الاسبوع الماضي ذهبت ألي أحد الأديرة وطلبت من أحد الرهبان
أن يصتحبنى ألي أحد الشيوخ لأسمع منة كلمة منفعة ...........
فاصتحبنى ألي قلاية أحد الشيوخ وهو راهب منذ حوالى نصف قرن ..
رحب بي تلميذ الراهب المشرف على رعايته وفي وجهه وكلماته وقار
وهو انعكاس لوقار وهيبة أبيه الشيخ ...
دخلت القلايه وإذ بى أطلع وجهاً ملائكياً يشع نوراً وبهاً ..
وقار وهيبه لم أحس بها من قبل ..
ارتجفت يدى وأنا أتقدم لتقبيل يده ..
وهو راقد على المرقد لا يتحرك ..
جلست برهه اتأمل وجهه الملائكى وأنا لا أستطيع أن أساله سؤالاً واحدً ..
ربما لانى اكتفيت فقط باالتأمل فيه متذكراً
كلمات الراهب الذي قال للأنبا أنطونيوس يكفنى النظر ألي وجهك يا أبي .
لاحظ الراهب الشاب ذلك فشجعنى لإلقاء أسئلتى للإستفاده من كلمات الشيخ
وخبرته فهو لا يتكلم إلا إذا سألته مستفسراً
أما إذا أخذت في مدحه والإطراء عليه فلن يرد عليك .........
فسائلته أن يقول لي كلمة منفعه عن الاحتمال والصبر
بدأ الراهب الشيخ يحدثنى عن الإحتمال والصبر وخصوصاً على التجارب
والضيقات والآلام
وهو مبتسم ووجهه يزداد إشراقاً وكأنه هو لا يعاني إطلاقاً من أي مرض أو ألم ،
دخل الراهب ومعه كوبين من الشاي وقدم لي واحدة ثم ذهب ليساعد أبيه على الجلوس ...
ها هو مصاب بشلل نصفي منذ فترة طويلة ..!!
أعقدت المفاجأة لساني وقبل ان أفيق من هذه المفاجأة
إذا بي أصدم بأخرى أشد منها إذ لاحظت أن الراهب الشاب يمسك بيده اليمنى
ليضع فيها كوب الشاى ..
انه لا يبصر منذ ستة عشر عاماً ..
أفقت من صدمتي وبدات أحاصر الراهب الشيخ بأسئلة كثيرة عن مرضه وتعبه
ومعاناته وعلمت أنه مصاب بكم هائل من الأمراض ..
سكر .. ضغط .. شلل نصفى فقدان البصر .. إسهال مزمن ..
نزيف من وقت لآخر .. أمراض بالغدة الدرقية .. انتفاخ بالبطن وتورم بالأطراف ..
حقاُ إنه ليس في جسمه جهاز أو عضو يخلو من المرض ...
كل هذا .. ما هذا السلام .. وهذه الوداعة وهذا الشكر
- أبي .. ألم تتذمر أبداً ألا تحيا حزيناً بسبب المرض والكل حولك أصحاء
- بالعكس إننى أفرح بالمرض .. واعتبره بركه من ربنا .
- ألا تكره هذه الظلمه التى تعيش فيها منذ سنوات
- ما دمت أحيا مع المسيح فلا أعيش في الظلمة ..
أننى أحيا أسعد من الذين يبصرون ويحيون في ظلمة داخلية .
- ألم تتطلب من الرب أن يرفع عنك هذه الأمراض
- لتكن مشيئته .. فهو الذي سمح بهذه الأمراض وهو القادر أن يرفعها إذا أراد ...
- وما دور القديسين الذين تتشفع بهم
- أننى أحبهم .. ولكن لا أطلب منهم طلبات مادية أرضية .
طلبت من أبي مباركتي وخرجت من عنده أجر أقدامي
حاملاً في عقلى أبلغ عظة عن الإحتمال ..
متفكراً في نفسي ومتأملاً في هذا الراهب الشيخ ..
وفي القامه الروحية العالية وتسليمه الكامل ..
وحياة الشكر والفرح التي يعيشها .