+ إذ لم نكن متأهلين للنظر في الأمور الأبدية إذ أثقلنا دنس الخطية الناجم عن محبتنا للأمور الزمنية التي غرست فينا حتى تبدو كما لو أنها من طبيعتنا بسبب جذور الموت العاملة فينا لذلك فنحن محتاجون إلي التطهر.
وعملية التطهير هذه ليست في استطاعتنا حتى نلاطف بعضنا البعض بالأمور الأبدية ما لم يتفق هذا أولاً في علاقتنا مع بعضنا البعض في الأمور الزمنية التي نحن ممسكون فيها.
فالصحة هي عكس المرض لكن لا يمكن لعلاج ما أن يقودنا إلي الصحة الكاملة ما لم يتناسب مع المرض.
فالأمور الزمنية غير المفيدة تخدع المرضي لكن الأمور الزمنية المفيدة تنتقل بهم إلي الأبديات.
فالعقل المتزن لكي يتنقى يدين في هذا إلي: (أ) التأمل في الأبديات... (ب) الإيمان في الزمنيات..
وقد قال أحد حكماء اليونان وهو محق بلا شك في قوله هذا (أن الحقيقة (أي الواقع) يستند على الإيمان وهكذا أيضاً الأبدية تستند على الأمور التي لها بداية (أي الزمنيات) ".
لهذا السبب فإن "الحق " نفسه شريك الأب في الأبدية أخذ له بداية زمنية في الأرض "مز11:85 " وذلك عندما جاء ابن الله كإبن للبشر وأخذ لنفسه إيماننا حتى يقودنا بهذا في واقعه "الأبدية " إذ تعهد قوتنا من غير أن يترك أبديته... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
ونحن لا نقدر أن نعبر إلي الأبدية من حالتنا هذه التي لنا فيها بداية ما لم نكن قد تحولنا مع الأبدي "ابن الله " خلال بدايتنا إلي أبديته الذاتية بالإتحاد معه.
لذلك فإن إيماننا له في حدود معينه ما لذاك الذي آمنا به هذا الذي: ولد، ومات، وقام، وصعد.
من هذه الأمور الأربعة نعرف نحن الآن اثنين وهو أن الإنسان له بداية (يولد) ويموت أما الاثنين الآخرين أي القيامة والصعود فإننا نرجوهما فينا لأننا قد آمنا أنهما في شخص الرب.
فإذ عبر ذاك الذي أخذ له بداية إلي الأبدية فإننا نحن أيضاً سنعبر إلي الأبدية عندما يصل الإيمان إلي الحقيقة "العيان في الأبدية "....