منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
 إيليا النبي  365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
 إيليا النبي  365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  facebookfacebook  دخولدخول  
مشاركة


 

  إيليا النبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ادارة المنتدي
ادارة المنتدي
مسئول التصميمات
ادارة المنتدي   مسئول التصميمات
ادارة المنتدي


رقم العضو : 1
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 02/10/2010
تاريخ الميلاد : 11/09/1992
عدد المساهمات : 804
نقاط : 4974495
السٌّمعَة : 16
العمر : 31

 إيليا النبي  Empty
مُساهمةموضوع: إيليا النبي     إيليا النبي  80286154الأحد 23 يناير 2011 - 23:37

إيليا النبي
النبي العظيم فى أيام أخآب الملك ، وقد وُصف عند بدء ظهوره بأنه إيليا التشبي من مستوطنى جلعاد ( 1مل 17 : 1 ) ، فلابد أن موطنه كان يدعى تشبه فى تخوم نفتالي ، ولكن يرى أغلب المفسرين فى العصر الحاضر أنه إذا أخذنا بالترجمة السبعينية للعدد الأول من الأصحاح السابع عشر من سفر الملوك الأول ، نجد أن كلمة مستوطن هى نفسها تشبه وبذلك يتحدد موقعها فى جلعاد ، ويكون النبي من مواطني تلك المنطقة الجبلية وليس مجرد مستوطن فيها .
أولاً- أعمال إيليا : نقرأ فى سفر الملوك الأول ( 16 : 29-34 ) عن شرور أخآب التى انتهت به الى عبادة بعل إله الصيدونيين معبود الملكة إيزابل ، وقد جاء فى هذا الفصل ذكر حادثة أخرى ( العدد 34 ) حدثت فى عصر أخآب تدل على مدى الاستهانة بإنذارات نبوية قديمة ، بإعادة بناء إريحا بواسطة حيئيل البيتئيلي ففقد ابنيه الأكبر والأصغر . هذه هى الحال التى استلزمت قضاء الله ، الذى سبق التنبؤ عنه ، فأرسل الله نبيه الأمين لإعلان هذا القضاء .
1. العقاب بالقحط : لا تذكر لنا القصة التى تبدأ فى الأصحاح السابع عشرمن سفر الملوك الأول ، هل كان إيليا شخصية معروفة فى بلاط الملك أخآب من قبل أم لا ، ولكن لباسه وهيئته كانا ينمان عنه كنبي ( 2مل 1 : 8 ، زك 13 : 4 ) . يعلن إيليا لأخـآب فى كلمات قليلة أن الرب هو الإله الحقيقي الوحيد لإسرائيل وأنه مرسل منه ، وأن الرب سيرسل عليهم القحط الذى سيستمر الى أن يقرر النبي نهايته . وفى الحقيقة إن المدة لم يحددها إيليـا بل الله نفسه ، ولن تكون قصيرة هـذه السنين ( 1مل 17 : 1 ) ولن تنتهى إلا متى أصبح القصاص رادعاً. وفى طاعة كاملة لأمر الله ، كسائر الأنبياء الأمناء، خبأ إيليا نفسه فى أحد الوديان فى شرفي الأردن حيث يوجد نهر كريث ليمده بالماء ، والغربان تعوله بخبز ولحم مرتين فى اليوم ( 1مل 7 : 2-6 ) ، وإذ استمر الجفاف ، يبس النهر ، فأمره الله أن يذهب إلى ما وراء تخوم مملكة أخآب الغربية إلى قرية صرفة التى لصيدون ، وهناك كانت الأرملة التى أرسله الله إليها ، تجمع بعض عيدان الحطب عند باب المدينة ، لتعد آخر وجبة غذائية لها ولابنها . وأطاعت الأرملة أمر النبي بأن تعمل له كعكة صغيرة أولاًمن هذا المخزون الضئيل الذى بقى لها ، وكانت النتيجة أنها تمتعت بإتمام الوعد الذى أعطاها إياه إيليا باسم الرب ، بأن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى أن يأتى الرب بالمطر ( ويقول يوسيفوس نقلا عن ميناندر إن القحط امتد إلى فينيقية واستمر بها مدة عام كامل ) . ولما مرض ابن الأرملة ومات ، ظنت أن ذلك هو قضاء الله على خطاياها، جاء عليها بسبب وجود نبي الله ، ولكن إيليا أخذه منها وصعد به إلى العلية التى كان مقيما بها وأضجعه على سريره ، وصرخ إلى الرب … فعادت الحياة إلى الولد ( 1مل 17 : 17-24 ) .
وفى السنة الثالثة ( 1مل 18 : 1 ونجد فى لو 4 : 25 ، يع 5 : 17 أن مدة القحط كانت ثلاث سنين وستة أشهر ) أمر الله إيليا أن يتراءي لأخآب ليبشره بأن الرب سيعطى مطراًعلى وجه الأرض . ويبدو مدى معاناة الإنسان والحيوان من جراء الجفاف ، وكذلك قسوة المجاعة ، فى تلك الحقيقة ، ألا وهى خروج الملك ووكيله للبحث عن رقعة من عشب أخضر يمكن أن يصلح للإبقاء على خيل الملك وبغاله حية ( 1مل 18 : 5و 6 ) . والكلمات التى نطق بها عوبديا تبين الانطباع الذى خلفته غيبة النبى الطويلة ، فقد كانوا يعتقدون أن روح الله قد حمل إيليا إلى مكان غير معروف لا يمكن الوصول إليه ( 1مل 18 : 10و 12 ) ، وخشى عوبديا أن يتكرر هذا الأمر ، وأخذ يتوسل إلى النبي طالباًإعفاءه من حمل هذه الرسالة إلى أخآب ، مستنداًعلى تقواه المعروفة وغيرته التى بدت فى تخبئة وإعالة مئة من أنبياء الرب ، فى إبان اضطهاد إيزابل ، فطمـأن إيليا عوبديا بأنه يتقابل حتماًمع أخآب ( عدد 15 ) ، وواجه الملك إيليا النبي بكلمات الغطرسة : أأنت هو مكدر اسرائيل ، ولكن إيليا قابل سخريته بمثلها، فويلات إسرائيل لا تعود إلى النبي الذى أعلن القضاء ، بل إلى الملك الذى جعل الشعب يخطئ مما استجلب عليه العقاب (17و 18 ).
2. المحاكمة بالصلاة : تقدم إيليا ليتحدى اختيار قوة الآلهة الكاذبة ، وكان بين من يأكلون على مائدة إيزابل ، 450 نبياًللبعل ، و 400 نبي لعشتاروت ، بالرغم من المجاعة القاسيـة . وبناء على اقتـراح إيليا ، دعا أخآب كل هـؤلاء مع كل الشعب إلى جبل الكرمل ( 19و 20 ) .
كانت كلمات إيليا الافتتاحية ، تكشف عن حماقة من يظنون أن الولاء يمكن أن ينقسم بين إلهين : إلى متى تعرجون بين الفرقتين ( ويحتمل أنها تعنى القفز بين عتبتين - فى إشارة تهكمية لعادة القفز فوق عتبة هيكل الوثن تجنباًلعثرة غير لائقة 1صم 5 : 1-5 ) واعتماداًعلى صمت الشعب واعتباره علامة على قبوله لكلماته الأولى ، قدم إيليا اقتراحه وشروطه للامتحان . سيذبح ثور للبعل وثور للرب ، بشرط عدم وضع نار والإله الذى يجيب بنار فهو الله ، فأجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن ( 22-24 ) . وظل أنبياء البعل - تحت أشعة شمس ملتهبة - يدعون إلههم فى شبه جنون ، وإيليا يسخر منهم ويتهكم عليهم ( 25-29 ). وفى ميعاد تقديم ذبيحة المساء فى هيكل الرب فى أورشليم ، أعاد إيليا بناء المذبح القديم الذى لعله هدم فى أثناء موجة الاضطهاد التى أثارتها إيزابل ، واستخدم فى بنائه اثنى عشر حجراًرمزاًلأسباط إسرائيل جميعها فى وحدة واحدة ، ثم غمر الذبيحة والحطب بالماء من نبع ماء تحت منحدرات الكرمل ، حتى امتلأت قناة عميقة متسعة حول المذبح ، كانت تسع كيلتين من البزر ، وبكلمات قليلة دعا الله ، إله الآباء ( 30-37 ) فاستجاب الرب بنار أكلت الثور والحطب والتراب ، ولحست المياه التى فى القناة حتى ارتجف جميع الشعب فزعاً، وإذ اقتنعوا بأن الرب وحده هو إلههـم ، نفذوا حكم النبي الجازم بالقضاء على كل أنبيـاء البعل (38-40) ثم طلب إيليا من أخـآب أن يسـرع إلى بيته ليأكل الوليمة احتفاء بسقوط المطر . وصعـد إيليا الى قمة الجبل وخر الى الأرض ساجداًللرب فى صلاة . وأرسل خادمه سبع مرات ليستطلع الجو عبر البحر ، وأخيراًرأى غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر ، وقبـل أن يعبر الملك وادى يزرعيل ، هطل المطر العظيم من السماء التى تلبدت بالغيوم الداكنة بعد ثلاثة سنوات من الجفاف . وكانت يـد الرب على إيليـا فشـد حقويـه وركض - بقـوة خارقـة - حتى أبواب يزرعيل (41-46) .
3. فى حوريب : فى تلك الليلة جاء رسول من إيزابل إلى إيليا يحمل له رسالة : أنت إيليا وأنا إيزابل ( كما ورد فى الترجمة السبعينية ) هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد ( أى لتقطعنى الآلهة إرباًإرباًإذا أخلفت وعدى - تك 15 : 8-11 و 17 و 18 ، إرميا 34 : 18 و 19 ) إن لم اجعل نفسك كنفس واحد منهم ( أى من أنبياء البعل المذبوحين ) فى نحو هذا الوقت غداً. ولنفسر تصرف إيليا كما نشاء - فكل الاحتمالات الممكنة لها مدافعون - فقد هرب فوراًطلباًللنجاة . وفى بئر سبع فى الطرف الجنوبي ليهوذا، ترك غلامه - الذى لا تذكره القصة فى أى مكان آخر - وسار فى البرية الجنوبية وجلس تحت رتمة وصلي طالباًالموت لنفسه ( 19 : 1-4 ) . وجاءه ملاك بوجبة وأيقظه ليأكل ، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع ، فجاءه الملاك مرة ثانية وأيقظه وقال له قم وكل لأن المسافة كثيرة عليك ، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراًوأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ودخل هناك المغارة وبات فيها ( 5-8 ) .
وتكرار عبارة : قد غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك فبقيت أنا وحدى وهم يطلبون نفسي ليأخذوها فى عددى 10 و 14 ، يشكل صعوبة ، إلا إذا كنا نرى فيها دليلاًعلى أن كآبة إيليا كان من الصعب التغلب عليها ، أو أنه طلب فى حوريب ظهوراًخاصا للرب لتشجيعه ، أو كلا الأمرين . وأمره الرب أن يقف على الجبل المقدس ( لأنه هناك أظهر الرب ذاته لموسي ) ، وإذا بالرب عابر معلناًقدومه بالريح العظيمة والزلزلة والعاصفة الرعدية ( 9-12 ) ، ولم تكن هذه إلا مجرد نذر ، فلم يكن الرب فيها ، لكنه كان فى الصوت المنخفض الحفيف وهو ما اعتاد الأنبياء سماعه فى قرارة نفوسهم ، ولما سمع إيليا هذا الصوت الداخلي المألوف ، تيقن من وجود الله ليسمعه ويجيبه . حاول إيليا أن يبرر هروبه إلى البرية ، بأنه قد غار غيرة شديدة للرب ، وفعل من أجل الرب - قبل أن يهرب - كل ما يستطيع نبي زائل أن يفعله ولكن بلا طائل ، فإن الناس الذين أهملوا شريعة الرب وعهده وهدموا مذابحه وقتلوا أنبيـاءه ، كانوا على استعداد أن يذبحوا إيليا نفسه بأمر من إيزابل ، وبذلك يقضون على الخادم الأمين الوحيد للرب فى كل أرض إسرائيل ( 13و 14 ) .
لكن حنان الرب تجاوز شكوى إيليا ، وأعطاه إرشادات لعمل آخر فى خدمة الرب ، فكان على إيليا أن يمسح حزائيل ملكاًعلى أرام ، أقـوى عدو بين جيران إسرائيل ، وأن يمسح ياهو بن نمشي ليقضى على بيت أخـآب ويتولي عرش إسرائيـل ، وأن يمسح أليشع نبياًعوضاًعنه . هؤلاء الثلاثة : حزائيل وجيش أرام ، وياهو وأتباعه ، وأليشع نفسه ، سيقضون على عبدة الأوثان والمازحين فى إسرائيل ، وقد أبقى الرب لنفسه سبعة آلاف ركبة لم تجث لبعل ( وهذا العدد تقريبي محدود ولكنه ليس عدداًصغيراً، وهو يحمل نفس فكرة الأنبياء - الذين جاءوا بعده - عن خلاص بقية تقية فى إسرائيل ، فى أمان من الدينونه لأنهم لم يشتركوا فى خطية سائر الشعب . وإذا كان ثمة توبيـخ لإيليا ، فقد كان ذلك فى المقابلة بين السبعة الآلاف من الأمناء ، والواحد - أى إيليا - الذى ظن أنه هو وحده الأمين الوحيد فى إسرائيل ( 15 - 18 ) .
4. قضية نابوت : يبدو أن مسح حزائيل ملكاًعلى أرام ، وياهو ملكاًعلى إسرائيل ، قد تُرك لخليفة إيليا ، وفى الواقع نحن لا نقرأ شيئاًعن مسح حزائيل ، ولكننا نقرأ فقط عن المقابلة التى تمت بين أليشع وحزائيل ( 2مل 8 : 7-15 ).
ويظهر إيليا بعدئذ موبخاًلأخآب على مقتل نابوت ، فى نفس قطعة الأرض التى اشتهاها الملك واغتصبها بعد مقتل صاحبها. ظهر النبي أمام أخآب على غير انتظار وعلى غير رغبة من الملك ، ليعلن لأخآب وإيزابل القضاء عليهما بالموت المشين ( 1مل 21 ) وكان حاضراًفى ذلك المشهد قائد يدعى ياهو ، وهو نفس الشخص الذى اختبر ليكون ملكا على إسرائيل ، ولم ينس قط ما رأى وما سمع ( 2مل 9 :25و 26 ) .
5. إيليا وأخزيا : لقد رفعت توبة أخآب عنه بعض حدود القضاء ، ولكن ابنه أخزيا استجلبها على رأسه شخصياً، فقد مرض مرضاًخطيراًنتيجة الجروح التى أصابته من سقوطه من الكوة التى فى عليته ، فأرسل أخزيا ليسأل المنجمين فى هيكل بعل زبوب إله عقرون إن كان سيبرأ من مرضه . فقابل إيليا الرسل وأرجعهم بنبوة بموته ، ليست من بعل زبوب بل من الرب . وأدرك أخزيا من أوصاف رسله للرجل الذى قابلهم ، أنه العدو القديم لأسرته ، فأرسل أخزيا خمسين جندياًوقائدهم للقبض على إيليا ، فأكلتهم نار من السماء كقول إيليا ، فأرسل قائداًآخر ومعه خمسون آخرون ، فلقوا نفس المصير . أما القائد الثالث فتوسل للنبي أن يبقي على حياته وحياة الذين معه ، فذهب النبي معه إلى الملك ، ولكن ليكرر نفس كلمات القضاء ( 2مل 1 ) .
6. صعود إيليا : كان ثمة إنذار لإيليا - نما أيضا إلى بني الأنبياء - بأن حياته أوشكت على النهاية ، وكان يريدها على أى حال ، وقد أقسم أليشع ألا يفارق سيده . وشق إيليا الأردن بضربة من ردائه ، وعبر الاثنان معاًإلى الشرق نحو البرية . وطلب أليشع أن يكون له نصيب البكر من روح سيده ، ثم ظهرت مركبة نار وخيل من نار وفصلت بينهما و صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء ( 2مل 2 : 1-11 ) .
7. الرسالة إلى يهورام : نقرأ فى سفر أخبار الأيام الثانى ( 21 : 12-15 ) عن كتابة أتت من إيليا الى يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا ، والعبارات الواردة فى سفر الملوك الثانى ( 2مل 3 : 11و 12 ) لا تترك مجالاًلأي تفسير آخر إلا بأن خلافة أليشع لإيليا فى العمل النبوي المستقل ، قد تمت فعلاًفى حياة يهوشـافاط ، وأن ما جاء فى ملوك الثانى ( 8 : 16 ) يشير إلى أن يهورام بدأ الحكم قبل وفاة والده يهوشافاط بمدة ، ويحتمل أن إيليا قد ترك رسالة - تحولت إلى رسالة مكتوبة قبل رحيله أو بعده - لملك يهوذا القادم ، والذى سينحرف عن الإيمان الصحيح .
ثانياً- خدمة إيليا : إن تقديرنا لأهمية خدمة إيليا يتوقف على مدى إدراكنا للأحوال التى واجهها النبي فى إسرائيل ( المملكة الشمالية ) . فبينما كان حكم أخآب ناجحاًبحسب الظاهر ، وكان الملك نفسه على درجة من الحنكة السياسية مع شجاعة شخصيته ، إلا أنه فى سياسته الدينية تهاون مع العقائد الباطلة والعبارات الوثنية ، مما كان لابد أن يـؤدى إلى الكارثة . فمنذ أيام يشوع كانت عبادة يهوه فى صراع مع عبادة الكنعانيين القديمة لقوات الطبيعة ، عبادة آلهة محليين مثل البعليم أو أرباب هذه أو تلك من الأمم المجاورة الذين قامت مذابحهم العتبقة على الجبال الشامخة وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء ( تث 12 : 2 ) .
والإله الذى جاءت به إيزابل من فينيقيـة ، كان يحمل أيضاًاسم بعل ، لكن صفاته وأساليب عبادته ، كانت أسـوأ وأخس من كل ما عـرف من قبل ، وأدت مقاومة عبيد يهـوه لأوامر الملكة بخصـوص آلهتها المفضلـة ، إلى اضطهـاد عبيد الرب الأمناء ( 1مل 18: 4 ) .
وفى مواجهة هذا الخطر اختفت الخلافات التى كانت بين عبادة الله فى المملكة الشمالية ، وعبادة الله كما كانت تجرى فى أورشليم . وكان كل مسعى إيليا ، هو دعوة الشعب من عبادة آلهة الصيدونيين إلى عبادة الرب إله آبائهم . ونرى قوة القيادة الحقيقية - فى وسط المحنة - فى أمانة شخص مثل عوبديا ( 1مل 18 : 3 )، أو ولاء البقية التقية - السبعة الآلاف رجل - رغم كل ذلك الاضطهاد ( 19 : 18). إن العمل الذى بدأه إيليا ، قد ختمه ياهو بالدم ، حتى إننا لم نعد نسمع بعد ذلك عن عبادة البعل فى إسرائيل ( 2 مل 9و 10 ) . وافتراض أن إيليا فى حوريب عرف معنى لطـف الله ، ليتعارض تماماًمع القرينة المباشرة ومع تاريخ عصره . وقد جاء الأمر إلى إيليا بأن يمسـح ملكاًعلى أرام ، وآخر على إسرائيل ، ونبياًليكمل رسالته ، مع الوعد بأن هؤلاء الثلاثة سيتعاونون معا فى تنفيذ القضاء الذى تستحقه مملكة إسرائيل العاصية لارتدادها عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام .
لم يكن إيليا داعياًللسلام ، فلقد كانت رؤية السـلام محجوبة عن عينيه، محفوظة عن عينيه ، محفوظة لأنبياء سيجيئون بعده ، كان عليه هو اعداد الطريق . كانت رسالته هى ابادة عبادة الأصنام - بأى ثمن - لئلا بيبد إسرائيل ذاته ، مع احتمالات ومضاعفات يصعب تقدير مضارها .
ولولا ما قـام به إيليا تحت إرشـاد الله ، لما كان هنـاك أسـاس يقف عليـه عاموس وهوشع .
ثالثاً- شخصية النبي : لم يقصد كاتب سفر الملوك أن يدون لنا دراسة مفصلة عن شخصية النبي إيليا ، بل إنه لم يعد المادة اللازمة لمثل هذه الدراسة ، وما دونه الكتاب عن شخصية إيليا فى رسالة الرسول يعقوب ( 5 : 17 ) : كان إيليا إنسانا تحت الآلام مثلنا ليس إلا عبارة موجزة جداًولكن بفحص الكتب التى نشرت عن حياة إيليا ، نرى أنه من الممكن أن مخطئ فى استقراء معان من الحوادث ، لم تقصد اليها هذه الأحداث بل ولا تحتملها ، كما أنه من الممكن أن نقحم عليها أموراًهى محض خيال . من السهل مثلا أن نري بأن إيليا ظهر أمامنا فى الكتاب بغتة ، وأن أحداث ظهوره واختفائه تبدو غير متماسكة ألا يكفى لتفسير ذلك ، ملاحظة أن المؤرخ لم يقصد أن يضع سيرة كاملة لأى نبي أو أى ملك ، ولكنه كان يهدف الى إبراز عمل الله فى مملكتى إسرائيل ويهوذا من خلال الأنبياء لذلك لا نجد سوي بعض الأحداث فيما يختص بنبي مثل إيليا ، بل إننا لا نجد شيئا بالمرة يتصل بشخصه إلا إذا كان له صلة مباشرة برسالته . وقد تخيل البعض أنه كان ثمة تدريب لإيليا فى اختبارات النبي ، ولكن الاقرار بأنه لم يكن هناك بد من تلك التدريبات ، ليس معناه بالضرورة أن نستشفها من الحوادث والمشاهد التى تسجلت .
واستبعاد أى محاولة لتصوير تفاصيل الحياة الداخلية لإيليا - للأسباب المذكورة آنفا- لايمنع من محاولة دراسة ما نراه فى ظاهر القصة ، من الإيمان بالله بأنه إله الطبيعة وإله العهد مع الآباء ونسلهم ، والغيرة الملتهبة ضد العبادة الباطلة التى أزاحت الله عن المكان الذى يجب أن يكون له وحده ، والرؤية الواضحة للرياء والبطل ، والحكمة العميقة فى مقاومة الارتداد بنفس الشجاعة بدون النظر الى ذاته ، وكل ذلك هو ما يبرز سمات النبي الحقيقى فى أى عصر .
رابعاًمعجزات فى سيرة إيليا : يجب الاعتراف بان العنصـرالمعجزي بارز فى اختبارات إيليا وأعماله . ولايمكن تقييم ذلك بالانفصال عن الموقف العام الذى يقفه الدارس من المعجزات المدونة فى العهد القديم . فمحاولة تفسير أى معجزة أو أى جزء منها بطريقة عقلانية ، أمر غير مجد على الإطلاق ، فغربان إيليا ، يمكن بتغيير الغين إلى غين أن تصبح الكلمة عربان ، ولكن مع الاعتراف بأن الشرقيين كرماء يمكن أن يأتوا بالطعام للنبي ، إلا أن نغمة القصة ككل ، تدل على أن الكاتب قصد الغربان وليس العربان ، وأنه رأى فيها مزيداًمن قدرة يهوه على كل شيئ ، كما يظهر ذلك أيضا فى كور الدقيق وكوز الزيت ، وكفايتهما للنبي وأرمله صرفة صيدا ، وفى النار من السماء ، وشق نهر الأردن ، وصعود إيليا فى العاصفة الى السماء . ويرى بعض النقاد المحدثين أن ما جاء فى الأصحاح الأول من سفر الملوك الثانى ، هو اضافة متأخرة ، ولكن ليست ثمة مشكلة حقيقية على الاطلاق ، فبإمعان النظر ، تزول أى مشكلة ، فالنبي الصارم الذى يأمر بذبح 450 من أنبياء البعل ، يستطيع أن يطلب أن تنزل نار من السماء لتلتهم جنود ملك مرتد عن الله . إن الغرض والمعنى المقصودين من قصة حياة إيليا ، يمكن أن يدركهما أولئك الذين يقبلون فكر الكاتب عن الله وقدرته وعمله فى الطبيعة ومع البشر ، أكثر من أولئـك الذين يحاولون استبدال هذا المفهوم بآخر .
خامساً- إيليا فى العهد الجديد : يذكر سفر ملاخى ( 4 : 5 ) أن إيليا سيأتى قبل مجئ يوم الرب العظيـم والمخوف ، وقد وردت الإشـارات إلى هذه النبوة فى إنجيل متى ( 6 : 15 ) وما يقابله فى إنجيـل لوقا ( 9 : 8 ) ، وفى إنجيل متى ( 16 : 14 ) وما يقابله فى إنجيل مرقس ( 8 : 28 ) ، وفى إنجيل متى ( 27 : 47-49 ) وما يقابله فى إنجيل مرقس ( 15 : 36.35 ) .
ونرى تفسيراًلنبوة ملاخى فى إعلان الملاك لزكريا ( لو 1 : 17 ) بأن يوحنا المعمـدان سيعمل عمل إيليا ، وتأيد هذا بما قاله الرب يسوع نفسه ( مت 11 : 14 ، مرقس 9 : 13 ) .
وظهور إيليا وموسي على جبل التجلى ، نراه مدونا فى إنجيل متي (17 : 1-13 ) ، وفى إنجيل مرقس ( 9 : 2-13 ) وفى إنجيل لوقا ( 9 : 28-36 ) . ويقول الرب يسوع إن إيليا المذكور فى ملاخى هو يوحنا المعمدان . ولاشك أن مصير جنود أخزيا كان فى ذهن يعقوب ويوحنا حينما أرادا أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضا ( لو 9 : 54 ) . ويشير المسيح نفسه إلى إيليا وذهابه إلى صرفة التى للصيدونيين ( لو 4 : 26.25 ) . ويذكر بولس ما حدث من النبي فى حـوريب ( رو 11 : 2-4 ) ، وفى رسالة يعقوب ، نرى فيما فعله إيليا ، قوة فاعلية صلاة البار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://girgs.yoo7.com
 
إيليا النبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل أتي إيليا النبي ثانية قبل تجسد المسيح وبعد ان رفعه الرب - إيليا - للسماء
»  يونان النبي
»  دانيال النبي
» *** موضوع متكامل عن الراهب القس:إيليا الشايب : الراهب النارى ***
» *** موضوع متكامل عن الراهب القس:إيليا الشايب : الراهب النارى ***

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا  :: الكتاب المقدس :: قسم الكتاب المقدس-
انتقل الى: