هل أتي إيليا النبي ثانية قبل تجسد المسيح وبعد ان رفعه الرب - إيليا - للسماء

بقلم: الحمامة الحسنة


سؤال:
الآيات تقول من( مرقس9)
11 فسألوه قائلين: لماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولا
12 فأجاب وقال لهم: إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل
13 لكن أقول لكم: إن إيليا أيضا قد أتى، وعملوا به كل ما أرادوا، كما هو مكتوب عنه

هل أتي إيليا النبي قبل المسيح وبعد ان رفعه الرب للسماء؟
فما معني هذه الآيات ؟
الرد:

سؤال التلاميذ هنا عن حيرتهم فى توقيت مجيىء المسيح إليهم..!
كيف يقول لهم أنه المسيح المنتظر وهم يعلمون من توراتهم أن إيليا النبي الذي رفعه الرب ينبغي أن يأتي ثانية قبل مجيء المسيح ؟

فالكتبة علَّموا اليهود أنه ينبغى أن يأتى إيليا الذى رفع للسماء قبل أن يأتى المسيح
وهم فى هذا لم يتشككوا فى شخصية المسيح أنه المسيا المنتظر.. بل تشككوا فى تعاليم الكتبة والفريسيين
فالكتبة والفريسيين تعاليمهم حرفية ولكنها تعاليم ليس فيها روح الإيمان بمواعيد الله
ولا يعرف الكتبة أن المسيح ينبغى أن يأتى مرتين أولهما بالتجسد ليقدم فداء
والمرة الثانية عندما يأتى ليُدين العالم بكامل مجده الإلهى

فالآيات السابقة يقصد بها المسيح ( يوحنا المعمدان) الذى قال عنه المسيح أنه أتى (بروح إيليا) عندما قال المسيح فى إنجيل( متى11):

11 الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه
12 ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السماوات يغصب، والغاصبون يختطفونه
13 لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا
14

فالنبى إيليا سيأتى فعلاً قبل يوم الدينونة ( يوم الرب ) وقبل المجيىء الثانى للمسيح
كما قال الرب فى التوراة على لسان ملاخى النبى :

(ها أنذا أرسلُ إليكم إيليا النبى قبل مجىء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب الأباء على الأبناء) (ملاخى 4: 6)

بينما في المجيىء الأول للمسيح بالتجسد كان يوحنا المعمدان يمهد طريق ( الرب يهوه) كما قالت النبوات:

( هاأنذا أرسل ملاكى فيهىء الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به) ( ملاخى 3: 1)

فكأن المسيح أراد أن يقول لهم أن يوحنا المعمدان أتى بروح إيليا فى مجيىء الأول ،مثلما سيأتى إيليا قبل مجيىء الثانى

ومعنى مجيىء يوحنا بروح إيليا تعنى فى قوة إيليا والذي يُلقب بـ " النبي الناري" لزهده ولشهادته للحق وغيرته النارية على حفظ وعود الرب وكلمته الإلهية

يوحنا المعمدان جاء بروح إيليا وقوته ليكون سابقاً لمجىء المسيح الأول كـ (إبن الإنسان) والذى أتى هو أيضاً - المسيح - ولم يعرفوه بل سيتألم ويُصلب منهم
(لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد) ( 1 كور 8:2)

وكما لم يميزوا أن المعمدان هو السابق لمجيىء المسيح الأول، لن يستطيعوا أن يميزوا المجيء الأول للمسيح نفسه !

فمجيىء المسيح الأول ضد فكرهم الحرفى أن المسيح لابد أنه سيأتى كملك أرضى قوي يدافع عنهم ضد اعدائهم .
وكما قتل هيرودس يوحنا المعمدان سيقتلون هم المسيح الذي لن يعرفوه

كأن المسيح يقول لهم:أن اليهود وضعوا كل رجائهم في مجيء إيليا الثاني أكثر من مجيء المسيح ذاته...!
وكأن المسيح يقول لليهود أنه قد جاء إيليا( يقصد يوحنا المعمدان ) فقتلتموه وقد جئت أنا إليكم فستقتلوننى

+ فالملاك المبشر لزكريا الكاهن أبو يوحنا قال بخصوص ميلاد القديس يوحنا المعمدان
يقول لزكريا ( لوقا1: 15- 17):

15 لأنه يكون عظيما أمام الرب، وخمرا ومسكرا لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس
16 ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم
17 ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته، ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء، والعصاة إلى فكر الأبرار، لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا)

(ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته)
(ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته)

هنا نجد أن يوحنا سيكون عظيماً وأمام الرب سيتقدم ويرد كثيرين إلى الرب
وسيتقدم يوحنا ليعدً الطريق أمام الرب يهوه قبل تجسده فى مجيئه الأول ( بروح إيليا وقوته)

وفى بشارة الملاك لزكريا تتحقق نبوأة ملاخى النبى:
(هاأنذا أرسل ملاكى فيهىء الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به) ( ملاخى 1:3

نفهم من هذا أن المسيح أشار ليوحنا المعمدان على أنه سيأتى بروح إيليا لوجه الشبه بين يوحنا وإيليا

فيوحنا سيتقدم الرب يهوه فى مجيئه الأول متجسداً لتقديم الفداء
وإيليا سيتقدم الرب يهوه فى مجيئه الثانى كديان للبشرية

فاليهود خلطوا بين إيليا ويوحنا فى مجيىء الرب فى نبوأتي ملاخى النبى

وهما النبوأتين اللتين تقولا:
( هاأنذا أرسل ملاكى فيهىء الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به) ( ملاخى 1:3)

(هاأنذا أرسلُ إليكم إيليا النبى قبل مجىء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب الأباء على الأبناء )(ملاخى 4: 5- 6)

لذلك نجد المسيح قال لهم فى إنجيل متى :
( وإن أردتم أن تقبلوا ، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي )

يعنى لو أردتم أن تقبلونى وتؤمنوا أنى الرب يهوه ( المسيا المنتظر ) ولكن كل مشكلتكم أن إيليا لم يأتى قبلى

فها هو يوحنا المعمدان الذى سيأتى قبل مجيىء الأول له نفس روح إيليا المزمع أن يأتى

والذى تنتظرون مجيئه قبل مجيىء الثانى كما قالت نبوآتكم

ولإلهنا يهوه المجد الدائم للأبد