"ليس احد صالح إلا الله وحده" لو18.
الله وحده كل الصلاح القادر أن يعكس صلاحه على خليقته فتصير صالحة. "كونوا قديسين كما أنا أيضاً قدوس".
اعرفي يا نفسي هذه الحقيقة واغرقي في لجة صلاحه وادخلي إلي خيره الحقيقي غير المتغير ولتصر أحشائي جمراً متقداً يرتفع لهيبة إلي حيث صلاح الله..!
لقد وهبك إمكانية الصلاح.. خلقك على مثاله... حتى تنجذبين إليه وتشبعين منه!
أما وقد سقطتي في الخطية فإنه وإن كان الشيطان لم يستطع أن ينزع عنك حبك للصلاح لكنه خدعك في مفهوم الصلاح فظننتي ما هو غير صالح صالحاً وحسبت الصلاح غير صلاح..
St-Takla.org Image: Jesus Love to Us, our love to God, Coptic art by Sister Sawsan
صورة في موقع الأنبا تكلا: محبة يسوع لنا، محبتنا لله - من الفن القبطي بريشة تاسوني سوسن
+ صرت كالسمكة التي تظن في الطعم خيراً وهي لا تدري ما يكمن لها فيه..هكذا حسبتي حب الكرامة والمديح وغني العالم وأمجاده الزائلة، المتع والملذات الشهوانية.. حسبتي هذا كله صلاحاً!
+ والآن صرت في عوز إلي الحكمة لتكوني تامة وكاملة... اطلبيها من الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "يع5، 4:1". لقد أمرك الرب "سر أمامي وكن كاملاً "تك1:17". "إن سرت أمامه في حضرته والتصقتى به فحتماً تصيرين كاملة.
+ إن وجد في شيء صالح إنما مصدره أنت.. فالخير الذي هو في هو خيرك أنت أيها الصالح منك قد تقبلته!
من يعينني على الوقوف إلا أنت يا إلهي؟! وما الذي يسقطني غير اتكالي على ذاتي؟!
+ إنني سأبقي غارقاً في الطين ما لم تجتذبني! وأبقي أعمي ما لم تفتح عيناى!
+ وأبقي ساقطاً لا أقوم قط ما لم تعينني يداك..! آه! إنني أهلك تماماً ما لم تحرسني عنايتك!
+ كم أنا بائس؟!
إلهي... متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة وتعمل في قوتك الكاملة؟!
إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون والحق والنقاوة هذه كلها التي هي لك! أما أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة..!
أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير الحقيقي، رحوم، قدوس، عادل... أما أنا فشرير محب لذاتي، خاطئ، ظالم..!
أنت النور، أما أنا فظلمة! أنت الحياة، أما أنا فموت! أنت الطبيب، أما أنا فمريض!
+ أنت الحق الصادق أما أنا فبطلان حقيقي... مثلي مثل أي إنسان على الأرض!!!
بأي لغة تريدني أن أحدثك يا خالقى؟! أتوسل إليك أن تتفضل فتصغي إلي إنني من صنع يديك وهلاكي أمر مخيف! إني جبلتك وها أنا أموت!! إني من صنع يديك وها أنا أنحدر نحو العدم!!
+ إن كان لي وجود فأنت موجدي "يداك صنعتاني وأنشأتاني " مز73:119". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يداك اللتان سمرتا على الصليب فليعطياني السلام لأنه هل تحتقر عمل يديك؟!
آه تطلع غلي جراحاتك العميقة فقد نقشت اسمي في يديك!! اقرأ اسمي وخلصني!
+ إن نفسي التي تتأوه قدامك هي من عمل يديك أخلق مني خليقة جديدة فهذا هو عملك لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: يا أيها الحياة أحيني من جديد!
إنها من جبلة يديك تلتف حولك متوسلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول..!
+ أغفر لي يا إلهي ما دمت فقد سمحت لي بالحديث معك لأنه من هو الإنسان حتى يتكلم مع الرب خالقه؟!
نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده!
+ إن الضرورة لا تعرف قانوناً! فالألم يدفعني إلي الحديث معك! والكارثة التي حلت بي تجعلني استدعي الطبيب لأني مريض إنني أطلب النور لأني أعمي! أبحث عن الحياة لأني ميت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلا أنت؟!
يا يسوع الناصري ارحمني! يا ابن داود ارحمني! يا مصدر الرحمة أصغ إلي صرخات المريض!
+ أيها النور العابر في الطريق توقف أمام الأعمى! أمسك بيده، حتى يقترب إليك! بنورك يا رب اجعله يعاين النور، وبك يحيا!
أأمر الميت حتى يخرج من القبر..!
آه! يا إلهي!! إنني سأستغيث قبلما أهلك أو على الأقل أستغيث لئلا أهلك حتى أستحق السكنى فيك! إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي ومن غير خجل أعترف لك أنني عدم!
أسرع واعني أنت قوتي وعوني وصلاحي وحصني!! أسرع أيها النور، الذي بدونه لا أقدر أن أري!