خادم المنتدي عضو مبارك
الجنس : تاريخ التسجيل : 24/05/2011 تاريخ الميلاد : 11/09/1992 عدد المساهمات : 11 نقاط : 4924050 السٌّمعَة : 0 العمر : 32
| موضوع: سمعان القيروانى ابو الكسندروس و روفس الثلاثاء 24 مايو 2011 - 9:40 | |
| سمعان القيرواني «فسخروا رجلاً مجتازًا كان آتيًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه» (مر 15 : 21).
مقدمة تقول قصة قديمة إن سمعان القيرواني عاد إلى بيته متعبًا منهوك القوى، فقابله ابناه الكسندرس وروفس وابتدراه بالسؤال : أين كنت يا أبي!؟ فأجاب : لقد حملت صليبًا . فصرخًا : حملت صليبًا يا للعار! وكيف أرتضيت أن تحمله!!؟ لقد سخرني الجنود الروماني لأحمل صليب الناصري!! وكان يمكنني الإفلات من هذه السخرة لكني نظرت إلى الناصري وأشفقت عليه، فارتأيت أن أحمل عاره، ولست نادمًا على ذلك يا بني!! ثم آوى سمعان إلى فراشه، فإذا به يرى الناصري في نومه، ولكن وجهه لم يكن وجه ذاك المحكوم عليه بالصلب، بل كان في بهاء الشمس في ضيائها الكامل، واقترب السيد يقبل سمعان وهو يقول له : طوبى لك يا سمعان. إن العار الذي حملته سيتحول لك فخرًا أبديًا!! واستيقظ سمعان ليشعر بغبطة عظيمة لم يعرف لها مثيلاً من قبل!! هذه القصة القديمة، سواء كانت صحيحة أم موضوعة تحمل معنى واحدًا، وهو أن صليب المسيح مهما يعني من آلام ومتاعب ومعاناة وضيق، فانه ينتهي على الدوام بالمجد الأبدي، وسنرى اليوم قصة سمعان القيرواني وكيف سخر ليحمل الصليب خلف يسوع، وكيف خلدته هذه السخرة على نحو لم يكن يخطر له ببال، ومن ثم يمكن أن نتابع القصة فيما يلي : سمعان القيرواني من هو!!؟ كان سمعان القيرواني - كما هو باد من رواية الإنجيل - رجلاً يهوديًا، يعيش في القيروان (في تونس حالياً) في شمال أفريقيا، ونحن لا نعلمإن كان قد ولد في تونس من أبوين يهوديين، أو أنه ذهب إلى هناك كما ذهب شتات اليهود إلى كل مكان في الأرض، على أي حال فمن الواضح أنه لم يكن من يهود فلسطين في وقت المسيح، ويعتقد أنه عاد إلى أرض فلسطين ليعيد عيد الفصح، وربما لم يفعل هذا سوى مرة واحدة، فقد كانت التكاليف للسفر باهظة، يحاول اليهودي مع ذلك أن يبذلها ولو مرة واحدة في حياته، ويبدو أن المدينة وقد ازدحمت ازدحامًا هائلاً بالوافدين، لم يجد مكانًا فيها للضيافة أو المبيت، وكانت تقام الكثير من العشش والمساكن المؤقتة حول المدينة أو في القرى والمدن القريبة منها،أو في الحقول والمزارع ولعله وجد خارج المدينة مكانًا أو عشة آوته حتى يتمكن من حضور العيد في وقته.. ومن الواضح أن ذكر ولديه ألكسندرس روفس يعني أنه أضحى معروفًا في الكنيسة، ومن الأرجح أن بيته بأكمله أضحى بيتًا مسيحيًا، ويربطه كثيرون بسمعان نيجر أو سمعان الأسود (أع 13 : 1) ويبدو أنه كان أسمر اللون، وقد لوحته شمس أفريقيا، ولعل هذا استرعى أنظار الجند الذين سخروه لحمل الصليب، باعتباره رجلاً أسود اللون، وأقرب إلى العبيد، ومن المتصور أن ألكسنردس كان ابنه الأكبر وروفس كان الأصغر، ويبدو أن ألكسندرس توفى عندما كتب بولس رسالته إلى رومية، إذ بعث التحية إلى «روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي» (رو 16 : 13) وبولس يكشف عن بيت متميز، وأن أم روفس زوجة سمعان كانت أمًا مثالية عظيمة، وعلى أي حال فنحن نقف الآن أمام الواقعة التي حددت مسار الرجل وبيته في كل التاريخ. | |
|