الإجابة : أن يكون شخصا وديعا ، هادئ الطباع ، مشهود له من جميع من حوله
بالطيبة والأخلاق ؛ كمثال يُحتذى به ..
أيضاً أن يكون هو شخصياً غير مولع بالمال (ذاهد في الدنيا)
لا يهتم باحتياجات جسده ، عالما أن حياة الرهبنة حياة شاقة وكلها نسك
وإذلال للجسد وتعب وشقاء .. إلى جانب الصلاة الدائمة والتسبحة المستمرة
وانشغال الفكر الدائم بالله وحده فقط .. كذلك لابد أن تعرف أنه لكي تستطيع
أن تتقدم للرهبنة عليك أن تكون مُذكى من أب اعترافك ؛ فهو الوحيد الذي له الحق
في ترشيحك لذلك أم لا .
صديقي العزيز : اعلم أن الرهبنة مجتمع مغلق على ذاته ..
لا تنظر إلى جمال الأديرة من مناظر خلابة وأشجار وخضرة وزينة فكل ذلك لأجل
زوار الدير .. أما أنت كراهب فإن حياتك تكون في البرية االداخلية أي في أعماق الدير
الداخلية التي لا يستطيع لأي إنسان علماني بخلاف الراهب أن يدخل إليها ..
حياة كلها سكون وهدوء وبدائية ، ولكنها لا تخلو من تجارب عدو الخير الذي
يجول كأسد زائر ملتمسا من يبتلعه ..
لذلك إعلم يا صديقي أنه إن كانت هناك عادة ما شريرة أو شهوة ما تسيطر عليك
سيطرة تامة ، فإن هذا ضد الرهبنة وتعاليمها ؛ لأن من أهم قوانينها هي قمع الجسد
واستعباده لأغراض روحية وليس لكي يستعبدنا هو لأغراضه الدنسة ..
كذلك إن كنت ضعيف لا تملك السيطرة على شهواتك وغرائزك فاعلم أنك لن تستطيع
أن تحيا حياة النسك والطهارة إلا إذا كانت لديك الإرادة القوية فعندما تسقط تستطيع
أن تقوم ثانية ولا لتكون عثرة لإخوتك الرهبان ..
أيضا الرهبنة ليست زي رهباني فقط ولا تسعى للرهبنة كي تستطيع أن تخدم
في العالم أو لكي أن تستطيع أن ترفع ذبيحة وتمارس سر الكهنوت فإن كان هذا
ما يجول بخاطرك فاعلم أن الهدف قد ضاع من أمامك
وهو السعي لخلاص نفسك والوصول للملكوت ..
ثانياً : هل هناك مده محددة ثابتة لفترة الاختبار
الإجابة : بالطبع لأ ؛ فالمدة يحددها الدير الذي تترهبن به
وهي تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات ،
ولكن ما يحدد فترة اختبارك بخلاف المدة التي يحددها الدير
هو التزامك بقوانين الدير ومدى استعدادك لتقبل حياة الدير بكل ما بها من معاناة وشقاء ..
بعدها يتم اتخاذ القرار بشأنك إما استمرارك بالدير أو رجوعك مرة أخرى للعالم
ثالثاً : هل مسموح لطالب الرهبنة النزول للعالم فى فترة الاختبار
الإجابة : بالطبع لأ ؛ فهو قد ترك العالم بكل ما فيه وهو في فترة اختبار حاليا
لذلك يُمنع من النزول للعالم الذي تركه بكل ما فيه ،
ولكن يستطيع أن يخدم في العالم ولكن ليس في أثناء فترة الاختبار
بل عندما يصبح راهب ؛ فهو يكون قد مات عن العالم وتمت عليه صلاة الجناز
كشخص ميت بالفعل . وعندما ينزل إلى العالم يكون عارفا أن هذا العالم ليس مكانه
فقد مات عنه ، والذي يموت لا يعود مرة أخرى فيظل دائما عارفا أن مكانه هو
الصحراء والدير وليس العالم وكل ما فيه ..
كذلك ليس كل الرهبان ينزلون للعالم للخدمة بل قلة قليلة منهم جدا وذلك حسب
الاحتياج ، كذلك ليس من السهل أن من ينزل للعالم يكون أي راهب بل إنه يكون
راهب مُحنّك عاش في الدير سنوات وسنوات ، في خلال تلك الفترات ماتت عنه
كل ملذات الدنيا ومتعها وذلك لكي يستطيع أن يصمد أمام مؤثرات العالم
وليس الراهب حديث السن .. أفهمت
كذلك الراهب المُحنّك هذا والذي مضى أعواما كثيرة من عمره بالدير وقدم ماتت عنه
كل مشاعر الانجذاب للعالم هو أيضاً لابد أن يعود إلى ديره مرة واحدة كل سنة
ويجلس في ديره وقلايته مالايقل عن ثلاثة أشهر لكي يأخذ دفعة روحية أخرى
وحتى لا ينسى أنه لديره وديره له .
رابعاً : لماذا يطلق الراهب لحيته
الإجابة : يُطلِق الراهب لحيته كعلامة على النسك الشديد وحياة البتولية والعفة
وعدم التباهي بجمال المظهر وعدم السعي إلى محاولة جذب الأنظار له
لأنه جميل المظهر ؛
فاهتمامه بمظهره يصرفه عن اهتمامه الأساسي و الرئيسي وهو الله .