تأكيد أبطال الأعياد اليهودية.
+ نحن نعلم ما كان لعيد الفصح قبل صلب الرب وقيامته من أثر كبير على اليهود في العالم كله.. إذ كانت مدينة أورشليم ترتج بالقادمين إليها لعمل الفصح أما وقد جاء الحمل الحقيقي وذبح فصحنا ورفضوه لذلك بطل الرمز اليهودي وانتهي وصار اليهود الرافضين الإيمان بالرب أشراراً.. فلا عجب أن رأينا في رسائل البابا أثناسيوس الرسولى خلال فترة خدمته كبطريرك التي قاربت من الخمسين عاماً يكتب كثيراً عن رفض الله لليهود والأشرار وعن إبطال الفصح اليهود إلي الأبد بمجيء الحمل الحقيقي وذبحه عنا.
St-Takla.org Image: Maurycy Gottilieb, 1878, Ashkenazi Jews praying in the synagogue on Yom Kippur
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة لوحة يوم كيبور، عيد يوم الكفارة العظيم، يهود أشكينازي يحتفلون به في المجمع، الفنان موريسي جوتيليب، 1878
+ فالكنيسة إذ تلقب عيدها ب "عيد الفصح " إنما تعلن للملأ أنه لا ضرورة لأعياد اليهود ولا حاجة لها لأنها قد انتهت وفيما يلي أقوال مختصرة من كثير مما كتبه أثناسيوس وغيرة من الآباء.
+ حتى اليهود الجهلاء تناولوا من الطعام الإلهي حينما أكلوا الخروف في الفصح كرمز لكن لعدم فهمهم للرمز لا زالوا حتى يومنا هذا يخطئون لأنهم يأكلون الفصح بعيداً عن المدينة "أورشليم" مبتعدين عن الحق..
+ وحيث أن أورشليم قد خربت لهذا يلزم أن تنتهي تلك الرموز أيضاً.
لا حظوا أنه بمجيء مخلصنا قد انتهت المدينة وخربت كل أرض اليهود ومن شهادة هذه الأمور وما تؤكده لنا عيوننا عن هذه الحقائق التي لا تحتاج إلي دليل أخر لهذا يلزم بالضرورة أن ينتهي الرمز..
+ فبمجرد أن كمل هذا الصلب انتهت الأمور العتيقة فانشق حجاب الهيكل (مت51:27) وتحطم المذبح اليهودي ومع أن المدينة لم تكن قد خربت بعد إلا أن رجسه الخراب "مت15:24 " كانت تستعد للجلوس في وسط الهيكل فتتلقي أورشليم وكل تلك الفرائض العتيقة نهايتها.
+ منذ ذلك الحين تركنا وراءنا عصر الرموز فلم نعد نمارس تلك الطقوس في ظلها بل قد حولناها كلها إلي الرب " وأما الرب فهو روح وحيث الروح هناك حرية "2كو17:3".
+ فإننا متى سمعنا هتاف البوق المقدس لا نعود نذبح خروفاً عادياً بل ذلك الحمل الحقيقي الذي ذبح عنا "ربنا يسوع المسيح- الذي سيق كشاة تساق إلي المذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها "أش7:53.
+ فقد تطهرنا بدمه الكريم "الذي يتكلم أفضل من هابيل "عب24:12 " واحتذت أرجلنا باستعداد الإنجيل "أف15:6 " حاملين في أيدينا سلاح الله الكامل الذي كان موضوع تعزية الطوباوى القائل "عصاك وعكازك هما يعزياني "مز4:23 " وبالإجمال نكون مستعدين في كل شيء وغير مهتمين بشيء لأن الرب قريب وذلك كقول الطوباوى بولس "فى5:4 " وكذلك يقول مخلصنا "في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان "لو4:12..
+ أما نحن أيها الأحباء فقد تحقق لنا ما كان ظلال وتم لنا ما كان حرفاً لذلك يلزمنا ألا ننظر إلي العيد كرمز ولا نذهب إلي أورشليم التي هي هنا أسفل (في الأرض) لكي نقدس خروف الفصح.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لئلا عندما يعبر الوقت (الموسم) ينظر إلينا أننا نصنع أمراً غير مناسب ولكن بحسب أمر الرسل يلزمنا أن نتعدى حدود الحروف ونترنم بأغنية التسبيح.
+ فبادراً كنا هذا مجتمعين مع بعضنا البعض بالحق (المسيح) يقتربون إلينا ويقولون لمخلصنا "أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح "مت17:26 "؟..!
+ فمع أنه في التاريخ لم يكن يحفظ الفصح إلا في أورشليم لكن لما جاء ملء الزمان وعبرت الظلال وانتشرت الكرازة بالإنجيل في كل مكان ونشر التلاميذ الأعياد في كل موضع كأنهم يسألون المخلص "أين تريد أن نعده؟! " والمخلص أيضاً إذ حول الحروف إلي روح وعدهم أنهم لا يعودون يأكلون جسد الخروف بل يأكلون جسده هو قائلاً (خذوا كلوا واشربوا هذا هو جسدي ودمي "مت26:26-28 فإذ ننتعش بهذا فإننا بالحق يا أحبائي تحفظ عيد الفصح الحقيقي.
+ عندئذ تحقق ما نطق به الأنبياء "وأبيد منهم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العريس وصوت العروس صوت الأريحية ونور السراج وتصير كل هذه الأرض خراباً أر 10:25 " إذ بطلت عنهم كل خدمة الناموس وهكذا سيبقون إلي الأبد بغير عيد.
+ وهم لا يحفظون بعد الفصح لأنهم كيف يستطيعون أن يحفظوه؟! إنهم يعصون الناموس في كل شيء بحسب أحكام الله يحفظون أياماً للحزن لا للسعادة..
+ إن كان الله قد لعنهم من أجل إهمالهم.. فإنه قد نزع عنهم الحمل الحقيقي الذي هو الفصح الحقيقي (إذ رفضوه).
+ فعيد الفصح هو عيدنا ولم يعد بعد لليهود لأنه قد أنتهي بالنسبة لهم والأمور العتيقة تلاشت والآن جاء شهر الأمور الجديدة الذي فيه يلزم كل إنسان أن يحفظ العيد مطيعاً ذاك الذي قال " احفظ شهر "الأمور الجديدة " واعمل فصحاً للرب إلهك "تث1:16 "