علي الله توكلت فلا أخاف .
ضاق بي السبيل وإحترت في مذلتي فهرعت إليك يا رجائي وإتكلت عليك فنجيتني .
لأني قلت في ضيقي من لي سواك يا سيدى .
أجد خلاصي عنده فجازيتني بالسلامة كما وثقت .
أذكر يوما ضاع فيه سلامي فإبتأست ،
وسرى الغم إلي نفسي وبها إتحد ،
حتي فقدت بسماتي وخلا منها فمي ،
وتحير إبني الصغير من منظرى وتساءل : لماذا جفت ينابيع مسرتي ، ولماذا وهنت قوتي ،
فقد لاحظ كيف عجزت يداى عن ضمه ،
ولما قبلته شفقة عليه لم ترق له قبلتي ،
إذ كشفت له شفتاى الباردتان عما بداخلي من حزن .
قلت ما أحلي الإتكال علي ذراع محبتك يارب .
وهرعت إلي الصلاة وكم في الصلاة من نجاة للمرتبك ؟
وسكبت دعواى أمامك فإسترحت .
وفوضت أمرى إليك يا جابلي وإنتظرت ،
وتيقنت تماما أنك يا محب البشر منقذى .
حينئذ دخل السلام إلي قلبي وطرد منها القلق وإختبرت صدقك في كتابك وآمنت علي مافيه من قول : "أنا إضطجعت ونمت إستقظت لأن الرب يعضدني" ،
إذ حلا نومي الذى طرده ضيقي الشديد من الجزع ،
وسعدت بالسلام وإنتعشت من الخوف بالإيمان .
وعلمت يقينا "أن الرب لا يجيع نفس الصديق" .
وكم فرح قلبي ياسيدى لأنني وثقت أنك دائما لنصرتي .
حقا يارب حسب إيمان الإنسان يكون له ،
ومن عندك وحدك خلاصه ..
لأنك تنجيه إذ تعلق به ،
وترفعه لأنه عرف إسمك ،
يدعوك فتستجيب له ،
ومعه أنت في ضيقه تنقذه وتمجده وتشبعه من طول الأيام وتريه خلاص