+ أما الإنسان الذي له طبيعة تميل بين الملائكية والحيوانية فإن الله خلقه هكذا حتى إذا بقي خاضعاً لخالقه كسيد له بحق ويحفظ وصاياه بورع تصير له شركه مع الملائكة وينال خلوداً مباركاً أبدياً دون أن يصيبه الموت.
أما إذا عصى الرب إلهه باستخدامه حرية إرادته بعجرفة وفي عصيان فإنه يخضع للموت ويسلك عبداً للشهوة ويحكم عليه بالموت الأبدي...
+ نعم يا إلهي..في غياب نورك ظهور للموت أو بالحري مجيء للعدم.
فالموت ليس له وجود في ذاته وهذا العدم يدفع بنا إلي العدم الذي للخطية، فينزع عنا الخوف من ارتكابها... فنخطئ وبالتالي ننحرف إلي الهاوية كمن يجرفه تيار ماء عنيف. إلهي... أن كان بدونك لم يخلق شيء فإنه بالبعد عنك نصير بالخطية عدماً "أي فاسدين"... يا لشقائي... لقد سادت على الظلمة ومع أنك أنت النور إلا أنني حجبت وجهي عنك!! يا لشقائي... أصابتني جراحات كثيرة ومع أنك أنت المعزي واهب السلام غير إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... لقد انتابتني حماقات جمة ومع أنك أنت هو الحق غير أنني لم اطلب منك المشورة!! يا لشقائي... لقد تعددت طرق ضلالي ومع أنك أنت هو الطريق إلا إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... فالموت يحطمني بضربات كثيرة ومع أنك أنت الحياة لكنني لم أكن معك أبداً!! يا لشقائي... فإنني أسقط في الشر والعدم كثيراً ومع أنك أنت هو "الكلمة "الذي به كان كل شيء إلا إنني انفصلت عنك يا من بدونك لم يكن لي وجود!!
St-Takla.org Image: Modern Coptic icon: Adam and Eve in the Paradise of the Garden of Eden, , in front of the tree of the knowledge of good and evil
صورة: آدم و حواء أبوانا الأولين في فردوس جنة عدن، أمام شجرة معرفة الخير والشر - أيقونة قبطية حديثة
أيها الكلمة ملكي أيها الكلمة إلهي أيها النور الخالق أيها الطريق والحق والحياة..يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت...
أيها النور الذي بدونك يصير الكل في ليل دامس. أيها الطريق الذي بدونك لا يوجد سوي الضلال.
+ أيها الحق الذي بدونك لا يوجد سوى الباطل. أيها الحياة الذي بدونك يخيم الموت على الجميع.
+ آه! قل هذه العبارة "ليكن نور "عندئذ أستطيع أن أعاين النور وأهرب من الظلمة؛ أعاين الطريق وأترك طرق الضلال؛ أري الحق وأبتعد عن الباطل؛أنظر الحياة وأهرب من الموت.
+ أشرق في يا إلهي، ف أنت نوري واستنارتي.
إن انتهرتني أخاف عدلك وأفرح بملكوتك الحقيقي وأتمجد بك كإلهي وأحبك بكونك أب لي وأبقي وفياً كعريس لي.
أيها النور الاسمي تعجل بالإشراق في أعمى يريد أن يصير ملكاً لك.
هوذا الظلمة قد أحاطت في وظل الموت اكتنفي فلأتجه بخطواتي في طريق السلام الضيق المؤدي إلي ملكوتك الأقدس ومسكنك الأبدي بهذا الطريق يتقدس اسمك ويعترف به. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
وباعترافنا باسمك يكون قد تشكل الطريق الحقيقي الذي نبلغ به إليك أيها الطريق الحقيقي.
+ نعم. بك نترك مسالك الشر ونعود إلي الطريق الأسمى الذي ليس هو إلا أنت لأنه بالحق لا يوجد غيرك أنت.
+ إنني أعترف لك... أعترف لك أيها الأب السماوي ملك الأرض والسماء...
+ شروري سببت لي جراحات عميقة إذ لم أسلك في الطريق الضيق فمع كونك أنت الحياة إلا إنني لم أكن معك. شروري هي عدم س.
وإذ أنت هو الكلمة الذي به كان كل شيء وبغيرة لم يكن شيء مما كان وإذ لم أكن أنا معك لهذا عدمت حياتي فارتكبت العدم "الشر "الذي يقود إلي العدم "أي الموت الروحي أي فقدان النفس الله مصدر حياتها".
كل ما هو... هو من صنع الكلمة..ويا لهما من أعمال حسنه "ورأي الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً "تك31:1 "
فإن كان الكل من عمل يدي الكلمة لهذا فإن الكل حسن...
أما ما هو خارج الكلمة فليس إلا العدم... وما هو خارج الحسن "الله "الحقيقي لا يخضع للحسن لذلك فليس خارجه شيء حسن بل لا يوجد إلا الشر.
والشر هو ليس إلا انعدام للخير كما أن الظلمة هي ليست بشيء في حد ذاته بل انعدام للنور.
+ فالشر عدم هو ليس من عمل الكلمة... بل انفصال عن الكلمة. إلهي..أشكرك لأجل النور الذي تهبني إياه حتى أقدر أن أري فأراك وأعرفك؟أنت بذاتك.
نعم.. إنني في كل مرة ابتعد فيها عنك أسقط في العدم والفساد وإذ أنساك اسقط في الشر لأنك أنت هو "الخير".
يا لشقائي فإنه لم يكن لي معرفة أن فيك غناي أنا الذي ليس له وجود.
ولكن ماذا أقول؟ إن كنت غير موجود فكيف ارغب في معرفتك. إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فكيف أرغب في معرفتك إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فأكون كتمثال ليس له وجود "حياة " له أذان ولا يسمع، له أنف ولا يشم، له يدان ولا يلمس، له أقدام ولا يتحرك.
وفي كلمة أقول أن هيكل الإنسان البشري لكنه بلا حياة ولا إحساس.
+ عندما انفصلت عنك يا إلهي لم أعد بعد موجوداً صرت كل شيء... في وسط عماي وصممي وجمود حواسي أردت أن أدرك الخير وأهرب من الشر وأشعر بالألم وأتلمس ظلمتي لكنني لم أستطع بسبب بعدي عنك أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم.
+ يا لشقائي... لقد أنحتني جراحاتي لكنني لم اشعر بآلامها بل انجذبت إلي الشهوة بعنف بغير إحساس..لأنني كعدم، منعزل عن الحياة منفصل عن "الكلمة " خالق الكل...
إلهي.. أنت نوري.. هوذا أعدائي "الشياطين " قد صنعوا بي كل ما أرادوا ضربوني، قتلوني، نكلوا بجثتي، دفعوا بي إلي الموت.
هذا كله كتأديب عادل أستحقه بسبب انفصالي عنك وصيرورتي عدما "روحياً " لغيابك عني..
+ إلهي أنت حياتي، أنت خالقي، أنت نوري، أنت مرشدي، أنت حصني ووجودي... أرحمني وأقمني...
+ يا الله إلهي.. أنت نسمات حياتي، أنت صلاحي قوتي، عزائي في يوم الضيق.
تطلع إلي كثرة أعدائي (الأشرار) وخلصني من أيديهم فإلي أين يهربون من وجهك أولئك الذين يمقتونك؟! أما أنا فبك أحيا فيك.
لقد اختبروك يا إلهي ومع هذا تركوا عونك فصاروا محتقرين. لقد تقاسموا ثوب الفضائل المجيد الذي أنت زينته لي.
لقد شقوا لهم في السوق طريقاً نحوي ووطؤا على بأقدامهم. بربط الخطية دنسوا هيكلك الذي أنت قدسته في داخل نفسي . ملأوني كآبه وسحقوا نفسي بالمرارة.
أما أنا فسلكت على منوالهم.. صرت أعمي وعرياناً ومقيداً برباطات الشر. هم جذبوني نحو دائرة الرذيلة المرهبة والوحل أما أنا فوقفت خانعاً وأثقلت أحمالي التي على. صرت عبداً، وأحببت عبوديتي... إني أعمي، وفرحت بعماي. إني لم أرتعب من ثقل قيودي بل ظننت مرارة الخطية حلاوة وحسبت الحلاوة مرارة. يا لي من شقي!! يا لي من جاهل!! فقد انتابني هذا كله لأني لم أكن معك أيها الكلمة الإلهي فبدونك لا يكون لشيء وجود أما بك فيبقي كل شيء محفوظاً في وجوده وخارجاً عنك يعود ثانية إلي عدم...
+ بك تحافظ كل المخلوقات على وجودها ما في السماء وما على الأرض وما في البحر وما في جوف الأرض.
أيها الكلمة... ليتني ألتصق بك ففيك يكون حفظي ففي كل مره لا أكون فيها أميناً لك أصير دماراً لا يرجى منه.
أنت خلقتني، فلتتكرم وتعيد خلقي، أنا أخطأت، فلتفتقدني، أنا سقطت، فلتقيمني..
أنا صرت جاهلاً، فلتحكمني، أنا فقدت البصر، فلتعد لي النور.