منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla 365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla 365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  facebookfacebook  دخولدخول  
مشاركة


 

 موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla

اذهب الى الأسفل 

هل الموضوع متكامل
 نعم
 لا
 متكامل وغير متكامل
 شكرا علي الاقل لصاحب الموضوع
استعرض النتائج
كاتب الموضوعرسالة
ابن البابا كيرلس2
عضو مميز
عضو مميز
ابن البابا كيرلس2


رقم العضو : 2
موضوعاتي : https://girgs.yoo7.com/t295-topic



https://girgs.yoo7.com/t460-topic


https://girgs.yoo7.com/t247-topic

الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
تاريخ الميلاد : 11/07/1992
عدد المساهمات : 126
نقاط : 4950535
السٌّمعَة : 8
العمر : 31
الموقع : http://zamalekfans.com/ar/

موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla Empty
مُساهمةموضوع: موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla   موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla 80286154السبت 6 نوفمبر 2010 - 23:54

" حتمية الثالوث "
بمعنى أنّ الثالوث ضرورة فى طبيعة الله ، بمعنى أننا لم نخترع الثالوث وأنهّ لابد أن يكون الله ثالوث فهل من الضرورة أنّ الله ثالوث وهل من حتمية أنّ الله ثالوث لماذا لم يكن الله واحد فقط واحد أحد مطلق لماذا
تعال لنتخيل أنّ الله واحد مطلق ، فالله محبة والله أزلى ومدام هو واحد فهذا الحب كيف يمارس يقول لك يعمل الإنسان ويمارس الحب مع الإنسان يعنى ربنا محتاج للإنسان إذن ربنا ناقص إذن ربنا محتاج لمن يكملّه إذن ربنا محتاج لشىء خارج عنه يكملّ كيانه الإلهى فهذا كلام يعقل

لا يعقل

إذن الله لأنهّ كامل فلابد أنّ طبيعته تكون كاملة ، فإن كان يمارس الحب فهو يمارس الحب فى داخل ذاته الإلهية فى داخل وجوده الإلهى فهو كائن منذ الأزل0فأنت تعرف كل هذه الخليقة التى نتحير فى أمرها جدا عمرها كم سنة لو درسنا أحقاب ربنا يسوع المسيح حتى مجيئه سوف نجد انهم 3400سنة حسب الأنساب فكل شىء له زمن ، مع 2000بعد الميلاد إذن المجموع كله5500 ، إذن قبل أل 5500 سنة كان ربنا موجود مع مين مع ذاته كائن بذاته فى وحدانية الثالوث وفى ثالوث الوحدة فكان يمارس الوجود والحياة فى ذاته الإلهية لأنّه لا يحتاج إلى آخر
يوجد فرق بين أنّ الله ثلاثة والله مثلث الأقانيم ، يوجد فرق بين أننا نحاول أن نثبت أنّ الله ثلاثة وأنّ الله طبيعته مثلث الأقانيم
صعب جدا إنك تقول لى لماذا أنا مكّون من نفس وجسد وروح لأنك أنت كذلك فهذه القضية محلولة بذاتها فرّبنا كذلك ، فمثلا شخص إسمه جرجس لا تقل لى لماذا إسمه جرجس فهو كذلك ‘ فنحن لم نخترع طبيعة الله فالثالوث حتمية لأنّه لابد أن يمارس الحب فى ذاته الإلهية ولابد أن يكون كيانه كيان كامل وغير ناقص ولا يحتاج إلى كيان آخر غيره يكملّه
يوجد بدعة فى الكنيسة تقول أنّ الإبن كان له ثلاث أشكال متطورين شكل قبل التجسّد وشكل أثناء التجسّد وشكل بعد التجسّد ناقشنى فى هذه البدعة هل الإبن تغيّر فالمسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد بمعنى إنه هو هو بذاته الله الكلمة ولكنّه فى التجسّد أخذ جسدا كاملا وإتحدّ بجسدنا وقدّس طبيعتنا وفدى طبيعتنا لذلك لو أردت أن تشوفها فى القبطى فهى أدق بكثير من العربى فنقول فى القداس " تجسّد وتأنّس وعلّمنا طرق الخلاص " " آفتشى ساركس " " ساركس " هو الجسد ‘ " آفتشى " يعنى أخذ جسدا " أووه أفئير رومى " " رومى " تعنى البشرية يعنى أخذ جسد وأخذ طبيعة بشرية ولكن ليس معنى ذلك أنهّ ليس الله ‘ فهو هو الله "ولكن عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد "
إقنوم الإبن كان له وجود فى العهد القديم فما الفرق بين وجوده فى العهد القديم ووجوده فى العهد الجديد
================================================== ==================================================
كل وجود ربنا الله الإبن فى العهد القديم كان عن سبيل الظهور والمعجزة ‘ أمّا فى العهد الجديد فكان حقيقة وتجسّد حقيقى ‘ فكونه فى العهد القديم يظهر لأبونا إبراهيم أو أشعياء النبى أو كونه يأخذ أشكال معينّة يتجلّى بها إلاّ أنّ هذه عن سبيل الظهور وليس حقيقة تجسّد ‘ أمّا فى العهد الجديد فإتحدّ بلحمنا و دمنّا وليؤكد هذا العذراء وجاء من بطن واحدة ليؤكد أنهّ أخذ الساركس إذن الله منذ الأزل هو هو الذى تجسّد هو هو الذى جلس عن يمين أبيه فى العظمة ولمّا كان متجسّد كان فى حالة إخلاء
يوجد آية فى رسالة العبرانيين تقول " الذى فى أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد و دموع طلبات وتضرّعات للقادر أن يخلّصه من الموت وسمع له من أجل تقواه " ( عب5: 7 ) ‘ لكى تفهم هذه الآية ربنا يسوع وهو فى بستان جثسمانى بدأ يصلى وأتى إليه ملاك 00كيف نفهم هذا الكلام لابد أن تفهم جيدا أنّ المسيح حينما تجسّد تجسّد تجسّد حقيقى وليس تجسّد خيالى ‘ فكون أنهّ يتقابل مع معانات الموت ومع معانات الصليب ومع معانات رفع خطايا العالم ‘ لا تفكر أنّ هذا الأمر هيّن ‘ صحيح أنّ يسوع متحّد باللاهوت لكنّه لم يذهب إلى موكب الصليب كأنّه ذاهب إلى النزهة لا فكان بها معاناة شديدة جدا لأنّه كان يحمل فى نفسه خطايا العالم كله فكان الصراع شديد جدا مع عدو الخير ومع مملكة الظلمة ومع ألم الجسد ومع ضريبة الخطية إنه كان صراع الحياة والموتإنه صراع الهلاك والأبديةإنه صراع المجد والهوانفكان صراع عنيف جدا
كان جدير بأن يقدّم يسوع صراخ وطلبات كان جدير بأنّ عرقه يتصبب كقطرات دم لأنّ فى هذه اللحظة كان يحمل جرم البشرية كلها كيف يتعامل مع هذا الأمر بإستخفاف لابد أن تفهم أنّ من أجمل النقاط فى حقيقة الخلاص أنّ ربنا يسوع المسيح أخذ جسد حقيقى أعظم ما فى عقيدتنا المسيحية فلو لم يكن المسيح أخذ جسدا حقيقيا ‘ فنبقى بعيد عن الفداء الذى يقدّمه وإذن لم يكن لى نصيب الخلاص إذن أنا لم أنتسب إليه لكن أعظم ما فى المسيحية أنّ يسوع أخذ جسمى أنا لذلك تجد الأناجيل تبدأ بأنساب ربنا يسوع المسيح لتؤكد حقيقة أنه تجسّد لتؤكد حقيقة أنّ يسوع إبن الإنسان
كما قال بولس الرسول " لحم من لحمه وعظم من عظامى " ‘ لذلك يقال لك إننا ورثة لله لذلك فخر المسيحية أنّ الله لمّا أخذ جسد بارك طبيعتنا وقدّس نسلنا وذهب إلى أول معجزة وهى عرس قانا الجليل كان بقصد روحانى لكى يبارك الزواج ويبارك الزرع البشرى
لذلك نقول فى قانون الإيمان " هذا الذى من أجل خلاصنا ومن أجلنا نحن البشر نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس " لذلك تجد أنّ الكنيسة فى بعض العصور دخلت ثقافات غريبة عليها مثل " الله تعالى " فنحن نرفض هذا القول لأننّا لم نقل " تعالى " ولكن نقول " تنازل " فالله بالنسبة لنا تنازلفالله قريب جدا شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية ، فهذه عظمة المسيحية فهو إله ويجوع ويعطش ويتألّم فلو لم يكن كذلك ما كان إنتسب إلىّ
لماذا ربنا يسوع لم يفدينا من السماء بكلمة من فمه فهو القادر على كل شىء ولكن ربنا أراد أن يتحد بطبعنا لأنّ الخطية دخلت فى طبعنا وإختلطت بدماءنا وأجسادنا فلابد من تغيير كياننا ، فلابد أنّ أجسادنا تتغير ومن هنا تجسّد وصرنا جسده وهو قال " مثل ما أنا فى الآب والآب فىّ يكون هم جميعا واحدا فينا "
هل كان اللاهوت يلغى الضعف البشرى
يوجد ثلاث بدع مهمة وكل تشكيك إيمانى هو فى الحقيقة يجدّد صورته لأنّ الشيطان ما من حيلة يشككنا بها فى طبيعة الله :
أول بدعة أريوس :
==================
قال أنّ المسيح ليس هو الله فهو إنسان فاضل وتقى قديس ولكن ليس هو الله ، من الممكن أن نقول ذلك على أبونا إبراهيم وموسى النبى ..........إلخ
ثانى بدعة نسطور :
==================
جاء ليرّد على أريوس ويقول : لا تقول أنّ المسيح ليس هو الله ، فالله كان يحمل طبيعتين طبيعة إله وطبيعة إنسان فكنّا نراه يجوع ويعطش ويتألّم وكنا نراه يقيم الموتى ويفتّح أعين العميان ويتسلّط على الرياح شقّ نسطور طبيعة ربنا وعمل أيضا فكرة المصاحبة بمعنى أنّ يسوع كان يمشى بجانبه اللاهوت


ثالث بدعة أوطاخى :
====================
الذى غلّط أريوس ونسطور فى بدعتهم ، ولكنّه قال إن الناسوت حينما إتحدّ باللاهوت ، اللاهوت شىء غير محدود والناسوت محدود فالناسوت باب فى اللاهوت وإتبلع من اللاهوت إذن طبيعتى البشرية لم تشارك فى الخلاص ولم تتقدّس
القديس كيرلس الكبير أنار الله عقله بالروح وقال لنا هذا التشبيه :
زى إتحاد الحديد بالنار فالحديد حديد والنار نار عندما تضرب على الحديد بشكوش الضربة تقع على الحديد والنار لا يتألّم ولا يتأثر إذن الألام كانت تقع على الناسوت وفى نفس الوقت هو متحّد باللاهوت ، فهل اللاهوت كان يخفف
لا يخفف لأنّ هذه بدعة إسمها مؤلّمى الآب ، فالآب هو الذى رفع الألم يقول أنّ ربنا شاء إن آلام يسوع المسيح تستمر حتى أكمل تدبير الصليب وأسلم الروح
إذن إتحاد اللاهوت بالناسوت لا يلغى طبع الجسد ولا يلغى طبع اللاهوت ، لذلك يقول لك أحد البطاركة وهو يصلى إسمه البابا غبريال وكان المجمع إتفق على أنهم يضعوا كلمة " وجعله واحدا مع لاهوته " فإعترض الرهبان على هذا الكلام خوفا من تأييدهم لكلام أوطاخى فلابد نضع لها ضوابط " بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير "
" بغير إختلاط " إنهم واحد غير مختلطين لا يوجد واحدة تلغى الأخرى
مثلا جسدك متحد بنفسك متحد بروحك لكن بغير إختلاط وبغير إمتزاج وبغير تغيير ، وجسدك له سمات ونفسك لها سمات وروحك أيضا وكل سمة للواحدة مختلفة عن الأخرى إلاّ أنك فى النهاية تشكّل طبيعة واحدة
فالآب والإبن والروح عند إتحادهم لم يتغيروا همّا الثلاثة فى كيان إلهى واحد لطبيعة واحدة بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير
لذلك عندما تجد أنّ الكنيسة تخاطب الإبن تكلّمه إنه الذاتى والأزلى و الجليس ، تجد أنّ الكنيسة تكلّم عن لاهوت الإبن بكل وقار وإجلال
فى موت رب المجد على الصليب من الذى مات كما قال القديسين أنّ اللاهوت ذاق الموت ، لو أنّ الناسوت هو فقط الذى مات ما قيمة موت الناسوت
الذى أعطى قيمة لرب المجد يسوع فى موته إنه إله وليس إنه إنسان ، إذن وهو إله ذاق الموت لذلك نقول فى القداس " أمينأمينأمين بموتك يارب نبشّر " فنحن نبشّر بموت ربنا ، لمّا مات يسوع على الصليب وهو آخذ جسدنا وهو متحد بلاهوته ذاق الموت
قال القديس أثناسيوس " الله غير قابل للموت فلكى يفدى الإنسان أخذ جسدا قابل للموت لكى بموته يقدّم فداء عن الإنسان " ، فكان لابد أن يموت لكى يدفع أجرة خطية العالم كله فكان الناسوت لم ينفع الذى أعطى قيمة لموت يسوع المسيح أنّه متحد بلاهوته ، فنحن لم نأكل على المذبح الناسوت فقط لكن نأكل لاهوت لم يفارق ناسوت هذا هو الجسد المحى الذى أخذه من سيدتنا العذراء مريم ، فنحن على المذبح نشارك فى تذكار آلامه إذن الجسد ذبيحة
لذلك يقول بولس الرسول " لأنّه لاقى بذلك الذى من أجله الكل وبه الكل وهو أت بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكملّ رئيس خلاصهم بالآلام "
لذلك ننحن نناجى ربنا يسوع بلحن أجيوس ونقول " قدوس الحى الذى لا يموت " لذلك تجد فى يوم الجمعة العظيمة أن تركّز الكنيسة على كلمة " أثاناتوس " غير المائت الذى لا يموت
الفكر اللاهوتى محتاج إنك تتأمل فيه وتدرسه
يقول القديس كيرلس : " كل شىء فعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس "
الخلقة تمّت.....الآب يدبر......الإبن ينفّذ......والروح القدس يبارك ويقدّس.
الصليب...الآب يبذل إبنه....والإبن يفدى .....والروح القدس ينقل إلينا فعل الصليب.
ربنا يدينا فهم أفضل .....ويسند كل نفس بنعمته.....ولإلهنا المجد دائما أمين.
الفصل الأول


وحدانية الله في المسيحية


نحن معشر المسيحيين نؤمن باله واحد لا شريك له غير محدود، مالئ السماوات والأرض خالق الكل أزلي قبل الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه.

وهذه العقيدة واضحة تماماً فى الإنجيل المقدس وقانون الإيمان المسيحي كما سترى.

1_ السيد المسيح نفسه يوضح هذه العقيدة بفمه الطاهر عندما جاءه أحد اليهود ليسأله عن اعظم الوصايا فأجابه يسوع "أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وهذه هي الوصية الأولى" (مر 12 : 29) وهى صدى وتوكيدلما جاء في (سفر التثنية 6 :4 –9)

2_ وبولس الرسول يوضح أيضا ذلك بقوله "أم الله لليهود فقط أليس للأمم أيضاً. بلى للأمم أيضاً لأن الله واحد" (رو 3:29)

3_ يعقوب الرسول يوضح ذات العقيدة بقوله "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل" (يعقوب 2 :19)
4_ ومن هذه النصوص وغيرها التي يزخر بها الكتاب المقدس أخذ قانون الإيمان المسيحي الذي تردده الكنيسة عل مدى الأجيال قائلين (بالحقيقة نؤمن بإله واحد. خالق السماوات والأرض ما يرى وما لا يرى).

من هذا يا عزيزي لعلك قد أدركت أننا نحن المسيحيين نؤمن باله واحد وليس بثلاثة آلهة أما عن قولنا الآب والابن والروح القدس فهذا ما سنوضح مفهومه الصحيح فى حديثنا عن الثالوث الأقدس فيما يلي.


الفصل الثاني


الثالوث الأقدس في المسيحية


إن عقيدة الثالوث لا تعنى مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض، ولكن مفهوم هذه العقيدة هو أن الله الواحد: موجود بذاته، وله كلمة، وله روح كما سنوضح فيما يلي:
*فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) [ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
*والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن) [كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
* والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس)
ولا يصح أن نفهم من هذه التسميات وجود أية علاقة جسدية تناسلية كما في المفهوم البشرى، وإنما دلالاتها روحية كما سبق الإيضاح وليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر وإنما هي كلمات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس كما سترى:
1_ قال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (الإنجيل بحسب متى 28: 19)
*فالوحدانية واضحة من قوله: عمدوهم "باسم " أي باسم الله الواحد. ولم يقل "بأسماء" لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء حاشا.

*والثالوث واضح من قوله في الآية السابقة: "الآب والابن والروح القدس". فهذا هو الثالوث الذي شرحناه سابقا: الآب هو الذات، والابن هو كلمته، والروح هو الروح القدس، وهذا الثالوث هو واحد.

2_ يوحنا الرسول يؤكد هذا المفهوم بكل وضوح قائلاً "فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (رسالة يوحنا الأولى 5: 7) وبمقارنة الآيتين تجد ألقاب الثالوث الأقدس كالآتي: الآب والابن (أو الكلمة) والروح القدس.

هذا هو الثالوث الأقدس في الإله الواحد الذي نؤمن به.

الفصل الثالث

حتمية الثالوث في الوحدانية



مما سبق يتضح أنه لا بد من أن يكون هناك ثالوث في الله الواحد القدوس إذ أنه:


*لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي.
*ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان ناطقاً أن يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة.
*كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي أن يكون هو نفسه غير حي بالروح.

لذلك تحتم أن يكون في "الله الواحد" (ثالوث أقدس) على نحو ما أوضحنا وهذا هو إيماننا القويم "الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".

ألقاب الثالوث الأقدس

*الآب
*الإبن
*الروح القدس


مما سبق عرفنا أن المسيحية تؤمن بإله واحد في ثالوث: ذات الله. كلمته . وروحه. ويطلق على هذا الثالوث أسماء أخرى هي:
الآب (ذات الله)
الإبن (كلمة الله)
الروح القدس (روح الله)
وتقوم في وجه هذه التسمية اعتراضات من غير الفاهمين، إذ يظنون أنها تعني التوالد التناسلي والعلاقات الجسدية. وحاشا للمسيحية من هذا المفهوم، ولذلك سنوضح القصد من هذه التسمية فيما يلي:


الفصل الاول

الله الآب

مفهوم كلمة الآب:

إننا نحن المسيحيين لا نقصد بهذا اللفظ المعنى الجسدي، بل هناك معان أخرى كثيرة منها:

أولاً: المعنى المجازي:
فالله هو مصدر كل الكائنات وخالقها فيسمى أبا المخلوقات جميعها لا سيما العاقلة ، كما يقول النبي موسى: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك" (تثنيه32: 6) أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا" (اش64: Cool.
وفي العهد الجديد ، أعلن الرسول بولس: "لنا إله واحد، الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له" (1كو8: 6).
وبهذا المعنى، ترد لفظة (الآب) في اللغة مثل أبو الخير، أبو البركات، وأبو الفضل … وغيرها، حيث لا يؤخذ بمعنى التوالد أو التناسل الجسدي،بل بالمعنى المجازى.
ثانياً: المعنى الشرعي:
ففي حالة التبني، لا تعنى لفظة "الأب" أنه قد أنجب الابن المتبني، بل انه قبله في محل ابن، ومنحه كامل الحقوق الشرعية. واعتبر نفسه مسؤولاً عنه، ملتزماً به كأب حقيقي. ويقول الرسول بولس في هذا ". . . أخذتم روح التبني الذي به نصرخُ: يا أبَا الآب" (رومية 8: 15) أو "لننال التبني" (غلاطية 4: 5) فأبوة الله لنا مبنية على حقوق شرعية إلهية.
ثالثاً: المعنى الروحي:
بعد أن سكب الله روحه القدوس في قلوب جميع المؤمنين، ولدوا ثانية بالمعمودية ولادة روحية، متجددين بفعل هذا الروح الإلهي القدوس، وبهذا يتم في المؤمنين القول أنهم مولودين من الله: "الذين ولدوا …. من الله" (يوحنا1:13)
وقد علمنا يسوع المسيح أن نصلي قائلين : "أبانا الذي فى السموات، ليتقدس اسمك" وبناء عليه لا يحق لأي إنسان عادي أن يدعي بأنه ابن لله، وأن الله أبوه، ما لم يحصل على التبني الروحي ومسحة الروح القدس.

رابعاً: المعنى الجوهري:
كعلاقة النار والنور، فالنار تلد النور الذي هو من طبيعتها ذاتها. ولهذا نقول في قانون الإيمان المسيحي عن الكلمة "أنه نور من نور". ونقول أيضا أنه "واحد مع الآب في الجوهر".
وهذا نفس ما قرره الكتاب المقدس بقوله: أنه"بهاء مجده ورسم جوهره" (الرسالة إلى العبرانيين 1: 3).
وبهذا المعنى ينتفي ما يتهمنا به البعض بأن هناك علاقة جسدية أو مادية في تعبيرنا عن الآب والابن، وإنما هي علاقة لاهوتية جوهرية.
مما سبق إيضاحه ترى إذن أننا لا نؤمن بأبوة الله بطريقة جسدية، أو تناسلية بل بطريقة أخرى مثل:
-أبوة مجازية: كأب للخليقة.
-أبوة شرعية: كأب للبشر.
-أبوة روحية : كأب للمؤمنين.
-أبوة جوهرية: في علاقته بالكلمة المتجسد في المسيح .

الفصل الثاني


الابن



مفهوم كلمة ابن:


في قولنا المسيح ابن الله لا نقصد أن المسيح جاء عن طريق تزاوج جسدي. فقولنا "ابن" لا نقصد بها العلاقة الجسدية أو الولادة التناسلية … وإنما نقول المسيح ابن الله أي أنه جاء من عند الله. فالله هو روح، لذا تنبع بنوة المسيح من أبوه الله الجوهرية كما سبق إيضاحه.
و لقد استخدمت كلمة "ابن" في اللغة العربية والقرآن والحديث بهذا المعنى أي ليس للدلالة على التوالد التناسلي كما يتضح مما يلي:

أولا: كلمة ابن في اللغة:
في كثير من التعبيرات اللغوية تستخدم كلمة ابن لا للدلالة على التوالد التناسلي كقولنا عن الطلبة "أبناء العلم" وعن المواطنين "أبناء الوطن" وعن المصري "ابن النيل" وعن الأعرابي "ابن البادية"… وعن الكلمة التي يتكلم بها الإنسان "بنت شفة" فنقول مثلا:
"لم ينطق الرجل ببنت شفة، أي أن الرجل لم ينطق "بكلمة".
ثانيا: كلمة ابن في القرآن :
جاءت في القرآن كلمة "ابن" لا لتفيد التوالد التناسلي كما يتضح لك مما يلي:
1- سورة البقرة آية 215:
"قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" ويقول المفسرون كلمة "ابن السبيل" تشير إلى المسافر.
2- وقال الإمام النسفي والشيخ حسنين مخلوف "دعي ابن السبيل لملازمته للطريق" (تفسير النسفي جزء 1 ص 86،صفوة البيان القرآن الشيخ حسنين مخلوف جزء 1 ص 80).

3- حديث قدسي:-
جاء في حديث قدسي "الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي" أي أولادي فهل يفهم من هذا أن الله أخذا زوجة وأنجب منها أولاداً هم الفقراء حاشا!
إذاً فكلمة "ابن الله" لا تفيد التوالد التناسلي بالطريقة البشرية وإنما قصد بهذا القول نسب المسيح إلى الله، وليس في ذلك كفر ولا إشراك! لأن بنوة المسيح تنبع من أبوة الله الروحية. فالله هو الآب والمسيح هو الابن بالجوهر وبالمعنى الوحيد الخاص الذي لا ينطبق على غيره.
وحدانية الثالوث
في المسيحيّة
ابونا اسكندر جديد

- 1 - وحدانية الله الجامعة
- 2 - لاهوت الابن

- 1- 1 - وحدانية الله الجامعة

لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو ,وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميّزه عن كل ما سواه ,
كقولنا : ان الله روح ,غير محدود ,سرمدي ,غير متغيّر في وجوده وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه.
وقد جاء في التوراة : إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ : الرَّبُّ إِلهنَا رَبٌّ وَاحِدٌ - تثنية 6 :4 - .
كما أن جميع قوانين الإيمان المسيحي صدرت في عبارات تصرح بهذه الحقيقة. فالقانون النيقاوي يبدأ بالقول
: نؤمن بإله واحد .
والقانون النيقاوي القسطنطيني - 381 م - يقول
: نؤمن بإله واحد .
والقانون الذي تقبله جميع الكنائس الإنجيلية والتقليدية يبدأ بالقول
: نؤمن بإله واحد .
والواقع أن العقل السليم يحكم بأن علة العلل لا بد أن تكون واحدة فقط ,لأنه يستحيل التسليم بوجود علّتين أو أكثر ,غير محدودتين سرمديتين ,غير متغيّرتين. ويتبرهن من الكتاب المقدس أن الله واحد في كمالاته من كونه يسمَّى أحياناً بإحدى كمالاته ,
كالقول إنه نور أو محبة أو حق أو روح . ونتعلم من وحدانية الله الاحتراس من تصوُّر وجوده جزئياً في السماء ,وجزئياً على الأرض
لأنه إله واحد غير متجزّئ موجود بكماله في كل مكان.
على أن المسيحيّة تؤمن بشخصية الله. أي انها لا تؤمن بأن هذا الإله الواحد مجرد قوة أو شيء ,بل هو شخص حي عاقل ,واجب الوجود بذاته ,له كل مقوّمات الشخصية ,في أكمل ما يمكن أن تشتمل عليه هذه المقومات من معانٍ.
وإذا كان من المسلَّم به أن الشخصية تقوم دوماً على ثلاثة أركان هي : الفكر والشعور والإرادة ,وأن الله هو الشخصية الوحيدة الكاملة إذا قورن بغيره من شخصيات خلائقه ,لذلك كان لا بد أن نعرّف شخصية الله بأنها الشخصية الوحيدة الفكر والشعور والإرادة إذ هو أول كل شيء الإله المدرِك لذاته ,والمدرِك لكل شيء صنعه. وتؤمن المسيحيّة أن هذا الإله ,الشخص الحي الواحد ,ليس جسماً مادياً يمكن أن يُرى أو يُلمَس أو يُدرَك بالحواس البشرية ,فهو كما قال المسيح روح وهو أيضاً أبو الأرواح - عبرانيين 12 :9 - إذ خلق هذه على صورته كشبهه.
بيد أن المسيحيّة تؤمن بأن وحدانية الله جامعة ,أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم : الآب والابن والروح القدس ,وهؤلاء الثلاثة هم إله واحد وجوهر واحد.
ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر ,لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة ,أي انه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية ,هي أن الله ثالوث في الأقنومية ,وواحد في الجوهر.
ومن المعروف أن تعليم وحدانية الله وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر ومساواتها في الجوهر ,ونسبة أحدها للآخر لم يرد في الكتاب المقدس جملة واحدة بالتصريح به ,بل في آيات متفرقة. غير أن جوهر هذه الأمور منصوص عليه من أول الكتاب المقدس إلى آخره. ومن الأمور التي تثبت صحة هذا الاعتقاد وجوده في الاعلانات المتتابعة وانجلاؤه بالتدريج هكذا :
1ففي سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث ,لا تُفهَم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها ,كورود اسم الله في صيغة الجمع إلوهيم كقوله :
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - تكوين 1 :1 - .
قال إلوهيم : نَعْمَلُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا - تكوين 1 :26 - .
وَقَالَ الرَّبُّ الْإِله : هُوَذَا الْإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا - تكوين 3 :22 - .
هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ - تكوين 11 :7 - .
2في سفر التثنية تلميح إلى وجود الأقانيم الثلاثة في ذات الله ,إذ يقول : إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ : الرَّبُّ إِلهنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَتِكَ - تثنية 6 :4،5 - .
وجاءت لفظة إلهنا في هذه الآية بصيغة الجمع ,مع العلم أن القصد منها بيان الوحدانية.
3وفي سفر إشعياء النبي نقرأ : ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ : مَنْ أُرْسِلُ ,وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا - إشعياء 6 :8 - .
فهذه الآيات المجيدة تدل على أن الله واحد في الجوهر ,مثلَّث الأقانيم. ومن الأفضل قبل أن ندرس هذه العقيدة أو نبحثها البحث الكتابي المجرَّد ,أن نلمَّ بتاريخها في كنيسة المسيح ,وبالأفكار التي تناولتها حتى انتهت إلى وضعها النهائي الدائم غير المتغيّر.
كان المسيحيّون أيام الرسل وحتى أول القرن الميلادي الثاني لا يفكرون في وضع صيغ معينة للعقائد المسيحيّة ,إذ كانوا يمارسون مبادئ هذه العقائد كما جاءت في الكتب المقدسة دون أن يضعوا لها شكلاً معيناً. وحين كانت تعترضهم صعوبة أو مشكلة كانوا يرجعون إلى الرسل أو تلاميذ الرسل من بعدهم. ولكن ما أن انتشرت المسيحيّة في رحاب الدنيا ,وقامت بعض البدع حتى باتت الحاجة ماسة إلى أن تقول الكنيسة كلمتها خصوصاً عندما انتشرت ضلالات أريوس وسباليوس المخالفة للعقائد المسيحيّة فيما يختص بلاهوت الابن والروح القدس. فقام رجال أعلام في الكنيسة وفنَّدوا آراء المبتدعين ,من أبرزهم القديس أثناسيوس الملقَّب بحامي الإيمان ,الذي قاوم تلك البدع وأصدر القانون الأثناسي المعروف والذي يقول :
1كل من ابتغى الخلاص ,وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحيّة.
2كل من لا يحفظ هذا الإيمان ,دون إفساد ,يهلك هلاكاً أبدياً.
3هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث ,وثالوثاً في توحيد.
4لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
5إن للآب أقنوماً ,وللابن أقنوماً ,وللروح القدس أقنوماً.
6ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ ,وجلال أبدي معاً.
7كما هو الآب ,كذلك الابن ,كذلك الروح القدس.
8الآب غير مخلوق ,والابن غير مخلوق ,والروح القدس غير مخلوق.
9الآب غير محدود ,والابن غير محدود ,والروح القدس غير محدود.
10الآب سرمد ,والابن سرمد ,والروح القدس سرمد.
11ولكن ليسوا ثلاثة سرمديين ,بل سرمد واحد.
12وكذلك ليس ثلاثة غير مخلوقين ,ولا ثلاثة غير محدودين ,بل واحد غير مخلوق وواحد غير محدود.
13وكذلك الآب ضابط الكل ,والابن ضابط الكل ,والروح ضابط الكل.
14ولكن ليسوا ثلاثة ضابطي الكل ,بل واحد ضابط الكل.
15وهكذا الآب إله ,والابن إله ,والروح القدس إله.
16ولكن ليسوا ثلاثة آلهة ,بل إله واحد.
17وهكذا الآب رب ,والابن رب ,والروح القدس رب.
18ولكن ليسوا ثلاثة أرباب ,بل رب واحد.
19وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.
20كذلك الدين الجامع ,ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
21فالآب غير مصنوع من أحد ,ولا مخلوق ,ولا مولود.
22والابن من الآب وحده ,غير مصنوع ,ولا مخلوق ,بل مولود.
23والروح القدس من الآب والابن ,ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.
24فإذاً آب واحد لا ثلاثة آباء ,وابن واحد لا ثلاثة أبناء ,وروح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
25ليس في هذا الثالوث من هو قبل غيره أو بعده ولا من هو أكبر ولا أصغر منه.
26ولكن جميع الأقانيم سرمديون معاً ومتساوون.
27ولذلك في جميع ما ذُكر ,يجب أن نعبد الوحدانية في ثالوث ,والثالوث في وحدانية.
28إذاً من شاء أن يَخْلُص عليه أن يتأكد هكذا في الثالوث.
29وأيضاً يلزم له الخلاص أن يؤمن كذلك بأمانة بتجسُّد ربنا يسوع المسيح.
30لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونقرّ بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله ,هو إله وإنسان.
31هو إله من جوهر الآب ,مولود قبل الدهور،وإنسان من جوهر أمه مولود في هذا الدهر.
32إله تام وإنسان تام ,كائن بنفس ناطقة وجسد بشري.
33مساوٍ للآب بحسب لاهوته ,ودون الآب بحسب ناسوته.
34وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً ,إنما هو مسيح واحد لا اثنان.
35ولكن واحد ,ليس باستحالة لاهوته إلى جسد ,بل باتِّخاذ الناسوت إلى اللاهوت.
36واحد في الجملة ,لا باختلاط الجوهر ,بل بوحدانية الأقنوم.
37لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد إنسان واحد ,كذلك الإله والإنسان مسيح واحد.
38هو الذي تألم لأجل خلاصنا ,ونزل إلى الهاوية - أي عالم الأرواح - وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات.
39وصعد إلى السماء وهو جالس عن يمين الآب الضابط الكل.
40ومن هناك يأتي ليدين الأحياء والأموات.
41الذي عند مجيئه يقوم أيضاً جميع البشر بأجسادهم ,ويؤدُّون حساباً عن أعمالهم الخاصة.
42فالذين فعلوا الصالحات ,يدخلون الحياة الأبدية ,والذين عملوا السيئات يدخلون النار الأبدية.
43هذا هو الإيمان الجامع ,الذي لا يقدر الإنسان أن يخلص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقين.
وخلاصة ما تقدم أن الله في المسيحيّة واحد ,وإن كان اللاهوت ثلاثة أقانيم : الآب والابن والروح القدس ,أي جوهر واحد وثلاثة أقانيم ,غير أن الجوهر غير مقسوم. فليس لكلٍ من الأقانيم جزء خاص منه ,بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الآخر. وأن ما بينهم من النسب سرّ لا يقدر العقل البشري أن يدركه. غير أن لنا في الكتاب المقدس ما يوضحه.
وكل ما جاء من خارج الكتاب المقدس عن الثالوث من أفكار فلسفية ,أو محاجات منطقية ,لم يكن إلا بَسْطاً أو عَرْضاً لما جاء في الكتاب المقدس عن طريق القياس.
والمعروف تاريخياً أن المسيحيين القدماء قاموا بدرس عقيدة الثالوث في ضوء كتب الوحي المقدسة ,وآمنوا بها واستقروا عليها ,ورسموا صورتها في قوانين الكنيسة. وأبرز هذه القوانين قانون الإيمان النيقاوي الذي يقول :
أنا أؤمن بإله واحد ,قادر على كل شيء ,خالق السماء والأرض ,وكل ما يُرى وما لا يُرى.
وبرب واحد ,يسوع المسيح. ابن الله الوحيد. المولود من الآب قبل كل الدهور. إله من إله. نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق. ذو جوهر واحد مع الآب. هو الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر ,ومن أجل خلاصنا ,نزل من السماء. وتجسَّد بالروح القدسمن مريم العذراء ,وصار إنساناً ,وصُلب على عهد بيلاطس البنطي ,وتألم. وقُبِر. وقام في اليوم الثالث. وصعد إلى السماء. وهو جالس عن يمين الآب وسيأتي أيضاً بمجد ,ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لمُلكه نهاية.
وأؤمن بالروح القدس. الرب المحيي. المنبثق من الآب. المسجود له والممجَّد مع الآب والابن. الذي تكلم بالأنبياء.
وأعتقد بكنيسة واحدة جامعة رسولية. وأعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وأنتظر قيامة الموتى وحياة الدهر الآتي آمين ,
bom bom
- 2 - لاهوت الابن

يقف الباحث في العقائد المسيحيّة أمام عدد من القضايا الخطيرة ,وفي مقدمتها اعتقاد المسيحيين بأن يسوع المسيح الذي وُلِد من مريم العذراء هو ابن الله والله الابن.
قد يصعب على كثيرين أن يقبلوا هذا الاعتقاد ,إلا أن الصعوبة لا تضير المسيحيّة في كونها ديناً وحدانياً صحيحاً ,بدليل إيمان المسيحيين بما جاء في الكتب المقدسة ,كقول الله :
أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ ,وَعَبْدِي الذِي اخْتَرْتُهُ ,لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لَا يَكُونُ - إشعياء 43 :10 - .
هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ ,رَبُّ الْجُنُودِ : أَنَا الْأَّوَلُ وَأَنَا الْآخِرُ وَلا إِلَهَ غَيْرِي - إشعياء 44 :6 - .
لِأَنَّهُ يُوجَدُ إِله وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللّهِ وَالنَّاسِ : الْإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ - 1 تيموثاوس 2 :5 - .
فَأَجَابَهُ يَسُوعُ : إِنَّ أَّوَلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ : اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهنَا رَبٌّ وَاحِدٌ - مرقس 12 :29 - .
ولكن المسيحيّة تؤمن بوجود إله أزلي ,يعلن لنا نفسه بأنه آب وابن وروح قدس ,ليس لوجوده بداية ولا نهاية ,فقد كان دائماً ,ويكون دائماً ,وسوف يكون دائماً وفقاً لما هو مكتوب :
فَقَالَ اللّهُ لِمُوسَى : أَهْيَهِ الذِي أَهْيَهْ. وَقَالَ : هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ - خروج 3 :14 - .
أَنَا هُوَ الْأَلِفُ وَالْيَاءُ ,الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ ,يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالذِي كَانَ وَالذِي يَأْتِي - رؤيا 1 :8 - .
قبل الانطلاق في التأمل في لاهوت الابن يجب أن نستعرض الإعلانات الواردة في الكتاب المقدس عن أبوّة الله للمسيح.
1ابن الله
أُطلق الاسم ابن الله على المسيح أربعين مرة ,عدا اتصاله كثيراً بالضمير مثل ابنه و ابني . ويظهر هذا اللقب الإلهي واضحاً عن المسيح كما جاء قول الإنجيل : فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ ,لِأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ ,بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللّهَ أَبُوهُ ,مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللّهِ - يوحنا 5 :18 - .
2الابن الوحيد
اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلِابْنُ الْوَحِيدُ الذِي هُوَ فِي حِضْنِ الْآبِ هُوَ خَبَّرَ - يوحنا 1 :18 - .
ورد لقب الابن الوحيد خمس مرات ,وهذا يدل على أن زعم البعض أن يسوع المسيح ابن الله ,بذات المعنى الذي به جميع الناس أبناء الله هو زعم غير صحيح. انظر قوله له المجد : فَإِذْ كَانَ لَهُ أَيْضاً ا بْنٌ وَاحِدٌ حَبِيبٌ إِلَيْهِ ،أَرْسَلَهُ أَيْضاً إِلَيْهِمْ أَخِيراً ,قَائِلاً : إِنَّهُمْ يَهَابُونَ ا بْنِي - مرقس 12 :6 - .
3ابن العلي
قال ملاك الرب لمريم العذراء : وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ا بْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيماً ,وَا بْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى - لوقا 1 :31،32 - .
4الابن الحبيب
فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ ,وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ,فَرَأَى رُوحَ اللّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ,وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً : هذَا هُوَ ا بْنِي الْحَبِيبُ الذِي بِهِ سُرِرْتُ - متى 3 :16،17 - .
5أبي
قال المسيح في أحد أمثاله : أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ - يوحنا 15 :1 - .
خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي ,وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً ,وَلَنْ تَهْلِكَ إلى الْأَبَدِ ,وَلَا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ,وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي - يوحنا 10 :27-29 - .
6الآب والابن
قال يسوع في حديثه إلى الجماهير : كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ,وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الا بْنَ إِلَّا الْآبُ ,وَلَا أَحَدٌ يَعْرِفُ الْآبَ إِلَّا الا بْنُ وَمَنْ أَرَادَ الا بْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الْأَحْمَالِ ,وَأَنَا أُرِيحُكُمْ - متى 11 :27 ,28 - .
حين نتأمل هذا الإعلان بعمق يتضح لنا أنه لا إنسان عادي ,ولا نبي ,ولا رسول ,ولا ملاك من السماء ,ولا رئيس ملائكة ,يستطيع أن يدرك سر شخص يسوع المسيح الذي لقَّبه إشعياء النبي بالعجيب . وهذا يعني صراحة أن طبيعة المسيح غير محدودة بحيث لا يقدر أحد أن يدركها غير الآب نفسه.
ومما لا شك فيه أن هذا الإعلان المجيد جداً يعلّمنا أن من وظيفة المسيح باعتبار وحدته الأزلية مع الآب ,أن يعلن لنا في شخصه هذا الآب ,الذي وُصف باللامنظور.
قال الفيلسوف الفرنسي باسكال : ان الله المستعلن في المسيح إله يقترب إليه الإنسان في غير كبرياء ,ويتذلّل أمامه في غير يأس أو إهدار للكرامة.
وفي يسوع المسيح لا نعرف الله فقط ,بل نعرف أنفسنا أيضاً ,وبدونه لا نعرف ما هي حياتنا ,ولا ما هو موتنا ,ولا مَنْ هو الله ولا ما هي أنفسنا
- تأملات عن نشرة لاروس 11 :41 - .
وقال القمص المصري سرجيوس : ومن عجب المسيح ودلالة تفرُّده عن البشر قاطبة ,أننا حين نطالع الإنجيل ,نجد أن المسيح أينما ذهب وأينما حلّ ,تقوم الأسئلة الكثيرة وتدور حوله. وكان موقف الناس بإزائه عبارة عن علامة استفهام. فكان كلما تكلم أو عمل ,يكون موضوع سؤال الناس. قالوا عندما سمعوه يتكلم ورأوه يعمل : من أين لهذا هذه الحكمة وهذه القوات أليس هذا ابن النجار ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه وكثير من الأسئلة قامت عليه .
فما هذه الأسئلة حوله. أليست دليلاً على أن المسيح شخص عجيب ,لم يكن كغيره من البشر ,وأن هناك فارقاً عظيماً بينه وبين الناس ,يشعر به كل من يراه ويسمعه.
في الحق أن شهادة المسيح لنفسه ما كانت لتقوم لولا أنه إله وليس مجرد إنسان ,لأن الله وحده هو الذي يشهد لنفسه. أما كون المسيح إلهاً ,فهذا واضح.
أولاً : تصريحاته
1السلطان : دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الْأَرْضِ - متى 28 :18 - .
2وحدته مع الآب : أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ - يوحنا 10 :30 ,14 :9،10 - .
3أزليته : قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ - يوحنا 8 :58 - .
وهذا الإعلان أخطر ما صرَّح به المسيح ,لأن الكلمة أنا كائن هي ذات اللفظة التي عبَّر الله الآب عن نفسه بها لموسى - خروج 3 :14 - .
والإعلان يفيد أن المسيح يرى في شخصه ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العليقة على جبل حوريب.
وأيضاً قال المسيح للرسول يوحنا لما ظهر له في جزيرة بطمس : أَنَا هُوَ الْأَلِفُ وَالْيَاءُ - رؤيا 1 :8 - .
والألف والياء هما الحرفان الأول والآخير من حروف الهجاء وهما في الأصل اليوناني الذي كُتب به الإنجيل ألفا وأوميغا وهما يعبّران عن أزلية المسيح وأبديته.
4الله الآب يتكلم في المسيح : قال له المجد : الْكَلَامُ الذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي ,لكِنَّ الْآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ - يوحنا 14 :10 - .
5وجوده في السماء وعلى الأرض : في حديثه مع الرئيس اليهودي نيقوديموس قال المسيح : وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إلى السَّمَاءِ إِلَّا الذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ,ا بْنُ الْإِنْسَانِ الذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ - يوحنا 3 :13 - .
6هو ديّان الأحياء والأموات : وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ ,فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ ,فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ ,فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ : تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي ,رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ, ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ : اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلَاعِينُ إلى النَّارِ الْأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ - متى 25 :31-34 ,41 - .
فبهذا التصريح يبيّن المسيح أنه ديان الجميع العادل ,وأنه سيأتي مع ملائكته بمجد ,وتكون دينونة قاطعة ونهائية.
7جلوسه عن يمين القوة : في أثناء محاكمة المسيح أمام رئيس الكهنة قيافا ,سأله هذا الرئيس : أَسْتَحْلِفُكَ بِاللّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا : هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ا بْنُ اللّهِ قَالَ لَهُ يَسُوعُ : أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ : مِنَ الْآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الْإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُّوَةِ ,وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ - متى 26 :63-64 - .
8حضوره في كل مكان وزمان : قال لتلاميذه : لِأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ . وهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الْأَيَّامِ إلى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ - متى 18 :20 ,28 :20 - .
9هو واضع الناموس ومكمّله : قال له المجد : قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لَا تَقْتُل،. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ, سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لَا تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إلى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا ,فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ : عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. َأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : لَا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ, سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ : تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُّوَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ - متى 5 :21-44 - .
ثانياً : من شهادة الأنبياء الموحى إليهم
امتدَّت النصوص الكتابية العديدة المتواترة من أول التاريخ حتى آخر أسفار العهد القديم ,وذلك خلال أربعة آلاف سنة. ولا يمكن أن يُتَّهم المسيحيّون باصطناع هذه النصوص ,لأنها كُتبت في سجلات الوحي قبل المسيحيّة. وقد كُتب آخرها قبل تجسُّد المسيح بما يقرب من أربعمائة سنة. وهي تقول إن شخصاً إلهياً سيأتي من السماء لابساً الطبيعة البشرية ليكون مخلِّصاً للعالم ,وإن هذا الشخص يكون من نسل المرأة ,ويأتي من نسل ابراهيم ,وعلى وجه التحديد من سبط يهوذا وبيت داود ,مولوداً من عذراء بلا عيب ولا دنس. وأنه يولد في بيت لحم مدينة داود. وفي الوقت ذاته هو الأب الأبدي. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالتجسُّد ,واتحاد اللاهوت بالناسوت. والنصوص الكتابية التي تحمل الينا هذه الحقيقة متعددة ,لذلك أورد في ما يلي أظهرها وأوضحها :

1من نبوة إشعياء : لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ا بْناً ,وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ ,وَيُدْعَى ا سْمُهُ عَجِيباً ,مُشِيراً ,إِلَهاً قَدِيراً ,أَباً أَبَدِيّاً ,رَئِيسَ السَّلَامِ - إشعياء 9 :6 - .
2ومن نبوة إشعياء أيضاً : هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ا بْناً ,وَيَدْعُونَ ا سْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ - الَّذِي تَفْسِيرُهُ : اَللّهُ مَعَنَا - - إشعياء 7 :14 ,متى 1 :23 - .
3من المزامير : قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي : اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ - مزمور 110 :1 - .
هذا القول الإلهي عظيم جداً ,لا يمكننا أن نجد له تفسيراً من غير الإيمان بالمخاطبة الأزلية بين الآب والابن ,والإيقان بأن الله هو المتكلم بها.
4من نبوة ميخا : أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ ,وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا ,فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ ,وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الْأَزَلِ - ميخا 5 :2 - .
ثالثاً : شهادة الرسل
إن شهادة الرسل الذين درسوا الديانة اليهودية ,التي تعلّم بالتوحيد ,ذات أهمية كبرى. وقد جاءت شهادتهم عن طريق الأثر القوي الفعال الذي انطبع في عقولهم وقلوبهم وضمائرهم ,من حياة يسوع الفائقة الطبيعة ,وتعاليمه السماوية وأعماله العجيبة ,حتى آمنوا بألوهيته. وفي كل ما كتبوه عن لاهوته ,ومعرفتهم به حتى أنهم تركوا كل شيء وتبعوه ,لم يشعروا بأنهم أتوا أمراً غير عادي أو مخالفاً لعقيدتهم التوحيدية. ففي الأناجيل التي دوَّنوها والرسائل التي كتبوها ,نسبوا إليه كل الصفات التي اعتادوا أن يعزوها إلى الله. ذلك لأنهم وجدوا في المسيح ينبوعاً لحياتهم الروحية. وفي كرازتهم المدوَّنة في الكتب المقدسة ,تكلموا عنه كالقوي القادر الحاضر. وقد تأكدوا من أزليته ومجده الإلهي قبل أن يتجسد. وخلاصة القول ,إن أكبر مُكابر لا يستطيع أن ينكر أن الرسل والمسيحيين الأوائل قد عبدوا يسوع كربٍّ. وهاك عيّنات من شهاداتهم على سبيل المثال ,لا على سبيل الحصر :
1مرقس الإنجيلي : افتتح هذا التلميذ البشير إنجيله بالقول : بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ا بْنِ اللّهِ . وختمه بالقول : ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إلى السَّمَاءِ ,وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ ,وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلَامَ بِالْآيَاتِ التَّابِعَةِ - مرقس 1 :116,20 - .: 19
2يوحنا الإنجيلي : افتتح هذا التلميذ البشير إنجيله بالقول : فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ,وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّهِ ,وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللّهَ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ ,وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ - يوحنا 1 :1 ,3 - .
وقد وردت الكلمة في اليونانية لغة الإنجيل الأصلية بلفظة لوغوس ومعناها النظام الذي يسود الكون ,أو الوسيط بين الله والكون ,والذي به خلق الله الكون.
لذلك أُلهم يوحنا أن يبيّن لليهود واليونانيين معنى الكلمة فقال : في البدء كان الكلمة . ولفظة البدء هنا ,تعني الأزل ,أي أن وجود الكلمة كان سابقاً لكل شيء. ولكي يقضي على فكرة القائلين بأن الله لا يمكن أن يتصل بالمادة ألهم الله يوحنا القول : وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ,وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ ,مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الْآبِ ,مَمْلُؤاً نِعْمَةً وَحَقّاً - يوحنا 1 :14 - .
وقال يوحنا الرسول المُلهَم في رسالته الأو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موضوع متكامل وحصريا عن (التثليث والتوحيد ) منتدي احباء ava takla
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يا ضلمة مالك منتدي احباء الانبا تكلا
» الان وحصريا قبل اي حد تاني ترنيمه يا يسوع تعبان علي منتدي كنيسه مار جرجس فقط
» برنامج الاجبية للموبايل ميديا فير حصريا ع منتدي احباء الانبا تكلا
» برنامج الانجيل للموبايل ميديا فير حصريا ع منتدي احباء الانبا تكلا
»  موضوع متكامل عن دير السريان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا  :: منتــــــــــــدي العقيده dogma forum :: قسم العقيده المسيحيه-
انتقل الى: