منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد 365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد 365210707
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  facebookfacebook  دخولدخول  
مشاركة


 

 تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابناء احباء
مشرف عام
مشرف عام
ابناء احباء


رقم العضو : 3
موضوعاتي : مجمل خلافاتنا مع البروتستانت
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 02/10/2010
تاريخ الميلاد : 15/05/1991
عدد المساهمات : 35
نقاط : 5158856
السٌّمعَة : -1
العمر : 33

تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد   تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد 80286154الأربعاء 23 فبراير 2011 - 3:29

آية (1): "نشيد الأنشاد الذي لسليمان".

آية (2): "ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر."

العروس هنا هي التي تتكلم، وهي الكنيسة أو النفس البشرية الناضجة روحياً والتي إختبرت حب المسيح= لأن حبك أطيب.. وهي الآن تطلب أن تتلذذ بمحبة الآب،؟ هي بعد أن تذوقت حب الابن الذي اتضح على الصليب تريد أن تتذوق حب الآب، لذلك تطلب قائلة ليقبلني= وتقولها بصيغة المجهول، فهي تكلم عريسها المسيح الذي هو الطريق لكل نفس لكي تتذوق حب الآب (اف3:1-6) والابن هو الذي أعلن محبة الآب "فالابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبرّ". وقول النفس ليقبلني= نقارنه بقبلة الأب للابن الضال بعد رجوعه، فكأن النفس تطلب التأكد من الغفران وعودة المحبة الإلهية ولاحظ أنها لا تشبع من قبلة واحدة بل تطلب الكثير= قبلات فمه فهي تريد أن تفرح بحبه الأبوي وبأحضانه الأبوية. حبك أطيب من الخمر= هذه عن المسيح، والخمر تشير للفرح، وحب المسيح يسكر النفس فتنس كل ما هو أرضي لتهيم في حب الله وحده. وحب المسيح قدم على الصليب كسر فرح (إش1:63-4). لذلك كان الخمر يقدم مع الذبائح (لا13:23).حب النفس للمسيح هو حب عروس لعريسها.



آية (3): "لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى."

لرائحة أدهانك الطيبة= ما نشتمه منك هو الحب والبذل والطاعة حتى الصليب. لذلك أحبتك العذارى. اسمك دهنٌ= هنا تلاعب جمالي بالألفاظ كما في (جا1:7). فبالعبرية (اسم Shem ودهن shemen). والاسم يدل على صاحبه فحينما نذكر اسم يهوذا نذكر الخيانة وحينما نذكر اسم يسوع نذكر محبته التي فاحت رائحتها في العالم كله، فنحن بذكر الاسم نذكر أعمال الشخص، وعمل المسيح له رائحة أذكى من كل رائحة، نذكره أمام الناس فيذكروا محبته فيفرحوا "محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي" فالمسيح سكب كمال حبه على الصليب، سكب نفسه ففاحت رائحة طاعته واشتمها أبوه كرائحة عطرة (تك21:8 + لا9:1+ 13:1.. + 2كو15:2). فرائحة عمل المسيح الذكية كانت للآب ولنا.

أما الدهن فهو خليط من زيت وعطور وهو من أفضل التنعمات في أيام سليمان، وكان دهن المسحة يسكب على رأس رئيس الكهنة فينزل على لحيته (مز133). والزيت رمز للروح القدس، والعطور ترمز للمسيح ذو الرائحة الذكية. وحين حل الروح القدس على المسيح رأس الكنيسة يوم عماده كان هذا لحساب العروس (الكنيسة) لتفوح منها رائحة المسيح، فلحية هرون رئيس الكهنة تشير لشعب المسيح، كنيسته المجتمعة في حب (رو5:5 + 2كو15:2) ونلاحظ أن عمل الروح القدس هو أن يشهد للابن (يو14:16،15). والمسيح ممسوح بالدهن من قبل الآب لخلاصنا ليصير رئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه عنا (أع27:4). دهن مهراق= أي منسكب بفيض (يؤ28:2،29). ونلاحظ أن الدهن مشبع ويمنح الجلد رطوبة والروح القدس يعطي بمعرفة المسيح فرحاً وشبعاً. والعذارى= أي النفوس المكرسة للمسيح ولا تحب العالم، ولا تبيع نفسها لمحبة غريبة، فما أن قدم دمه على الصليب حتى إنجذبت له العذارى بمصابيحهن. وهكذا قال بولس الرسول "خطبتكم لأقدم عذراء" (2كو2:11). وفداء المسيح كان سبب إنسكاب الروح.= اسمك دهن مهراق. فبعد الفداء إنسكب الروح على الكنيسة لعيطيها محبة للمسيح ويعطيها فرح.. يعرفها اسمه أي شخصه فتحبه وتشبع به وتفرح به فهو دهن مهراق.



آية (4): "اجذبني وراءك فنجري أدخلني الملك إلى حجاله نبتهج ونفرح بك نذكر حبك اكثر من الخمر بالحق يحبونك."

فنجري= حين يجذب المسيح نفساً تتحول لكارزة تجذب آخرين له (السامرية / زكا..) والسبب أن الناس يروا في هذه النفس جمالها بسبب المسيح الذي فيها فينجذبون كلهم للمسيح. ويجري الكل وراءه. والعروس سألت المسيح إجذبني والاستجابة كانت سريعة أدخلني الملك إلى حجاله= حقاً "إسألوا تعطوا" وحجاله أي بيت العرس المزين بالثياب والأسرة والستائر، وهذا يشير لعلاقة المخدع السرية بين المسيح والنفس البشرية. فمن أراد أن يصلي فليدخل إلى مخدعه، وماذا يجد هناك؟ نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك.





آية (5): "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان."

الكنيسة توجه حديثها هنا لبنات أورشليم= فهن رأين تجاربها وآلامها واضطهادها فظنوا أنها متروكة، بل رأوا فيها إنشقاق.. وبنات أورشليم يمثلن كل من لم يتذوق جمال العشرة مع المسيح وهي تقول لهم أنا سوداء وجميلة= هي سوداء بطبيعتها لأننا كلنا مولودين بالخطية، وهي سوداء بسبب تجاربها ومشاكلها كخيام قيدار= وقيدار كان إبناً لإسمعيل وكانت خيامهم لونها أسوداً من الخارج. ولكنها جميلة كشقق سليمان أي ستائر قصور سليمان الملونة، وهذه تظهر من الداخل "فكل مجد ابنة صهيون من داخل" سر جمالها الداخلي وجود المسيح فيها. وشقق سليمان هي إشارة لخيمة الاجتماع حيث يسكن الله مع شعبه كسر جمال لهم. وهي بهذا ترد على بنات أورشليم القائلات "لماذا نأتي للمسيح بينما الحياة معه كلها وصايا وقيود وتجارب وآلام". وكأنها تنادي مع داود "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" الرب الذي يعطي في الداخل فرح ومجد وعزاء (2كو7:4-11+ 8:6-10). والنفس تذكر سوادها فتتضع وتذكر جمالها فلا تصغر نفسها نجد هنا الإتزان. وهكذا تضع الكنيسة في مقدمة كل صلاة، صلاة الشكر والمزمور الخمسون ففي صلاة الشكر نذكر عمل المسيح ونشكره لأنه أعطانا جمالاً وفي المزمور الخمسين نذكر سواد خطايانا والعجيب أنه إن وقفنا أمام المسيح باكين على سوادنا يرانا هو في جمال وجاذبية. حولي عني عينيك فأنهما قد غلبتاني (نش5:6).



آية (6): "لا تنظرن إليَّ لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني بنو أمي غضبوا علي جعلوني ناطورة الكروم أما كرمي فلم أنطره."

لا تنظرن إليَّ لكوني سوداء= أي لا تحكمن بحسب المظاهر. فالشمس قد لوحتني أي التجارب التي كالشمس حولت لوني للسواد، ولكن [1] هذا خارجياً فقط. [2] هو شيء وقتي، فبعد أن نبتعد من تحت الشمس (هذا العالم) سينتهي هذا اللون الأسود ويعود لنا لون بشرتنا الأصلي في جسدنا الممجد، فهناك نصير مثله لأننا سنراه كما هو (1يو2:3) بنو أمي= حين قامت الكنيسة المسيحية كان أول من هاجمها واضطهدها هم اليهود. وبعد هذا قام على الكنيسة كثير من الهراطقة الذي أذاقوها مرارة الإنقسام والخصومة. لقد جعل الله الكنيسة ناطورة الكروم= أي حارسة للكروم كلها فلم تحرس حتى كرمها وانشقت.

ملحوظة للخدام= هناك من يهتم بمخدوميه ولا يهتم بأن يرعى كرمه هو (حياته الروحية).



آية (7): "اخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك."

حينما تذكرت شدتها وسوادها وهياج الأعداء عليها، بحثت عن الراعي، المسيح الذي يقودها للمراعي الخضراء. يا من تحبه نفسي= فهي تحبه لأنه أحبها أولاً بالرغم من سوادها. وهو القادر أن يشبعها ويعزيها= أين ترعي. ويحميها= أين تربض. وقت اشتداد التجارب= عند الظهيرة= عندما تشرق الشمس التي تلوحها. ونجد العروس هناتلوم نفسها أنها في بعض الأحيان تترك راعيها الحقيقي وتكون كمقنعة عند قطعان أصحابك= كلمة مقنعة تعني من ترتدي قناعاً وبالتالي تكون غير قادرة على الرؤية جيداً لذلك تترجم الكلمة أيضاً "تائهة" أو "مغشى عليها" أو في السبعينية "خفيفة" أي تهزها التعاليم الغريبة للآخرين، هي إنجذبت وراء فكر آخر غير فكر المسيح الواحد، خرجت من كنيسته الواحدة الوحيدة وذهبت وراء قطعان آخرين، وهنا نجدها تلوم نفسها على ذلك. ومن إنجذبت وراءهم يدّعون أنهم أصحاب عريسها= قطعان أصحابك (1يو19:2،22).



آية (Cool: "أن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة."

أن لم تعرفي.... فاخرجي على آثار الغنم= كثيراً ما ندَّعي عدم المعرفة لذلك يقول العريس هنا ولماذا التوهان أيتها النفس وعندك في كنيستك الأباء والقديسين، ما عليك سوى أن تخرجي من نفسك وذاتك وإعجابك بكل ما هو جديد (وموضة) وسيري على أثار القديسين والأباء (عب7:13-9). لا تتركوا إيمان الأباء المسلم مرة للقديسين (يه3،4). أيتها الجميلة= سيتكرر وصف العريس لها بأنها جميلة وهذا لمحبة عريسها لها، بل لم نسمع طوال السفر كلمة توبيخ واحدة للعروس. إرعي جداءك= عمل النفس التي عرفت المسيح أن تشهد أمام الجداء= الخطاة بأن عريسها غفر لها وأحبها. ولكن تقودهم لمساكن الرعاة= للكنيسة وليس للغرباء.



آية (9): "لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون."

هي خلال جهادها ليست وحدها ضعيفة بل هي في حرب ولكنها قوية كفرس يقوده مسيحها (رؤ2:6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهي في موكب (الكنيسة) ولكنها مازالت على الأرض لذلك قيل مركبات فرعون [1] اشتهر فرعون بجودة جياده [2] غرق فرسان فرعون في البحر الأحمر إشارة لموتنا ودفننا مع المسح في المعمودية لنخرج منها فرساً أبيض يقوده هو وليس فرعون [3] الفرس مشهور بأنه يدخل المعارك بلا خوف (أي21:39).



آية (10): "ما اجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد."

السموط= صنف من الجواهر= فإذ صارت النفس مسكناً للروح القدس ينعكس جمال المسيح على وجهها أي خديها. وحين تغلب النفس يلبسها المسيح هذه الجواهر إذ جعلها ملكة. وعنقك بقلائد= كان عنقها غليظاً رافضاً أن ينقاد لله، والآن قبلت نيره، وهذا هو عمل الروح القدس الذي يبكت ويقنع. وإذ قبلت كافأها بقلادة هي روح الطاعة.



آية (11): "نصنع لك سلاسل من ذهب مع جمان من فضة."

نصنع= الثالوث هو المتكلم هنا. وهذه الآية تدل على رمزية السفر فلا يوجد عدة رجال يحبون امرأة واحدة. والسلاسل= تظهر من الخارج كأنها قيود ولكنها للجمال. فهي من ذهب= أي سماوية (القيود هي الالتزام بالوصايا والصلاة والصوم..) وقد التزمت العروس بها بالحب. وجمان= أجراس كالتي تعلق في سلسلة الشورية. والفضة ترمز لكلمة الله. فهذه النفس لها عمل تنبيه ووعظ الآخرين بكلمة الله (مز6:12).




آية (12): "ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته."

الملك في مجلسه= هو ملك بصليبه على قلبي، ولما صار قلبي مجلساً ومسكناً له فاحت رائحته. وما يجعل رائحة النفس تفوح كناردين هو أن تقبل النفس أن تُسكب عن المسيح فتشترك معه في صليبه. وتظهر النفس كقابلة للصليب دائسة العالم مع عريسها.



آية (13): "صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت."

المر= يشير للألم (بطعمه المر) ويشير للرائحة العطرة، فاحتمال الألم لأجل المسيح له رائحة عطرة. بين ثديي يبيت= على صدري بجانب قلبي يبيت. قلبي هو موضع راحته. هكذا كان يصنع يوحنا الحبيب. وما الذي يدفع النفس لتحتمل الألم والصليب؟

1- أن مسيحها تألم وكان صرة مرة (مملوء ألاماً) وبألامه فاحت رائحة محبته حين فتحت هذه الصرة على الصليب، فملا حبه قلبها لأنها شعرت بأن حبه أُعْلِنَ أولاً.

2- بعد أن صار المسيح داخل النفس صار ثدياها (العهد القديم والعهد الجديد) مصدراً لتعليم كل الناس لتجذبهم لمسيحها. وهي قطعاً عزلت خطاياها من بين ثدييها (هو2:2).

3- كانت العادة أن الزوجة تعلق صورة زوجها الغائب في عنقها علامة محبتها وولائها له غذ تستقر صورته على صدرها.

4- صرة المرة أيضاً تشير لعادة عند البنات في تلك الأيام. إذ كن يلبسن صرة مر على صدورهن فيفوح منها رائحة عطرة. هكذا كل من قبل المسيح وصليبه تفوح رائحته.



آية (14): "طاقة فاغية حبيبي لي في كروم عين جدي."

طاقة= حزمة. فاغية= نبات نور الحناء. وله زهر رائحته طيبة جداً وقد اشتهر وجود هذا النبات في عين جدي. ومازالت هذه العادة للعروس موجودة في مصر وبعض البلدان، أن تقبض العروس على حزمة من زهر الحناء ليلة عرسها فتصبغ يدها بلون أحمر ويصبح ليدها رائحة حلوة يوم زفافها. العروس هنا حملت علامات الصليب (اللون الأحمر) في يدها وصارت لها الرائحة الزكية (حمل الصليب).



آية (15): "ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة عيناك حمامتان."

عيناك حمامتان= [1] كحمامة نوح لا تستريح خارج الفلك (الفلك رمز الكنيسة) [2] بسيطة ووديعة. "وإذا كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً" (مت22:6). [3] لهما استنارة بالروح القدس. إذاً هذه النفس قد تحررت من الشهوات الجسدية وحملت السمات الروحية وصفاء النفس لذلك يدعوها ها أنت جميلة يا حبيبتي. هذه النفس هي التي حملت سمات المسيح وقبلت أن تشترك معه في صليبه. ولكن مازال لهذه النفس خطاياها، ورغماً عن ذلك يراها الله جميلة.. كما قال الشاعر "عين المحب عن كل عيب كليلة". فالمحب لا يرى سوى الجمال في من يحبها. "عبدي أيوب رجل كامل".

آية (16): "ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا اخضر."

قال لها العريس عيناك حمامتان، فماذا أعطى الروح القدس لعيناها أن تراه؟ لقد رأت جمال عريسها ها أنت جميل= لقد أدركت أنه جميل وأنه هو سر جمالها. بل هو مصدر كل قوة وكل قداسة فينا، لا يجب أن ننسب لأنفسنا أي شيء صالح (يع17:1). سريرنا أخضر= نتيجة هذا الإدراك الروحي دخلت النفس مع مسيحها في إتحاد أعمق. والسرير هو الجسد الذي فيه تلتقي النفس مع الله، ويتحول الجسد لمكان يسكن فيه الله بل يرتاح فيه الله، جسدنا لم يعد ملك لنا ولم يعد مسكناً للنفس البشرية فقط، بل يسكن الله فيه، وهنا تظهر ثمار الروح القدس لذلك دُعِىَ السرير أخضر أي مثمر. لقد دعا بولس أجسادنا أنها أعضاء المسيح (1كو15:6) لأنها حملت إنعكاساً للوحدة الداخلية بين الكلمة الإلهي والنفس. لقد سبق المسيح وأخذ جسدنا فهو أخذ مالنا ليعطينا ماله، لقد صار جسدنا جسده، وصار جسده سرير لنا، إذ لنا فيه راحة، نرى فيه اتحادنا معه. لقد أثمر جسد الرب طاعة للآب عوض عصياننا ونقاوة عوضاً عن نجاساتنا وغلبة على الشيطان عوضاً عن هزيمتنا. عموماً الخضرة علامة الحيوية والإثمار لأن النفس مجتمعة مع الله.



آية (17): "جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو."

كنيسة المسيح تشبه هنا بالبيت. والبيت له أعمدة سبعة رأسية= الجوائز= وله عوارض أفقية= روافد. وتشير الأعمدة الرأسية غالباً للكنيسة المنتصرة التي هي الآن في السماء، لذلك فالجوائز من أرز= وهذا عمره طويل (فإبراهيم وإسحق ويعقوب أحياء) ورائحته حلوة وهكذا سير أبائنا القديسين. وتشير العوارض الأفقية للكنيسة المجاهدة على الأرض ونلاحظ أنها من سرو وهو مشهور بقوته وأنه لا يهتز بالريح وهكذا ينبغي أن تكون كنيسة المسيح، فهي كنيسة قوية لا يستطيع أحد أن يحطمها، وينبغي أن يكون المؤمنين واثقين في حماية ربها لها فلا يهتزون مع أي رياح اضطهاد أو تعاليم غريبة. ونلاحظ أن البيت مكون من أعمدة رأسية ومن عوارض أفقية وهكذا صليب المسيح، فالمسيح بصليبه وحد السمائيين بالأرضيين. وصارت الكنيسة من قسمين، قسم رأسي، ممتد رأسياً وهي الكنيسة المنتصرة وقسم أفقي ممتد أفقياً في كل الأرض وهي الكنيسة المجاهدة.


ملخص الإصحاح الأول

سفر النشيد هو سفر المحبة. أولاً هي محبة الله مثلث الأقانيم. الروح القدس (الدهن المهراق) يجذبنا للإبن العريس بأنه:

1. يسكب محبة الله في قلوبنا (رو5:5).

2. ويصور لنا الإبن "يأخذ مما لى ويخبركم" (يو15:16) فننجذب له لأن محبته يسهل إكتشافها من حياته وصليبه فنجد محبته أطيب من الخمر.

3. والروح القدس يثبتنا في الإبن فنشتاق لأحضان الآب.

فالإبن يستعلن الآب. وحينما نشعر بمحبة الآب نشتاق لمحبته الغافرة وأحضانه فنقول للإبن عن الآب "ليقبلنى بقبلات فمه". وهذه المحبة تربطنا بسلاسل محبة (آية11) وهذه السلاسل هي حفظ الوصية لأننا نحب الله (يو23:14) وهذه المحبة لا تقتصر على محبة الله بل ثانياً تمتد لمحبة الإخوة فنشتاق أن تنجذب العذارى لمحبة العريس (آية4،3). بل نكتشف في آخر الإصحاح أن المحبة هى لكل الكنيسة، الكنيسة المجاهدة (الروافد آية 17) والكنيسة المنتصرة في السماء (الجوائز آية 17). فهى كنيسة واحدة مرتبطة بالمحبة، نحن نصلى لمن في الأرض ومن في السماء وهم يتشفعون فينا.

والكنيسة تشبه بيتاً واحداً يسكن فيه المسيح (سريرنا أخضر) فتكون الكنيسة مثمرة. ولكن كيف يسكن المسيح في الكنيسة. كان لابد من التجسد (موضوع الإصحاح القادم) ليموت المسيح بهذا التجسد ويقوم وتسكن حياته في الكنيسة "لى الحياة هي المسيح" (فى21:1).


ملحوظة

يبدأ عمل الروح القدس مع غير المؤمن بأن يقنعه بالمسيح أنه الرب الاله المخلص فيستحيل أن يقول ان المسيح رب الا بالروح القدس (أر 20 : 7 + 1 كو 12: 3) وبعد المعمودية والميرون يسكن فيه الروح القدس ويبدأ عمل اخر ان ينمي الايمان وهذا من من ثمار الروح القدس (غل 5: 22 + 23) ثم يبدأ يسكب محبة الله في قلوبنا (رو5: 5) بأن يحكي لنا عن من هو المسيح وحينما نعرفه حقيقة نحبه وحين نشعر بمحبته يزداد في داخلنا الرجاء ( رو 5: 5)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير الأصحاح الأول من سفر نشيد الأنشاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سفر يهوديت
» كتاب سفر نشيد الانشاد
» تفسير الكتاب المقدس بالكامل
» تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى
» جديد نشيد نادي الزمالك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي احبــــــــــاء الانبا تكلا بدشنا  :: الروحانيات :: المرشد الروحي-
انتقل الى: