سـِمـــــــَات
الراعِــــــــى
لابد وأن
يجاهد الخادم من أجل القداسة كل أيام حياته. ويقول القديس أورينيموس أن الدرس الذى
لا يسند كلماته بأفعاله يفقد التأثير على سامعيه. ولذلك ينبغى أن يفحص الخادم نفسه جيدًا ويدقق فى حياته حتى
يتمتع بالسمات اللازم توافرها فيه. على الأخص ينبغى أن يكون الخادم:
1. 1.
بلا لوم
وهذه هى
الصفة التى وُصـِف بها الأسقف فى رسالة بولس الرسول إلى تلميذه تيـــموثـــاؤس (1 تيمو 2:3) لأنه إذا كان الخادم ملومًا، فكيف
يعمل على إزالة اللوم عن الآخرين؟ وإن كانت يداه متــَّـسِخة، فكيف ينظــِّف بهما
أيادى المخدومين؟ ورغم أنه من المستحيل أن يكون الخادم كاملا، لكنه يجب – على
الأقل – أن يسعى دائمًا إلى الكمال. وبقدر ما تلتصق حياته الداخلية بالرب يسوع،
وبقدر ما يشبع إنسانه الداخلى من حياة القداسة، فإن الرعية تتنســَّم فيه رائحة
المسيح الذكية.
يجب أن
يكون الخادم بلا لوم، ليس فقط أمام المخدومين، لكن أيضًا أمام غير المؤمنين. فيجب
أن يكون مشهودًا له من الذين هم من خارج.
وعلى
الخادم أن يفحص نفسه دائمًا لئلا، فيما يظن أنه بلا لوم، يُعَيــِّر الآخرين.
وليعرف قدر نفسه، فلا يدَّعِى الكمال، بل يتضع دائمًا، ويأتى باللوم على نفسه فى
كل الأمور.
2. 2.
محتـــشمًا
ليس
المقصود احتشام الملبَس فقط. لكن مفهوم الاحتشام فى المسيحية يمتد ليشمل احتشام
القلب عن الخلاعة والنجاسة. وهو يعنى أن الاحتشام ليس عملا ظاهريًا فقط، وإنما هو
عمل داخلى فى القلب. فالقلب المحتشم لا يفتح أبوابه للخطية القلبية، والعين
المحتشمة ترفض المناظر النجسة، والعقل المحتشم لا يقبل الأفكار الشريرة، والحواس
المحتشمة لا تتجه نحو الشر والنجاسة. تلك أمور تجرى فى الخفاء، ولا يعلم بها أحد
إلا ألله وحده، وكتمانها عن أب الاعتراف يجعلها تتكاثر وتنمو.
لذلك فإن
مفهوم الاحتشام الحقيقى هو التقاء القلب بالرب يسوع فى حب حقيقى، وعلاقة داخلية
قوية، وحياة توبة متجددة. فالله هو القادر أن يشبع هذا القلب، ويستر عليه، وينزع
منه كل النقائص.
عندما
التقلى الرب يسوع بالمرأة الزانية، لم يطلب منها تغيير الملابس الخارجية، بل اهتم
أولا بخلع القلب الشرير وتقديس الأعضاء. إن تغيير المظهر الخارجى هو تعبير عن
التغيير الداخلى.
وصاحب القلب المحتشم يكون محتشمًا فى
تصرفاته، ولا يكون فى كلامه "لا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التى لا
تليق، بل بالحرى الشكر." (أف
4:5) ويقول القديس أمبروزيوس أن حالة الفكر الداخلى تنطبع
على اتجاهات الجسد وتصرفاته، ومنها يُعرَف إن كان الإنسان الداخلى فى قلوبنا
طائشًا. وهكذا فإن التصرفات الخارجية هى صوت يعبر عن الروح الداخلية.
3. 3.
مُـتـَشَـــــدِّدًا
يوصى الكتاب المقدس الخدام بالتشدد،
والشجاعة، وعدم الخوف. فالخادم المتشدد الحازم يثق فى الله ويؤمن بقوته، لذلك فهو
لا يخاف ولا تضطرب نفسه. ويذكر الكتاب المقدس أن موسى أوصى يشوع قائلا: "تشدد
وتشجع . . . . والرب سائر أأأمامك،
هو يكون معك، لا يهملك ولا يتركك. لا تخف ولا ترتعب." (تث 31: 7-
ويؤكد
الله نفس الكلام ليشوع بقوله: "أما أمرتك؟ تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلــَهك معك حيثما تذهب." (يش 9:1)