لماذا سمح الله للشيطان باغراء الانسان الاول على الرغم من سقوط الشيطان قبلاً
وعلى الرغم من معرفة الله المستقبلية بما سيحدث !
ولماذا لم يفن الله الشيطان بعد سقوطه مباشرة !!
وبذلك يكون قد اراح ادم واراحنا نحن من بعده ولم يكن هناك سقوط .....!
† الجواب :
..................
† استبقى الله الشيطان اختبارا للانسان ،،
كان لابد ان يختبر الانسان ويثبت بره وصموده امام الخطية لكى يستحق المكافأة
التى اعدها الله له ( 1كو 2 : 9 ) فاجتاز الاختبار عن طريق اغراء الشيطان
له ولكنه سقط فى هذا الاختبار ...
† الله كان يعرف ان الانسان سوف يسقط وكان يعرف ايضا انه سوف يخلص الانسان ،
فلا نأخذ نصف الحقيقة ونترك النصف الاخر ،،
كان يمكن ان يخلق الله الانسان بطبيعة معصومة غير قابلة للخطأ ..
او كان يمكن ان يخلقه مسيرا نحو الخير ولكن الله لم يشأ هذا لانه فى تلك الحالة
ما كان الانسان يستحق ان يكافأ لانه لم يدخل امتحانا وينجح فيه لذلك خلقه الله
بأرادة حرة وسمح للشيطان ان يجربه ..
† لو كان الله قد اراح الانسان من تجربة الشيطان له لبقى فى جنة عدن ،،،
ولكن الله اعد له ما هو افضل ..
الجنة هى مكان ارضى مملوء من كل شجر ثمر يعيش فيه الانسان حياة مادية جسدية،
فما هو الوضع الافضل الذى اعده الله له يقول الرسول : ( ما لم تره عين ولم تسمع به
اذن ولم يخطر على بال انسان : ما اعده الله للذين يحبونه) ( 1كو 2 : 9 ) وماذا ايضا
اعد له الله بعد سقوطه وموته ان يقوم من الاموات بجسد ممجد جسد روحانى سماوى،
غير قابل للفساد وبهذا الجسد يتمتع بالخيرات السماوية ...
† فلا تقل : كان الله اراح ادم واراحنا من بعده ..!!
فهل الراحة فى نظرك ان تبقى فى هذا الجسد الترابى وفى هذه الحياة المادية،،
دون ان نؤهل للحياة السماوية !
ان هذا الافتراض يذكرنا بتلميذ يطلب ان تريحه المدرسة من الامتحانات ،،
وبذلك لايحصل على شهادات علمية تؤهله الى ثقافة اعلى ووضع افضل ..!!
بلاشك ليست هذه راحة حقيقية ...!
ايوب الصديق : سمح الله للشيطان ان يجربه لينجح ويصير فى وضع افضل ،،
كما قال يعقوب الرسول: (سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب) ( يع 5 : 11 )
فماذا كانت عاقبة الرب
يقول الكتاب ( زاد على كل ما كان لايوب ضعفا .. وبارك الرب اخرة ايوب اكثر من اوله...
وعاش ايوب بعد هذا مائة واربعين سنة ورأى بنيه وبنى بنيه الى اربعة اجيال ،
ثم مات ايوب شيخا وشبعان اياما) ( اى 42 : 10 ، 12 ، 16 ، 17 )
بقى سؤالك : لماذا لم يفن الله الشيطان بعد سقوطه
اطمئن ان الله سيعاقبه اشد عقوبة ،،،
اذ يقول سفر الرؤيا( وابليس الذى كان يضلهم طرح فى بحيرة النار والكبريت
حيث الوحش والنبى الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين) ( رؤ 20 : 10 ) ..
غير ان الله يعمل العمل المناسب فى الوقت المناسب وفى ملء الزمان ،،
وهذا يدل على طول اناة الله وحكمته فى التدبير ..
اطال اناته حتى على الشيطان واعطاه الفرصة ان يجرب الانسان ،،
بل جرب الرب نفسه على الجبل( مت 4 ) ..
حتى عندما تاتى الساعة ويلقى مصيره لايقول :
لم اخذ فرصتى..وكانت فرصة للبشرية ان تختبر صمودها امامه ،،
وان تدخل الحروب الروحية وتنتصر ...