الحب الحقيقي من سماته أنه ينصب في الله لأجل ذاته فلا يطلب جزاء أرضياَ بل يكمن مجده في الحياة الأخرى وإن أعطيت له عطايا مادية أو روحية لن يقنع بها حتى ينال واهبا فهو يحب الله بلا غرض سووي حبه.
أ) لا ينتظر جزاء زمنياً:- شبه أغسطينوس الإنسان غير المحب بالعشب الأخضر الذي له الاخضرار لكنه سرعان ما يذبل ويموت بلا ثمرة وأما الذي يحب لأجل الله فيشبهه بشجرة وإن انتفضت منها الأوراق في فصل الشتاء وبدت كما لو كانت مائته لكنها تعود وتورق وتثمر في الربيع.
St-Takla.org Image: Jesus Love to Us, our love to God, Coptic art by Sister Sawsan
صورة في موقع الأنبا تكلا: محبة يسوع لنا، محبتنا لله - من الفن القبطي بريشة تاسوني سوسن
+ الزمن الحاضر هو فصل الشتاء ومجدك (أيها الإنسان المحب) لم يظهر بعد فإن كانت محبتك له جذور عميقة كجذور الأشجار غير المورقة التي في فصل الشتاء حيث الصقيع فإنه إذ يحل الصيف (الدينونة) يذبل العشب ويظهر مجد الأشجار.
لأنكم قدمتم كما يقول الرسول (كو3:3) وذلك كالأشجار التي تبدو كما لو أنها ماتت وذبلت لكن إن كنا قد متنا فأي رجاء لن بعد؟ إنه حيث توجد الجذور توجد حياتنا أيضاَ لأن محبتنا مركزة فيها. وحياتكم مستترة مع المسيح في الله فمن كانت جذوره عميقة هكذا متي يزهر؟ متي يأتي ربيعنا؟ من يكون صيفنا؟ متي يهبنا مجد الأوراق؟ متي أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاَ في المجد (كو4:3) إذن ماذا نفعل الآن و لا تحسد عمال الإثم فإنهم مثل الحشيش سريعا يقطعون ومثل العشب الأخضر يذبلون. (مز 37: 1)
نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة (1يو 3: 14) ..... إن كان في القلب محبة للأخوة لنكن فر راحة لأننا انتقلنا من الموت إلى الحياة وصرنا من أهل اليمن لكن لا نظن يا إخوتي أن مجدنا يكون في الوقت الحاضر بل عندما يظهر الرب فإنه سيظهر في مجد.
حقا إن الحياة تكمن فيننا لكن كما في الشتاء فالجذور حية لكن الفروع كما لو كانت جافة في الداخل تكمن الحياة فينا في الداخل أوراق الشجر وفي الداخل تكمن الثمار لكن هذا كله يترقب مجيء الصيف. ؟
+ عندما نهوي هذه الأشياء الجملية الدنيئة نرفض ما هو أفضل وأسمي الذي هو أنت أيها الرب إلهنا ونرفض حقك وناموسك.
إننا نسر بهذه الأشياء الصغيرة التي لا يمكن أن يعد السرور بها شيئا مذكوراَ إذا قيس بسرورنا بخالقها الذي به يبتهج البار وهو فرح مستقيم القلب!
+ إننا بالقلب نسأل ونطلب ونقرع لذلك يفتح الله للقلب ولهذا ينبغي على هذا القلب أن يكون ورعاَ أي يحب الله لأجل ذاته فهذا هو الورع فلا يطلب الإنسان شيئا غير الله ذاته لأنه من أو ما هو أفضل منه؟! أي شيء يصير بعد ثميناَ إن كنت تنظر إلى اله كأمر زهيد؟!
الله يعطيك أرضا وأنت تفرح بها إنك تحب الأرض يا من ستصير أرضا (ترابا) فإن كنت تفرح بالعطايا الأرضية كم بالأكثر ينبغي عليك أن تفرح عندما يهبك الله خالق السماء والأرض ذاته؟!!
هكذا لنحب الله لأجل ذاته لأن الشيطان بسبب عدم معرفته ما في قلب أيوب اتهمه زوراَ هل مجانا يتقي أيوب الله (أي9:1) فالمتهم ما زال موجوداَ فإن كان قد خلق اتهام زور ضد أيوب فما هو موقفنا عندما يتهمنا بأننا نتقي الرب من أجل العطايا ونحن فعلا هكذا؟!
+ فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس.... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزداد لكم. (مت6)
بحب علينا ألا نطلب هذه الأشياء كما لو كانت مصدر سعادتنا كما لا نصنع الخير لأجل نوالها رغم كونها ضرورية في حياتنا...
فملكوت الله وبره هو الخير الذي نسعى إليه والذي نقصده من أعمالنا ولكننا إذ نخدم في هذه الحياة كجنود واغبين في ملكوت السموات نحتاج إلى الضروريات اللازمة للحياة....
فملكوت السموات نطلبه كخير نسعى نحوه أما الضروريات فنطلبها لتحقيق هذا الخير الذي نسعى نحوه.