سؤال
1- كيف يمكن أن ندعو العذراء بالكرمة في صلاة الساعة الثالثة، ويقول (يا والدة الإله، أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة)، بينما السيد المسيح هو الكرمة. وقد قال بوضوح (أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام.. أنا الكرمة وأنت الأغصان) (يو15: 1، 5).
2- كيف ندعو العذراء في صلاة نصف الليل (الهجعة الثالثة) قائلين لها (يا باب الحياة العقلي) بينما الباب هو المسيح. وهو الذي قال عن نفسه (أنا باب الخراف) (يو7:10).
الجواب
St-Takla.org Image: Grape Vine
صورة في موقع الأنبا تكلا: الكرمة، شجرة عنب
تلقيب العذراء بالكرمة لا يتعارض مع لقب السيد المسيح إطلاقا.
فهو الكرمة بمعني، وهي الكرمة بمعني آخر. هو الكرمة حينما نكون نحن الأغصان، أي أنه الأصل، ونحن كلنا منه. وهو الرأس ونحن الأعضاء.
أما العذراء فهي – حسب مدائح الكنيسة – التي (وجد فيها عنقود الحياة، أبن الله بالحقيقة هي الكرمة التي لم تشخ ولم يفلحها أحد ما).
ونحب أن نسجل ملاحظة هامة وهي:
* السيد المسيح كثيراً ما يمنحنا بعض ألقابه:
1* فهو يقول أنه هو الراعي (يو10: 11، 12). وهذا اللقب يطلقه داود في مزاميره علي الرب (الرب لي راعي) (مز1:22). ويلقب به الرب في سفر حزقيال (خر15:34).
ومع ذلك فإن الرب يقيم بعض أولاده رعاة، مع اهتمامه بأن تكون الكنيسة كلها (رعية واحدة لراع واحد) (يو16:10). فيقول لبطرس الرسول ارع غنمي.. ارع خرافي) (يو21: 15، 16) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وفي العهد القديم يقول الرب (وأعطيكم رعاة حسب قلبي) (أر15:3). وقد أصبح لقب الراعي خاصاً بالأساقفة خلفاء الرسل (ليرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه) (أع28:20).
ويقول القديس بطرس (ارعوا رعية الله التي بينكم) (1بط2:5).
2* السيد المسيح لقب نفسه بالنور وقال (أنا هو نور العالم) (يو12:
(يو5:9). ومع ذلك يقول لتلاميذه (أنتم نور العالم) (مت14:5). (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس) (مت16:5).
لا شك أنه نور بالمعني المطلق. وهو نور، لأنهم يستمدون النور منه وبنوره يضيئون للآخرين. كذلك هو الراعي بالمعني الكامل للكلمة. أما هم فرعاة باعتبارهم وكلاء لله، مفوضين منه لعمل الرعاية.
3* قيل عن السيد المسيح أنه هو الأسقف (هو راعي نفوسكم واسقفها) (1بط25:2).ومع ذلك فإن خلفاء الرسل أقيموا من الروح القدوس أساقفة (أع28:20) (1تي2:3) (في1:1) (تي7:1).
4* قيل عن السيد المسيح أنه هو الكاهن (كاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق) (مز4:110) (عب6:5).
وما أكثر الآيات التي في الكتاب المقدس عن الكاهن العظيم ورئيس الكاهن العظيم ورئيس الكهنة، وعن الكهنة الذين أعطاهم الرب كهنوتاً أبديا في أجيالهم (خر15:40).
(كهنتك يلبسون البر) (مز132: 9،16). وقد قدس الرب الكهنة (لا12:
. (وألبسهم ثياباً مقدسة للمجد والبهاء (خر2:28). وفي العهد الجديد نري القديس بولس الرسول يدعو نفسه كاهناً (رو16:15).
إن السيد المسيح كاهن بمعني أنه ذاته ذبيحة عنا. أما الكهنة من البشر فهم خدام ووكلاء السرائر الإلهية يقدمون ذبيحة السيد المسيح وما كان يرمز إليها قبلاً.
5* قيل عن السيد المسيح أنه ابن الله (1يو14:4). وقيل عنا أيضا أننا أبناء الله (1يو1:3). ولكنه ابن من جوهر الله وطبيعته ولاهوته. أما نحن فابناء بالمحبة، بالتبني.. لذلك دعي السيد المسيح بالابن الوحيد (يو16:3).
كذلك في معني الكرمة.
السيد المسيح هو الكرمة. وقد أطلق الكتاب علي الكنيسة كلها لقب الكرمة فقد أنشد الرب عنها في سفر اشعياء نشيد الكرمة (أش5: 1-7). حيث يقول الرب أحكموا بيني وبين كرمي. ماذا يصنع أيضاً لكرمي (وأنا لم أصنعه له) ويقول (كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل) (أش7:5).
ونفس المعني ينطبق علي مثل (الكرم والكرامين) الذي قاله الرب (مت21: 33-41).. وفي هذا المثل: الكرم هو الكنيسة، والكرامون هم الرعاة، وأما الله فهو صاحب الكرم.
ونحن نلقب الكنيسة بالكرمة، مقتبسين نصاً من الوحي الإلهي في المزامير فنقول للرب (ارجع واطلع من السماء. انظر وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك) (مز80: 14،15).
فهل وصف الكنيسة بالكرمة، تسلب فيه مجد الله، بينما هذا هو اللقب الذي منحه لها المسيح. وهل تلقيب الشعب بالكرمة سلب لمجد الله؟ بينما هو تعليم الكتاب نفسه؟! أم هي مجرد رغبة في مهاجمة الكنيسة التي يقول عنها الكتاب (غنوا للكرمة المشتهاة. أنا الرب حارسها. اسقيها في كل لحظة) (أش27: 2، 3). بل أن لقب الكرمة يطلق علي كل أم مباركة كما يقول المزمور: (أمرأتك مثل كرمة مخصبة في جوانب بيتك) (مز3:128).
ليس غريباً أن تلقب العذراء القديسة بالكرمة