عبارة حتي، أو (إلي أن) Until تنسحب علي ما قبلها، ولا تعني عكسها فيما بعد.
ومثال ذلك قول الكتاب عن ميكال ابنة شاول الملك (ولم يكن لها ولد حتي ماتت) (2صم23:6). وطبعاً بعد أن ماتت لم يكن لها ولد.. وقول السيد المسيح (ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر) (مت19:28). وطبعاً بعد إنقضاء الدهر (متى سيظل معنا، وكذلك قول الرب للمسيح (اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك تحت قدميك) (مز110). وطبعاً بعد هذا سيظل عن يمينه..
والأمثلة من هذا النوع كثيرة جداً..
إذن كلمة حتي لا تعني بالضرورة عكس ما بعدها.
فيوسف لم يعرف مريم حتي ولدت ابنها البكر. ولا بعد أن ولدته عرفها أيضاً لأنه إن كان قد احتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح، فكم بالأولي بعد ولادته، وبعد أن رأي المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقيناً أنه مولود من الروح القدس، وأنه ابن العلي يدعي، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص.
وأنه هو الذي تحققت فيه نبوءة اشعياء النبي القائل (وهوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل) (اش14:7) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وأيضاً (لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرئاسة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية علي كرسي داود وعلي مملكته) (اش9: 6، 7). ولعل هذا الجزء الأخير هو الذي اقتبسه الملاك في بشارته للعذراء (لو1: 31-33).