البروتستانت ينكرون الشفاعة كلية سواء بالعذراء أو القديسين، ويعتمدون في ذلك علي قول يوحنا الرسول (لنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار) (1يو1:2). وأيضاً قول الرسول (لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح) (1تي1:2).
1- والحقيقة أن هناك فارقاً أساسياً كبيراً بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين: فشفاعة المسيح شفاعة كفارية..
أي أن السيد المسيح يشفع في مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التي نابت عنا في دفع ثمن الخطية.
فكأن شفاعته معناها أن يقول للآب (أترك لهم حساب خطاياهم، لأني حملت عنهم هذه الخطايا) (اش6:53). وهكذا يقف وسيطاً بين الله والناس. بل أنه الوسيط الواحد الذي وقف بين الله والناس: أعطي الآب حقه في العدل الإلهي، وأعطي الناس المغفرة، بأن مات عنهم كفارة عن خطاياهم.
St-Takla.org Image: Kingdom of Heaven with Jesus, by Tasony Sawsan
صورة في موقع الأنبا تكلا: ملكوت السماوات مع المسيح رسم تاسوني سوسن
وهذا هو المعني الذي يقصده القديس يوحنا الرسول، فهو يقول "إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً" (1 يو 2: 1، 2). هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة، فهي شفاعة في الإنسان الخاطيء "إن أخطأ أحد"؛ وهذا الخاطئ يحتاج إلي كفارة. والوحيد الذي قدم هذه الكفارة هو يسوع المسيح البار. لذلك يستطيع أن يشفع فينا، بدمه المسفوك عنا.
ونفس المعني أيضاً يحمله قول بولس الرسول عن السيد المسيح باعتباره الوسيط الوحيد بين الله والناس. فيقول في ذلك "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فديه لأجل الجميع" (1تي5:2).
فهو هنا يشفع باعتباره الفادي الذي بذل نفسه ودفع خطايانا.
هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقاً. إنه خاص بالمسيح وحده أما شفاعة القديسين في البشر فلا علاقة لها بالكفارة ولا الفداء. وهي شفاعة فينا عند السيد المسيح نفسه.
2- شفاعة القديسين فينا هي مجرد صلاة من أجلنا ولذلك فهي شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية.
والكتاب يوافق عليها، إذا يقول "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5). والقديسون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم. فالقديس بولس يقول لأهل تسالونيكي "صلوا لأجلنا" (2تي1:3). ويطلب نفس الطلبة من العبرانيين (عب18:13) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويقول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة.. لأجل جميع القديسين، ولأجلي لكي يعطي لي كلام عند افتتاح فمي" (أف18:6). وطلب الصلاة لا حصر له في الكتاب المقدس.
فإن كان القديسون يطلبون صلواتنا، أفلا نطلب نحن صلواتهم؟
وأن كنا نطلب الصلاة لأجلنا من البشر الأحياء، الذين لا يزالون في فترة الجهاد (تحت الآلام مثلنا). أفلا نطلبها من القديسين الذين أكملوا جهادهم، وانتقلوا إلي الفردوس، يحيون فيها مع المسيح..
وهل هؤلاء قلت مكانتهم بعد انتقالهم من الأرض إلي الفردوس. بحيث كان يجوز لنا أن نطلب صلواتهم وهم علي الأرض. وأصبحت صلواتهم محرمة وهم قريبون من الله في الفردوس.
وأن كنا نطلب صلوات البشر، هل كثير أن نطلب صلوات الملائكة؟!
أمثلة للشفاعة
في الحوار اللاهوتي
اللاهوت المقارن -1
كتب البابا شنوده
البروتستانت لهم تقاليد
__________________________________________________________________________________