تحت عنوان المسيح في مصر ،،
السنوات المجهولة من حياة المسيح .. قام الدكتور فريز صموئيل بالرد علي
الإدعاءات والأكاذيب التي قام بها مايكل بيجنت الملحد ناقد الكتاب المقدس
والذي شكك في قدوم المسيح إلي أرض مصر، وهو الأمر الذي يهم كل مصري
وليس الأقباط فقط، فكل مصري يفتخر بقدوم السيدة العذراء مريم
ومعها الطفل يسوع إلي أرض مصر والتي تباركت بهما .
والحقيقة أن الدكتور فريز قد نجح في تفنيد كل إدعاءات بيجنت والرد عليه بالأدلة القاطعة
خاصة فيما يتعلق بمسألة قدوم المسيح إلي أرض مصر في أسلوب مختصر ومركز
وذلك حيث أنه قام بكتابة الإدعاء والرد عليه في نفس المكان والتعليق عليه بالأدلة
والبراهين وشواهد الكتاب المقدس والتي بدأها بفصل يحمل عنوان مصر في الكتاب
المقدس والذي أوضح فيه أصل كلمة Egypt والتي جاءت من الكلمة الفرعونية كيمي ?أي الأرض السوداء .
ومنها تطرق لقضية تواجد الآباء والأنبياء في مصر مشيراً إلي أنها كانت ملاذاً وملجأ آمنا
ً للكثير منهم بداية من إبراهيم أبو الآباء والذي فر إليها عندما حدث جوع شديد في أرض
كنعان وتزوج هاجر منها وأيضاً ابنه إسماعيل نهاية بقدوم العائلة المقدسة إلي أرض
مصر هرباً من هيرودس الملك عندما أراد قتل الطفل يسوع .
ورصد فريز المدن المصرية التي جاء ذكرها ?في الكتاب المقدس والتي كان منها أون
والتي وردت في سفر التكوين في قصة يوسف الصديق وكذلك تخفنحيس والتي جاءت
في سفر آرميا والتي وصفها بأنها مدينة قوية حتي إنها مع نوف أي ممفيس قد شجتا
هامة إسرائيل، بالإضافة إلي جاسان !وحانيس !ورعمسيس! وسين !وسكوت !
وصوعن !وفتروس وفيبستة والتي هي تل بسطا الآن، فيثوم!، فم الحيروث!، مجدل !،
منف أو ممفيس ليدون بذلك 14 مدينة مصرية في العهد القديم .
أما الفصل الثاني من الكتاب فجاء بعنوان المسيح في مصر وهو طفل
والذي يشكك في هذه الحقيقة بيجنت !! مدعياً أن الكنيسة المصرية قامت باختلاق
هذه الفكرة لتشجيع الصليبيين علي غزو مصر وتحرير الكنيسة القبطية من الإسلام
وكذلك لتستفيد أيضاً بفتح طريق حج جديد والذي سيجلب التجارة والذهب مؤكداً
أن هذه الرواية اعتمدت علي التقاليد والأساطير الشفهية المحلية .
وفي هذا يرد فريز قائلاً : إن سفر هوشع وهو أول أسفار الأنبياء الصغار والذي كتب في
أواخر القرن الثامن قبل الميلاد ورد في الإصحاح الحادي عشر منه لما كان إسرائيل
غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابني !! مؤكداً إنه طبقاً لأحدث الأبحاث عن تاريخ
الأسرة الفرعونية الثانية عشرة والتي تعتمد علي ما سجله ملوك بابل ويؤكد أن هذا
السفر كتب بعد خروج بني إسرائيل من مصر بحوالي سبعة قرون وبالتالي ما جاء في سفر هوشع ليس نبوءة عن الخروج مشيراً إلي أن قصة هروب الطفل يسوع إلي مصر والتي وردت في أنجيل متي والذي يعتبر جسراً يربط بين العهدين القديم والجديد،
وذلك باقتباساته العديدة من العهد القديم وباستعماله التعبيرات المفضلة لدي اليهود
وذلك بصفته شخصاً يهودياً متنصراً يري أن المسيح هو مركز العهد القديم وفيه تحققت
نبواته يؤكد أن ما كان يقصده هوشع هو المسيح وليس خروج شعب إسرائيل من أرض مصر .
ومن هذه النقطة قام فريز بسرد خطوات العائلة المقدسة في مصر والتي بدأت بخروج
يوسف النجار ومعه العذراء والطفل يسوع من أرض فلسطين كما أمره الملاك حيث
دخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية بين مدينتي العريش وبورسعيد ثم مدينة بسطا بالقرب من الزقازيق ثم جنوباً حتي بلدة مسطرد والتي منه
ا رحلت العائلة إلي مدينة بلبيس بالشرقية ثم إلي بلدة ميت جناح سمنود الآن ومنها
عبرت نهر النيل إلي مدينة سخا بكفر الشيخ إلي وادي النطرون ثم اتجهت جنوباً إلي
القاهرة وإلي المطرية وعين شمس ثم الزيتون وأخيراً مصر القديمة .
وتستمر رحلة الهروب إلي المعادي وبواسطة مركب في النيل مرت بدير الجرنوس
غرب المغاغة ثم البهنسا بني مزار فدير السيدة العذراء بجبل الطير سمالوط المنيا
وصولا إلي الأشمونيين بجوار ملوي ثم ديروط وقرية مير وصولاً إلي جبل قسقام حيث
يوجد الدير المحرق بأسيوط وبعد فترة بدأت رحلة العودة إلي فلسطين برحلة استمرت
سنتين أو ثلاث سنوات .
ورداً علي أن هذه الرواية كتبت لتشجيع الصليبيين علي غزو مصر يذكر المؤلف
أن المخطوطات التي دونت عليها الرحلة دونت في القرن الرابع قبل ظهور الإسلام
بثلاثة قرون وهو ما يهد هذا الاتهام من الأساس كما أشار الكتاب إلي البردية
التي نشرتها جامعة كولون بألمانيا وترجع للقرن الرابع الميلادي وهي مكتوبة باللغة
القبطية وطولها 31 . 5 سم وعرضها 8 . 4 سم وتؤكد علي وجود المسيح
والعائلة المقدسة بمصر .
وكان الفصل الثالث من هذا الكتاب حمل عنوان المسيح في مصر في الفترة من 12 - 30
من عمره حيث إدعي بيجنت أن المسيح لم يكن موجوداً في إسرائيل في هذه الفترة
والدليل علي ذلك أن الأناجيل لم تذكر شيئاً عن وجوده وإنما تقول أن المسيح عاش
في الناصرة والتي لم يكن لها وجود في زمن المسيح ولكن إذا كان المسيح غير موجودا
في إسرائيل فإلي أين ذهب والذي ناقش به ثلاثة احتمالات أن يكون ذهب إلي الهند
أو وادي قمران أو إلي مصر .
إلا أن فريز قام بهدم كل هذه الإدعاءات بأسلوب علمي موثق بشكل لا يحتمل
الجدال حيث أكد أن العهد الجديد تحدث عن حياة المسيح ذاكراً البشارة والميلاد ومجئ
المجوس من المشرق وسجودهم له وذهاب المسيح مع يوسف والعذراء إلي مصر
والعودة إلي الناصرة بعد موت هيرودس وكان إنجيل لوقا يحمل بالإضافة إلي ذلك الختان
وحوار المسيح مع الكهنة في الهيكل ثم بدء الكرازة وعمره حوالي الثلاثين أما بقية
الأسفار فلم تسجل شيئاً عن طفولة المسيح وذلك لأن كتبة الأسفار لم يكن هدفهم أن
يعطوا القصة كاملة عن تفاصيل حياة المسيح بل كان الهدف أعمق من ذلك
مشيراً إلي أنه من المؤكد أن المسيح قد قضي هذه الفترة من عمره مع أهله وتعلم
في الكتاب اليهودي وذهب إلي الهيكل يوم السبت ومارس حرفة النجارة
حتي أتي الوقت ليبدأ رسالته .
ورد فريز علي إدعاءات بيجنت بآية واحدة فقط ذكرت في الكتاب المقدس كفيلة
بأن تنهي الحوار وهي الآية التي ذكرت في أنجيل لوقا الإصحاح الرابع
وجاء إلي الناصرة حيث كان قد تربي ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ
لو 4 : 16
مضيفاً أنه إذا كان يري أن عدم ذكر العهد الجديد لأي شيء عن هذه الفترة دليل علي
عدم وجود المسيح في إسرائيل فعلي نفس طريقته نقول إن عدم ذكر العهد الجديد
عن ذهاب المسيح إلي الهند أو إلي مصر كما يدعي دليل علي عدم حدوث ذلك وإلا
فكيف يفسر لنا استخدام الدليل الواحد للبرهنة علي حدوث الأمر وعدم حدوثه
أما الاتهام الآخر بعدم وجود الناصرة في زمن المسيح فيرد فريز بالأدلة الأثرية
وهو ما لا يستطع أحد إنكارها حيث ذكر د.جيمس سترانج من جامعة فلوريدا
أنه عند سقوط أورشليم سنة 70م لم يكن هناك حاجة لوجود الكهنة لذلك أرسلوا
إلي أماكن مختلفة ومنهم واحد نقل إلي الناصرة كذلك في أثناء التنقيب كشف
عن وجود مقابر بالقرب من الناصرة ترجع إلي القرن الأول وبهذا يكون فريز قد هدم كل
إدعاءات بيجنت فيما يخص حقيقة تواجد المسيح في أرض مصر وهي الحقيقة التي
تهم كل المصريين لأنها تخص الأرض الطيبة التي جذبت إليها أنبياء كثيرين تباركت منهم
وغيروا في ملامح هذا الشعب الأصيل ...