إذا ما هو مركز الماء في الخلاص والميلاد الثاني؟
أ - أن كان الماء لم يذكر في عبارة "ولدنا بكلمة الحق " وعبارة " مولودين بكلمة الله " إلا أنه قد ذكر صراحة في قول الرب: " أن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " (يو5:3). هنا ولادة صريحة من الماء.
St-Takla.org Image: A Coptic Bishop, and Baptism water
صورة في موقع الأنبا تكلا: أسقف قبطي، و مياه المعمودية
المقصود بالماء أن يكون ماءاً حقيقياً وليس رمزاً..
ب - وهذا واضح في قبول إيمان كرنيليوس وأصحابه الأمميين وضمهم إلي عضوية الكنيسة.
هنا أشخاص أبرار. كان إيمانهم بدعوة من الله، وظهور ملاك لكرنيليوس ورؤيا لبطرس، وأمر إلهي. وقد بشرهم بطرس بالكلمة، وحل الروح القدس علي جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة (أع44:10). وتكلموا بألسنة.
أكان كل هذا يكفي لميلادهم الثاني؟ أكان يمكن لبطرس أن يقول لهم: مبارك لكم جميعاً هذا الميلاد الجديد؟ كلا بل أن القديس بطرس قال بعد كل هذا: (أتري يستطيع أحد أن يمنع الماء حتي لا يعتمدوا باسم الرب) (أع10: 47،48).
ويعلق كاتب سفر أعمال الرسل علي هذا بقوله مباشرة: (إن الأمم قبلوا كلمة الله) (أع1:11). هنا إذن مكان الماء إلي جوار الكلمة. وهنا الماء لا يعني الكلمة، كما ظن البعض في ظن (أف26:5) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
ج - وهناك مثال آخر واضح للماء، في معمودية الخصي الحبشي؟:
لما آمن الخصي. يقول الكتاب: (وفيما هما سائران في الطريق أقبلا علي الماء. فقال الخصي: هوذا ماء. ماذا يمنع أن اعتمد. فقال فيلبس: إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال: أنا أومن أن يسوع المسيح هو أبن الله.. فنزلا كلاهما إلي الماء، فيلبس والخصي الحبشي، فعمده) (أع8: 36-38).
هنا المعمودية ماء، تماماً مثل معمودية كرنيليوس والذين معه، معمودية ماء حقيقي، كانت لازمة بعد الكلمة مباشرة، ولم يكن الماء فيها هو الكلمة.. فإن كان الخصي قد ولد بالكلمة، وغسل بالكلمة، ماذا كانت الحاجة إلي الماء..؟!