قيل إن الملاك قيد الشيطان 1000 سنة (رؤ2:20). وهنا يسأل البعض: كيف يكون الشطيان مقيداً، بينما الشيطان يسقط عدداً لا يُحصى من الناس، وفي خطايا لا تحصي، فهل يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟! ونحن نقول:
تقييد الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي.
مثلا نقول إن موظفاً مقيد في وظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، ولكن ليس في حرية، إنما عليه قيود في عمله، وعدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في الحرية التي كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أعني الفترة التي قيل عنه فيها إنه (رئيس هذا العالم) (يو11:16).
وما الدليل علي ذلك: الدليل هو علي الأقل أمران:
St-Takla.org Image: Statue of Archangel Michael battling Satan, France
صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال الملاك ميخائيل يحارب الشيطان، فرنسا
1) حينما كان في حريته، أوقع العالم في الفساد وعبادة الأصنام.
في حريته أضل العالم كله، حتي أغرقه الله بالطوفان (وحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض..) (تك6:6). واختار الله أسرة نوح. ثم فسد أفراد هذه الأسرة، فاختار إبراهيم،ثم يعقوب وبنيه. وانتشرت عبادة الأصنام في الأرض كلها، حتي منع الله بني إسرائيل الذين يعبدونه من التزاوج من شعوب الأرض.
ومر وقت لم يكن يعبد الله سوي اثنين أو ثلاثة فقط.
كل العالم كان يعبد الأصنام ما عدا بنو اسرائيل. ولما صعد موسى إلى الجبل ليأخذ الشريعة من الله، وتأخر .. ضغط بنو اسرائيل على هرون رئيس الكهنة، فجمع ذهبهم وصنع لهم به عجلا عبدوه. وقالوا " هذه آلهتك يا اسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر" (تك 32 : 4 ) . ربما استثنى من كل هذا الشعب يشوع بن نون، وكالب بن يفنه...
بل مر وقت لم يجد فيه الله إنسانا بارا واحدا.
فقال في أيام أرميا النبي (طوفوا في شوراع أورشليم، وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها. هل تجدون إنساناً، أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها!! (أر1:5) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). نعم لأن (الجميع زاغوا معاً وفسدوا. ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد) (مز3:14).
حتي سليمان الحكيم، أحكم أهل الأرض.
نسمع عن خطيته العظيمة في (1مل11). حيث بني مرتفعات لآلهة الأمم.. وكانت زوجاته يذبحن ويبخرون للأصنام. ولم يكن قلبه من نحو الرب.. وعاقبه اله، وقسم مملكته..
حتي تلاميذ المسيح، قبل الصلب..
فقال السيد لبطرس الرسول (هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك) (لو22: 31، 32). وفعلا حدث أن بطرس أنكر المسيح ثلاث مرات. وباقي الرسل وقت القبض عليه ولم يتبعه إلي الصليب سوي يوحنا. ويهوذا دخله الشيطان وسلم المسيح.
والنقطة الثانية أن الشيطان حينما يحل من سجنه،سيضل الأمم، ويسبب الارتداد العام.
ويحاول لو أمكن أن يضل المختارين أيضاً. ولو لم يقصر الله تلك الأيام، ما كان يخلص أحد (مت24: 22، 23). كذلك يصنع آيات عظيمة وعجائب (مت24:24). ويؤيد إنسان الخطية المسبب للارتداد (بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين) (تس2: 9، 10).
نشكر الله أنه الآن مقيد.
مجرد ان الكنائس ممتلئة بالمصلين والملايين يتناولون كل أحد، دليل علي أن الشيطان مقيد.
وفي أيامنا هذه، عودة كثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله وإلي الإيمان، بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مقيد.
في حريته يجعل المؤمنين يرتدون. أما الآن فملايين المرتدين يعودون إلي الإيمان. وننكر أن هناك خطايا عديدة بأغراء الشيطان. ولهذا نقول إنه لا يزال يعمل، ولكن ليس في حرية.
ليس في حريته التي كانت له قبل الفداء.
ولا في الحرية التي تكون له بعد الألف سنة.