رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله.
ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي...
وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله...
وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون!
وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر..
صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه!
بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات!
+ "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه".
الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها.
لذلك فإن:
الكلمة صار جسداً وحل بيننا " يو14:1 "،
لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر.
لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
لنصير على مثاله...
لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)،
وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا!
وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه...