذا بدأ الكفارة النهائية للخطاة . قبل البعض هذا التفسير بسبب الخجل من عدم مجيء السيد المسيح وقال إن هذا هو نوع من المجيء إنه خرج من القدس ودخل إلى قدس الأقداس . استمر كل من يريد الابتداع فى الدين فى تعضيد هذه الجماعة والذى شد انتباه أتباع هذه الجماعة هو حالات الصرع التى تأتى إلى إيلين هوايت واعتبروا أن هذا الصرع هو رؤى سماوية .. أحب أن أذكّركم أن كل المرات التى وصفوا فيها رؤاها وكانت حولها مجموعة من الناس أن عيناها كانت مفتوحة ولم تكن ترى شئ لدرجة إنهم عندما كانوا يأتون بأى شئ ويضعوه أمام عينها للدرجة التى يدخلوها إلى عيناها كانت لا ترمش بعينيها . وصف جورج بطلر ذلك بقوله [ تكون العينان مفتوحتين عن آخرهما ويبدوان محملقتين فى شئ على مسافة بعيدة، ولا تلتفتان إلى شخص أو شئ بعينه فى الحجرة، بل يكون اتجاههما دائماً إلى أعلى] ( [5] ) . إذاً الوضع أنها تكون فى حالة من الذهول الكامل .. قال السيد المسيح : "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان" ( مت7: 15 ) ، وقال أيضاً "من ثمارهم تعرفونهم" ( مت7: 16، 20 ) .. وقال الرسل : "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" ( 1يو4: 1 ) الإدعاء بأن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل إذا ناقشنا اعتقادهم أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل من رسالة معلمنا يهوذا الرسول فى الآية رقم 9 "وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس مُحاجاً عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال : لينتهرك الرب" فكيف يكون الرب يسوع المسيح هو الذى يتكلم ثم يُقال عنه أنه قال لإبليس لينتهرك الرب، فهذا هو الرب الذى ينتهر إبليس، هذا هو رب الأرباب .. كم من مرة انتهر الرب الشياطين كما نقول فى إنجيل صلاة الغروب "فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح" ( لو4: 41 ) فكيف يقول المسيح رب المجد "لينتهرك الرب يا شيطان" هذه العبارة يقولها الملاك ميخائيل ولا يقولها السيد المسيح الذى كتب عنه فى حديثه مع الشياطين "فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون" ( لو4: 41 ) . كان السيد المسيح ينتهر الشيطان ولا يقول له "لينتهرك الرب" . هذا مثل يوضح الفرق بين الملاك ميخائيل والسيد المسيح وفساد عقيدة السبتيين فى هذا الأمر . أيضاً عبارة "لم يجسر أن يورد حكم افتراء" هل من المعقول أن يُقال عن السيد المسيح أنه "لم يجسر" ؟ ! هذه من المحال أن تُقال فى خصومة بين المسيح وإبليس . عندما يريد السيد المسيح أن يصدر حُكم على إبليس سيحكُم لكن لا تُنسب عبارة "لا يجسر أن يورد حكم افتراء" إلى السيد المسيح . عقيدة نفس الإنسان مثل نفس البهيمة هم يسيئون استخدام آية وردت فى سفر الجامعة "لأن ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم . موت هذا كموت ذاك، ونسمة واحدة للكل . فليس للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما باطل" ( جا3: 19 ) . طبعاً كاتب سفر الجامعة لم يقصد إطلاقاً أن روح الإنسان مثل روح البهيمة لأن فى الآيات السابقة لهذه الآية يقول : "قلت فى قلبى من جهة أمور بنى البشر إن الله يمتحنهم ليريهم أنه كما البهيمة هكذا هم" ( جا3: 18 ) . فالرب يمتحن الإنسان عندما يرى أن حادثة واحدة تحدث للإنسان والبهيمة وهى حادثة الموت . والامتحان هو : هل سيؤمن الإنسان بالحياة الأبدية أم لا يؤمن بالحياة الأبدية . فهذا امتحان من الله وليس عقيدة . هناك فرق بين الامتحان والعقيدة . الامتحان هو ليعرف الرب الفائزين الذين يفكرون بالصواب، والساقطين الذين يفكرون خطأ . فى نفس السفر فى الإصحاح رقم 12 الآية 7 يقول عن موت الإنسان : "فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذى أعطاها" .. أما فى الإصحاح الثالث فيقول : "من يعلم روح بنى البشر هل هى تصعد إلى فوق ؟ وروح البهيمة هل هى تنزل إلى أسفل إلى الأرض ؟ " ( جا3: 21 ) ففى قوله "من يعلم ؟ " هو يمتحنهم ولا يقصد أن هذا رأى إلهى . لكن فى النص الصريح الذى ليس فيه امتحان قال "وترجع الروح إلى الله الذى أعطاها" . وبذلك لا يوجد أى إلتباس بين الآيات . للأسف يوجد على باب حديقة الحيوانات فى فرانكفورت بألمانيا لافتة "ليس للإنسان مزية على البهيمة" ( جا3: 19 ) . بدلاً من أن يضعوا الآية التى تقول : "فخلق الله الإنسان على صورته" ( تك1: 27 ) . أو يضعوا الآيات التى تدل على أن الإنسان أفضل من البهائم مثل الآية التى تقول "إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التى تباد" ( مز49: 20 ) ، بمعنى عندما يكون الإنسان جاهلاً فإنه يُشبه البهيمة . أورد الكتاب العديد من الآيات التى تدل على أن روح الإنسان لها مكانة عند الله "يقول الرب .. جابل روح الإنسان فى داخله" ( زك12: 1 ) .. "لكن فى الناس روحاً ونسمة القدير تعقلهم" ( أى32: 8 ) .. "روح الله صنعنى ونسمة القدير أحيتنى" ( أى33: 4 ) .. "هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها، باسط الأرض ونتائجها، معطى الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً" ( أش42: 5 ) . تقديس يوم الرب قال بولس الرسول فى رسالته إلى أهل كولوسى "فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت . التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح" ( كو2: 16، 17 ) . لم يوافق بولس الرسول أن يتحكم أحد فى موضوع يوم السبت لأن الكنيسة اعتبرت أن يوم الرب فى العهد القديم الذى هو يوم السبت رمز للراحة لأن كلمة "سبت" معناها باللغة العبرية راحة "سابات Sabath" . لكن متى استراح الرب ؟ استراح بقيامته من الأموات بعد إعادة تجديد خلقة الإنسان مرة أخرى .. ولذلك نلاحظ فى سفر الأعمال أن الكنيسة اجتمعت فى يوم الأحد فى أول الأسبوع للعبادة ويقول "وفى أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً خاطبهم بولس" ( أع20: 7 ) هذا يعنى أن أول الأسبوع هو يوم الأحد . أحد بمعنى "واحد"، وأول يعنى "واحد" واثنين يعنى "الاثنين" وهكذا .. قال بولس الرسول من جهة جمع العطاء فى الكنيسة "أما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً . فى كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ" ( 1كو16: 1، 2 ) .. إذاً كسر الخبز فى أول الأسبوع، وجمع العطاء فى أول الأسبوع، وتتم هذه الأمور كلها أثناء العبادة داخل الكنيسة .. فكيف يتم هذا فى أول الأسبوع إذا كانت الكنيسة تعبد يوم السبت بمعنى اليوم السابع ( وقد أخذ الرقم سبعة اسمه من كلمة راحة العبرية لأن سابات = ساباع ولم يأخذ السبت اسمه من الرقم سبعة ) وبهذا تكون وصية "أُذكر يوم السبت لتقدسه" ( خر20: 8 ) هى "اذكر يوم الراحة لتقدسه" . بدأت الكنيسة منذ العصر الرسولى تمارس العبادة يوم الأحد لأن هذا هو تذكار قيامة السيد المسيح من بين الأموات .. ونحن نقول بفرح [ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنبتهج ونفرح فيه ] ونحن لا نحتفل بيوم الرب مع اليهود فى اليوم السابع الذى دفن فيه السيد المسيح ووضع اليهود الأختام على قبره بل نحتفل بقيامته التى هى سر قوة المسيحية . ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين اذكرونى فى صلواتكم ____________________________________________________________________________ |
![]() |
سلسلة محاضرات تبسيط الايمان للانبا بيشوى ( 1 ) | ![]() |