+ إذ هم غرباء عن الضيق، أيضاً غرباء عن ملكوت السموات.
St-Takla.org Image: Jesus in heaven with Saints, by T. Sawsan, modern Coptic art
صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح مع القديسين في السماء - رسم تاسوني سوسن، فن قبطي حديث
العلامات الداخلية الروح القدس الذي أصعد يسوع بإرادته إلي البرية ليحارب إبليس "في التجربة على الجبل "وينتصر معلناً رفضه كل عروض إبليس السخية من أجل الملكوت الذي طريقة الصليب هو بنفسه يقود المؤمن في طريق الملكوت الصعب ويدخل به في الطريق الضيق معطياً له عذوبة وحلاوة ومجداً داخلياً لا يشعر به ولا يقدره إلا ابن الملكوت السالك في الطريق.. يعجب الذين من الخارج كيف يحتمل أبناء الملكوت ضيق الطريق وكربه وثقل نير الوصية وآلامها.. لكن الذي يدخل في الطريق يري فيه ثمار الروح:محبة وفرح وسلام.. "غلا22:5 "هذه الثمار تطغي على مرارة المظهر وتبتلعه حتى ليدهش ابن الملكوت كيف لا يقبل الناس هذا الطريق حانياً ظهره للألم بفرح وسرور.
+ لنتمثل بالأب يساكر إذ قال عنه الكتاب المقدس "ورأي أن المحل حسن والأرض أنها نزهته فأحنى كتفه للحمل "تك15:49". إذ ذاب يساكر بالحب الإلهي مثل العروس التي في سفر نشيد الأنشاد.. "لقد تطلع إلي أرض الموعد وهي رمز لأورشليم السماوية إذ قبل أن يحتمل من اجل الراحة النهائية". فهنا كما لو أنه قد بسط جناحيه ورأي من بعيد "الراحة "التي في السموات فإن كانت الأرض مملوءة جمالاً فكم بالأكثر تكون "المدينة " السماوية؟! لأمها دائماً جديدة ولا تشيخ! الأرض التي ها هنا ستزول كقول الرب أما ما يرثها القديسون "الميراث السماوي " فإنها أبدية. والآن إذ رأي يساكر هذه الأمور يفرح مفتخراً بالأحزان والأتعاب حانياً كتفيه ولم يبالي بمن يضربونه ولا يضطرب بالشتائم بل كرجل قوي ينتصر بالأكثر بهذه الأمور ويزداد شوقه نحو أرضه وهكذا فهي "الضيقات "تفيده.
+ عظيمة هي الشركة في ملكوت السموات لآن هناك ألوف ألوف وربوات ربوات يخدمون الله.
+ ومع أن طريق الملكوت ضيق وكرب بالنسبة للإنسان لكنه متى دخل رأي اتساعا بلا قياس وموضعاً فوق كل موضع إذ شهد بذلك أولئك الذين رأوا عياناً وتمتعوا بذلك.
+ "يقول البشر في الطريق " "جعلت ضغطاً "أحزاناً) على قوتنا مز11:66 لكن عندما يروون فيما بعد عن أحزانهم يقولون أخرجتنا إلي الخصب "وأيضاً "في الضيق رحبت لي "مز1:4 " حقاً يا إخوتي نصيب القديسين هنا هو الضيق إذ هم يتعبون متألمين بسبب شوقهم إلي الأمور المستقبلة مثل ذاك الذي قال "ويل لي فإن غربتي قد طالت إذ يتضايقون وينفقون بسبب خلاص الآخرين كما كتب بولس الرسول إلي أهل كرونثوس قائلاً "أن يذلني إلهي عندكم إذ جئت أيضاً وأنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها "2كو21:12 "وكما ناح صموئيل بسبب هلاك شاول وبكي أرميا من أجل سبي الشعب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هؤلاء عندما يرحلون من هذا العالم فإنهم بعد الحزن والكآبة والتنهد ينالون سعادة وسروراً وتهليلاً إلهياً ويهرب منه البؤس والحزن والتنهد.