نحن نعرف ايضاً أن المسيح قد رفض الملك الأرضي:
فلما دخل أورشليم في يوم أحد الشعانين، ونادوا به كملك قائلين (أوصنا لابن داود، مبارك الآتي بأسم الرب) (مت9:21) (مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب) (مر11:11).
St-Takla.org Image: Jesus with the multitudes
صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح مع الجموع
وبعد معجزة الخمس خبزات يقول الكتاب (قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلي العالم. وأما يسوع، فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً انصرف إلي الجبل وحده) (يو6: 14، 15). لقد رفض المسيح تجربة الملك. رفض جميع ممالك العالم ومجدها كانت تجربة من الشيطان) (مت4: 8،9).
لقد أراد ملكاً روحياً علي قلوب الناس، لا سلطاناً عالمياً..
ولعل رفض هذا الملك العالمي يذكرنا بقصة يوثام في سفر القضاة:
(اخبروا يوثام فذهب ووقف علي رأس جبل جزريم، ورفع صوته ونادي قائلاً لهم: اسمعوا لي يا أهل شكيم، يسمع لك الله. مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكاً. فقالت للزيتونة أملكي علينا، فقالت الزيتونة (أأترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس، وأذهب لكي أملك علي الأشجار؟! ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت واملكي علينا. فقالت لها التينة أأترك حلاوتي وثمري الطيب، وأذهب لكي أملك علي الأشجار؟! فقالت الشجار للكرمة تعالي أنت واملكي علينا فقالت لها الكرمة أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس، واذهب لكي أملك علي الأشجار؟!) (قض9: 7-15). وأخيراً عرضت الأشجار الملك على العوسج فقبل..
إن الملك الأرضي لا يغري الزيتونة ولا الكرمة.. قد يغري العوسج (الشوك).
هل من المعقول إذن أن يقبله السيد المسيح، الذي جاء لملكوت روحي، وجاء يحدث الناس عن ملكوت السموات (مت5) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). والذي قيل في بدء كرازته، إنه جاء (يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) (مر1: 14، 15). واقتراب الملكوت كان يعني اقتراب عملية الفداء، التي بها يملك بها الله علي المفديين، الذين كانوا من قبل يملك عليهم الموت..
وحينما نقول (ليأت ملكوتك) إنما نقصد الملكوت الروحي.
أي أن يملك الله علي كل قلب وفكر وإرادة، ملكوتاً روحياً.
فلا يصبحون ملكاً للشيطان، بل ملكاً للذي فداهم واشتراهم بدمه..
ويكفي للرد علي الحكم الألفي، قول السيد المسيح:
(مملكتي ليست من هذا العالم) (يو36:18).