قصاصات من مخطوطات وادي قمران
وتتألَّف المخطوطات - المكتوبة على ورق البردى وجلد الماعز، ويعود تاريخها إلى 20 قرناً مضت - من 30 ألف جزء و900 مخطوط، وتتضمن أقدم نسخة مكتوبة من التوراة، حيث تم تصويرها على مدى عامين بهدف نشرها على الإنترنت بواسطة تِقْنية التصوير الرقمي.
وفي المشروع، استخدم الباحثون كاميرات رقمية تبلغ دقتها ودرجة وضوحها أضعاف تلك المتاحة للاستخدام العام، فضلا عن مصابيح ضوئية، لا تشعُّ حرارة أو موجات فوق بنفسجية حتى لا تتسبَّب في إتلاف المخطوطات، وذلك بهدف الكشف عن أجزاء منها لم تكن مقروءة من قبل مما يمكن أن يُحْدِث أثراً عظيماً في مجال البحث العلمي.
وكان راعٍ بدوي فلسطيني قد عثر على مخطوطات البحر الميت في عام 1947 في كهوف خِرْبة قمران، حيث تم حفظ بعضها في متحف الآثار الفلسطيني آنذاك، وقد تم اكتشاف المخطوطات تباعاً، بينما تم بيع البعض الآخر بحسب بعض الروايات.
مخطوطات البحر الميت
تدخل عالم التقنية الرقمية:
ووُجِد العدد الأكبر من تلك المخطوطات على صورة قِطَع صغيرة منفصلة وصل عددها إلى 15 ألف قطعة، تمَّ تجميعها لتكوين نحو 900 مخطوطة، مما زاد من الجدل المحتدم حول الطريقة التي تم بها ترتيب تلك القِطَع بالإضافة إلى مصدر ومعنى ما كُتِبَ عليها.
وفي عام 2008، قالت ”بنينا شور“ رئيسة قسم المعالجة وشئون المحافظة في سلطة الآثار الإسرائيلية: ”المخطوطات تُظهِر الرابط بين المسيحية واليهودية. الرب هو محور الأشياء، وهو إله واحد“.
ورغم أن الاطِّلاع على تلك المخطوطات اقتصر على دائرة صغيرة من العلماء، فإنه تحسَّن كثيراً خلال الـ 20 عاماً الماضية، حيث تم نشرها بأكملها عام 2001.
ويُطالِب الباحثون حول العالم السلطات الإسرائيلية باستمرارٍ بإتاحة فرصة الاطِّلاع على المخطوطات، وتسعى الكثير من المتاحف العالمية لعرضها، وسوف يعرض المتحف اليهودي في نيويورك 6 من تلك المخطوطات قرب نهاية هذا العام.
وهكذا سيتمكن الباحثون وكل مَن يتسنَّى له الاتصال بشبكة الإنترنت، الاطِّلاع على الماضي التوراتي من خلال أرشيف على الإنترنت بصُور عالية الدقة للفائف البحر الميت هذه.
وقالت هيئة الآثار الإسرائيلية المسئولة عن اللفائف: إنه سيتم استخدام تكنولوجيا تصوير متقدِّمة في معامل هيئة الآثار الإسرائيلية أوائل العام القادم وسيُتاح الاطِّلاع على صور عالية الدقة لكل جزء من أجزاء اللفائف، التي يبلغ عددها 30 ألفاً، مجاناً على الإنترنت. وكانت الهيئة قد أجرت مشروعاً تجريبياً للتصوير في عام 2008.
وأضافت هيئة الآثار الإسرائيلية: إن التكنولوجيا الجديدة ستُساعد في إظهار كتابات تكاد لا تُرى بفعل قرون من الزمن وتشجيع المزيد من البحث في واحد من أهم الاكتشافات الأثرية بالقرن العشرين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]